تواصلت أشغال الجلسات الوطنية حول تطوير البحث العلمي بوهران داخل الورشات الأربعة التي شكلت لمناقشة و تشريح أهم المحاور المتصلة بإشكالية تطوير البحث العلمي في العلوم الاجتماعية و الإنسانية بالجرائر. و تناولت إحدى الورشات من خلال النقاش و التقييم مدى مسايرة مضامين البحوث العلمية للتوجه الدولي السائد في مجال البحث العلمي و المتعلق ب "اقتصاد المعرفة". وعكف عدد من الباحثين الجزائريين من فرق و مخابر البحث الأجنبية بالمناسبة على تقديم الخبرات و التجارب في مجال تطوير البحث المفيد طبقا لمتطلبات الانتقال الاقتصادي و الاجتماعي و "ما توصلت إليه منظومة البحث العلمي من خلال استثمارها في النظام العالمي للمعرفة". و حاول مشاركون في هذه الورشة تسليط الضوء على نسبية تأثير البحوث العلمية الجزائرية في تغيير واقع هذا المجتمع و تحولها إلى أداة فعالة لتنمية الموارد البشرية و ذلك من خلال استعراض البعض من برامج البحث الأخيرة التي عالجت القضايا و المرتبطة بعلوم التربية و الاجتماع و الموارد البشرية. و تطرق آخرون في ورشة ثانية إلى مستوى قابلية المجتمع و القطاعات المعنية بتطوير الجوانب الاجتماعية و البشرية و التنمية ككل في الاستثمار في البحوث العلمية لهذه التخصصات حيث أجمع هؤلاء على أنه "بالرغم من الاهتمام الذي توليه البيئة الاجتماعية الحالية بالبلاد إلا أن ذلك يبقى غير كاف أمام تطلعات الدولة لتطوير البحث العلمي". و تم إضافة إلى ذلك التأكيد على ضعف الطلب على البحث العلمي في ميدان العلوم الاجتماعية من قبل مختلف القطاعات مما يعد "أمرا غير مشجع للنهوض بهذا المجال العلمي الذي يحتل حاليا مكانة مرموقة في الحقل الدولي" حسب بعض المشاركين. و ناقش المشاركون في ورشة أخرى أهمية تنظيم هياكل البحث العلمي مع البحث عن سبل ضمان الاحتكاك المتواصل و التنسيق بين الباحثين و تقديم الرؤى حول علاقة الباحث بالوصاية بالإضافة إلى كيفيات تسخير الوسائل التي تضعها الدولة في متناول جميع الباحثين على غرار آليات تجهيز المخابر بالأدوات العصرية علما أن القطاع استفاد مؤخرا من غلاف مالي يقدر ب 100 مليار دج في إطار مخطط خماسي. و سلطت الورشة الرابعة الضوء على دور المجلات العلمية المتخصصة في نشر نتائج البحوث العلمية و تأثيرها على المحيط الاجتماعي. و تميزت أشغال هذه الورشة بعدد من المقترحات لتطوير هذا الدور ليصبح من بين أدوات تطوير البحث العلمي في العلوم الاجتماعية و الإنسانية بالجزائر. يذكر أن الجلسات الوطنية حول تطوير البحث العلمي التي انطلقت أشغالها قد شهدت مشاركة أزيد من مائة باحث من مختلف جامعات و مخابر البحث العلمي بالوطن و عدد من الباحثين الجزائريين المقيمين بالخارج خاصة بفرنسا و الولاياتالمتحدةالأمريكية.