"أريد سكنا خاصا" كلمات بسيطة تتلفظ بها كل فتاة أو عروس مقبلة على الزواج أو حتى تحلم به، وما يشاع في مجتمعنا أنه في الأغلب المرأة تفرض أو تشترط سكنا مستقلا عن أهل زوجها في الآونة الأخيرة ومع تفاقم مشكلة السكن أصبح الرجل في حيرة من أمره بين إرضاء زوجته وإيجاد سكن والخضوع لرغبة الوالدين...ما يعرف عن المجتمع الجزائري أنه مجتمع محافظد، ومن تقاليدنا أن يسكن الرجل في بيت أهله عندما يتزوج، وهذا ما يسمح له بتكوين أسرته أين نشأ أبناؤه بين الجد، الجدة، العم، العمة... إلخ لكن في السنوات الأخيرة أصبح هذا الأمر مرفوضا فنجد شباب وشابات اليوم يبحثون عن الاستقلال، فبمجرد ما يخطون الخطوة الأولى لبناء أسرة أول شيء يفكرون فيه هو سكن خاص بهم، بعيدا عن الأهل، فما الذي جعل من أبنائنا يغيرون التقاليد التي نشأ عليها آبائهم وأجدادهم.الابتعاد عن المشاكل، الخلافات التقليدية التي تنشب بين العروس وحماتها، والشعور بنوع من الاستقلال الأسري والكيان الفردي، هذا ما أكدته لنا زهية فتاة مقبلة على الزواج تقول إن أول شيء طلبته من خطيبها توفير سكن خاص، بعيدا عن أسرته، فهي تخشى من تصادم يحدث بينها وبين أمه، كما أنها تريد أن تشعر بحرية التحرك والتصرف في منزلها الخاص والقيام بما يحلو لها، فإن أرادت الخروج خرجت للعمل، ففي الأغلب لا تقوم بكل ما تريده في مسكن مشترك مع أهل الزوج، "فنحن نمنع من أشياء كثيرة أبسطها طريقة اللباس".فهيمة مقبلة على الزواج خلال شهر أوت، تعمل أستاذة تقول: "حسب ظروف حياتي الحالية والقادمة فإنني سأقضي كل وقتي خارج المنزل أنا وزوجي، وهنا فإن أهل زوجي غير مجبرين على القيام بالأعمال المنزلية والاهتمام به، لذلك طلب زوجي المستقبلي منزلا خاصا حيث أهتم وأنظم حياتي فيه كما أشاء رغم أن حماتي طلبت مني السكن معها لتساعدني لكني أرى في الأمر إحراجا كبيرا فإلى متى ستتحملني؟" سامية تقول في الموضوع "أنا فتاة حادة الطباع واحتمال كبير أن أتشاجر مع حماتي بعد أيام من زواجي، أفضل مسكنا خاصا فحسب ما رواه لي خطيبي عن أهله وطريقة حياتهم، فهم لا يسمحون للمرأة بالخروج للتسوق أو التبضع ويفرض عليها ارتداء الحجاب داخل المنزل... إلخ أجد أنني لن أتلاءم مع هذه البيئة لأنني في منزل والدي لم أنشأ هكذا، لذا أفضل مسكنا خاصا، حتى لا يفقد زوجي مكانته وعلاقته بوالديه وعائلته، وأحظى بحياة هادئة كما أتمنى" وعلى الرغم مما يشاع بأن المرأة هي من تفرض فرضا على الرجل توفير مسكن خاص إلا أنه في أيامنا هذه حتى الرجل في حد ذاته أصبح يميل إلى هذا الاختيار لعدة أسباب.سمير شاب عازب، يقول: "لم أتزوج ولن أتزوج حتى أحظى بمسكن فردي بعيد عن أهلي، فلا أريد أن أعيش على طريقتهم التقليدية، فأنا أرى لحياتي منعرجا آخر، وهناك أمور لا يمكننا أن نقوم بها مع الأهل... "ويضيف: "كما أنني لن أسمح لزوجتي بالتصرف بحرية إن سكنت مع أهلي مما يجعلنا ندخل في صراع يؤدي لاختلافات أكيدة والتي span