اختتمت نهاية الاسبوع الماضي بالمسرح الهواء الطلق للحوض الكبير لمدينة تلمسان فعاليات الأسبوع الثقافي و الفني لولاية سعيدةبتلمسان الذي امتد على مدار أسبوع بمختلف الفضاءات الثقافية و الفنية لمدينة تلمسان و المدن الهامة التابعة لها. و هكذا و في جو فولكوري بهيج أعطته الأهازيج الشعبية و رنة البارود نكهة خاصة تذوقها كثيرا الجمهور التلمساني الساهر قدمت الفرق الثقافية والفنية لولاية سعيدة لوحات حية من الفن الشعبي المحلي الأصيل بحيث نشطت فرقة زاوية مولاي الطيب التي تأسست في بداية القرن الماضي و لها جذور عريقة في التراث الثقافي العريق بالجهة الغربية مجموعة من الابتهالات و الحضرات باستعمال الدبكة و الأهازيج الشعبية. و في مقابل هذا النشاط التقليدي أحيت الفرقة الشبانية للموسيقى العصرية "تداميت" لمدينة سعيدة حفلا ساهرا قدمت خلاله جملة من الوصلات الخفيفة من الأغاني العصرية التي تجاوب معها الشباب الحاضر. و للتذكير فإن الوفد الثقافي السعيدي الذي تكون من مختلف الفرق الفولكلورية و الجمعيات قد حمل إلى تلمسان حقيبة ثقافية متنوعة و عرضها على الجمهور المحلي بمختلف أنحاء الولاية نذكر منها على الخصوص مرسى بن مهيدي حيث يوجد بكثرة المصطافين. كما تضمن الوفد أحد براعم مدينة سعيدة و سفير طفولتها الطفل " مختاري" الذي اطرب أذان الساهرين بقصائده حماسية و وطنية. و من جهة أخرى انتظم خلال هذا الأسبوع معرض قدمت خلاله عينات من الصناعة التقليدية لمدينة العقبان و نماذج من الألبسة التي يمتاز بها سكان المنطقة مثل الجلابة و البرنوس و الخيدوس و الصدرية بالنسبة لألبسة الرجال و العباءة و الشدة بالنسبة لأزياء النساء. كما نصبت خيمة على الطريقة السعيدية لاستقبال الجمهور التلمساني و إعطائه الفرصة لاكتشاف عادات البادية و كرمها و الاطلاع عن كثب عن غنى و تنوع التراث الثقافي لهذا الجزء من الوطن. و إلى جانب الأنشطة الفنية و الرقصات الفولكلورية فقد تم خلال هذه التظاهرة التي تندرج في إطار التبادل الثقافي ما بين ولايات الوطن عرض مسرحيات للصغار والكبار و توزيع منشورات حول تاريخ آثار منطقة سعيدة. و حسب محافظ مهرجان الفنون الثقافية و الفنية لولاية سعيدة فإن هذا الأسبوع كان ناجحا إلى حد بعيد باعتباره عرف الجمهور التلمساني بخصوصية و تراث سعيدة وفي المقابل تمكن الوفد الزائر من الاطلاع عن كثب عن الكنوز الثقافية و الفنية التي تزخر بها عاصمة الزيانيين.