أثارت كاميرات مراقبة ثبتتها السلطات البريطانية في شوارع مدينة بيرمنغهام وسط البلاد غضبا واسعا في أوساط المسلمين، واعتبروا أنها حولت مدينتهم إلى "غيتو للإرهاب". وأوقفت السلطات مؤقتا العمل بهذه الكاميرات وستغطيها بأكياس تمنع التصوير إلى حين استكمال المشاورات مع سكان المدينة -وأغلبهم مسلمون- وذلك بعد احتجاجات حادة منهم. وقالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن هذه الكاميرات نصبها برنامج الشراكة من أجل جعل بيرمنغهام أكثر أمنا، الذي تشارك فيه الشرطة ومجلس البلدية ووكالات محلية أخرى. وأضافت أن عدد هذه الكاميرات يبلغ نحو 218، أغلبها تم تثبيته بتمويل من صندوق مكافحة الإرهاب في منطقتي ووشوود وسباركبروك اللتين تقطنهما أغلبية مسلمة، وأنها تهدف إلى التصدي لجميع أنوع الجرائم. وكشف البرنامج في بيان له أنه تلقى ثلاثة ملايين جنيه إسترليني من وزارة الداخلية لتحسين إجراءات الأمن في المدينة والحد من الجريمة. ونسبت بي بي سي إلى البيان قوله أنه على الرغم من أن وحدة مكافحة الإرهاب هي المسؤولة عن إنفاق الأموال الحكومية المخصصة لكاميرات المراقبة واختيار مواقع تركيبها، فإن الاختيار تم على أساس بيانات الجريمة عموما، وليس فقط استنادا إلى توجيهات الأجهزة الأمنية بشأن مكافحة الإرهاب. ومن جهته أبلغ نائب حزب العمال البريطاني المعارض روجر غودسيف بي بي سي أنه أدرج اقتراحا على جدول أعمال مجلس العموم (البرلمان) يعرب فيه عن قلقه إزاء الطريقة التي تم من خلالها نصب كاميرات للمراقبة دون التشاور على نحو مناسب مع الجمهور.