حظي عرض مونولوج "الحرقة" الذي قدمه ليلة الأربعاء بدار الثقافة لميلة الشاب سليم من دار الشباب لمدينة بسكرة بحضور شباني كبير وتفاعل معتبر مع مشاهده الدرامية المشفوعة بديكور شديد البساطة. وقد تناول هذا العرض المندرج ضمن تواصل فعاليات الأسبوع الثقافي البسكري بولاية ميلة قضية "الحرقة" أو أوهام البحث عن واقع أفضل خارج الوطن تحت مبررات البطالة وانعدام الأفق و مشاكل إجتماعية مختلفة . واستطاع سليم الذي يمثل عصارة تجربة بسكرية متنامية في مجال الفنون الدرامية أن يشد إنتباه جمهور شباني لم يألف كثيرا حضور أعمال مسرحية ليخلص في نهاية العرض بأن "لا مستقبل للشباب خارج وطنه" وأن "أكل رغيف و شربة ماء هنا أفضل بكثير من أية جنة موعودة هناك" على حد قول المسرحي الواعد سليم . ويسجل الأسبوع الثقافي لولاية بسكرة منذ إنطلاقته الإثنين الماضي عروضا فنية ليلية مستقطبة للحضور عن طريق إبراز عدة طبوع غنائية ثرية تتراوح ما بين الأوراسي الشاوي من خلال فرقة الوطاية الفلكلورية إلى الصحراوي البدوي عبر فرقة "قوافل الصحراء" مرورا بتراث "القرقابو" مع فرقة " نويش" المعروفة كثيرا بمدينة بسكرة . وكانت فعاليات الأسبوع الثقافي الممتد لغاية يوم غد الجمعة مناسبة لتلاقي رصيد حضاري كبير تزخر به بسكرة عاصمة الزيبان وتم تقديمه من خلال معرض تاريخي أقيم ببهو دار الثقافة مع ثراء حضاري آخر إكتشفه الوفد الضيف من خلال زيارة معالم المدينة القديمة لميلة متعددة الحضارات.