تبدأ الجزائر قبل نهاية الشهر المقبل تجربة الجراحة بالمنظار عن طريق المسالك الطبيعية أي عن طريق الفم ،السرة والفرج، وهي تقنية أولى من نوعها بالوطن العربي والقارة الإفريقية.وأوضح الجرّاح الجزائري الطاهر بن حجاب بمناسبة الملتقى الدولي الثاني للجراحة بالمنظار، أنّ الجراحة الحديثة يستهدف فيها الجراح المرض بالمرور بالمسالك الطبيعية بدل استعمال ثقب بالبطن لا تزيد عن ثلاثة سنتيمترات، وأضاف بن حجاب أنه باعتماد هذه التقنية المتطورة، يتفادى الجراح التقنية القديمة المعتمدة في الجراحة بالمنظار، مذكّرا بمزايا الجراحة الحديثة المتمثلة في عدم تعفن الجرح وغياب الألم وتعقيدات المرض. ولم يبدأ حتى الآن تطبيق تقنية الجراحة بالمنظار عن طريق المسالك الطبيعية بأحد عشر دولة بكل من القارة الأوروبية والأمريكيتين على ثلاثمائة مريض، إذ لم تظهر التعقيدات إلا عند 17 مريضا فقط أي ما يمثل نسبة 5.8 بالمائة من مجموع المرضى الذين شملتهم هذه التقنية، وأهم الأمراض التي تم معالجتها بالتقنية الجديدة حتى الآن هي تلك التي تصيب الحوصلة الصفراوية المرارة وينتظر توسيعها إلى بعض الأمراض الأخرى التي تصيب الأمعاء والجهاز الهضمي والتناسلي. وتتطلب الجراحة بالمنظار عن طريق المسالك الطبيعية والتي تعرف باللغة اللاتينية بنوس فريقا طبيا متعدد الاختصاصات وتجهيزات خاصة بهذه التقنية، ويرى مختصون أنّ التحدي الذي يواجه هذا الاختصاص في الصناعة الطبية في الوقت الحالي هو صعوبة انجاز عتادا متطور تكنولوجيا يتأقلم مع هذه الجراحة. وبالنسبة لتطبيق هذه الجراحة بالجزائر، تراهن الدوائر المختصة على تقديم الدعم للمختصين الجزائريين في مجال التكوين المتواصل لإعداد فريق متخصص في هذا المجال يمكّن من ممارسة هذه الجراحة بكل سهولة، ويقوم رئيس الجمعية الوطنية للجراحة بالمنظار الأستاذ العربي حيرش باتصالات مع مختصين في هذه الجراحة بالدول التي طورت هذه التقنية من أجل ممارستها في أقرب وقت داخل الجزائر. الهام سعيد