تم أمس الأول تقديم بقاعة سينما ''زينات'' برياض الفتح (الجزائر) الفيلم الطويل "الشاب حسني : الأغنية الأخيرة" الذي يروي حياة المطرب حسني و مشواره الفني بحضور المخرج العايب مسعود. و يعد الفيلم (110 دقيقة) الذي كتبت السيناريو فاطمة وزان سيرة ذاتية تروي البداية الفنية للمطرب الذي أضفى على أغنية الراي طابعا جديدا كما يبرز الحياة العاطفية للشاب حسني و رقة عواطفه. و تطرق المخرج خلال الفيلم إلى حي "قامبيطة" (وهران) حيث ترعرع الفنان مع عائلته سيما شقيقه الأكبر الذي كان دائما إلى جنبه و أصدقائه. و قالت كاتبة السيناريو بشأن هذا الفنان الذي عرف بسخاءه و إيثاره و الذي اتخذ أسلوبا خاصا به "الراي العاطفي" أن الفيلم يسرد حياة الشاب حسني بأكبر قدر ممكن من الوفاء حيث استغرق التصوير ستة أشهر و ثمانية أسابيع استنادا إلى شهادات عائلته لا سيما زوجته و أقاربه و الفنانين الذي تعاملوا معه. و أضافت فاطمة وزان التي صورت بورتريه هذا الفنان المولع بالأغنية الشعبية و أغاني وردة الجزائرية أنه على عكس الراي الذي يتناول الظروف المعيشية الصعبة و اليأس تغنى الشاب حسني بالحب و الأمل كما تمكن من استقطاب الجمهور الشاب. و أكدت السيدة وزان أن دور الشاب حسني كان من آداء فريد رحال طالب شاب يشبه الفنان الراحل إلى حد كبير حيث حاول تقمص شخصيته مضيفة أن دور زوجة حسني مليكة كان من آداء ممثلة محترفة صارة رزيقوا. ولد الشاب حسني و اسمه الحقيقي حسني شقرون في فيفري 1968 بوهران. و بعد تخليه عن الدراسة قرر الشاب حسني التفرغ للموسيقى بعد ممارسته لكرة القدم. و التحق حسني الذي كان معجبا ببلاوي الهواري و أحمد وهبي بجوق نوري قادة حيث أدى أغاني من التراث الوهراني قبل أن يسجل أول شريط له في 1986 في ثنائي مع الشابة الزهوانية. و أحيا الفنان الراحل حفلات بالجزائر و أخرى بفرنسا و الولاياتالمتحدة. و يزخر رصيد الفنان بأكثر من 400 أغنية أشهرها "عاشق قلبي" و "علاش يا عينيا" و "عييت ما نصبر" و "داك الزين" و "دا زهري" تتناول كلها الحب و الفراق و خيبة الأمل. و توفي الشاب حسني إثر اعتداء ارهابي في 29 سبتمبر 1994.