من خلال المتابعة والتقصي حول وضع المنظومة الغذائية ومعرفة الكم الهائل لضحايا التسممات الغذائية الناتجة عن الأكلات الفاسدة والفواكه المتعفنة، توجهنا إلى مستشفى مصطفى باشا وبالضبط مصلحة الاستعجالات، حيث قام باستقبالنا عدد من الأطباء والممرضين ، والذين أخبرونا في هذا الصدد بأن عدد المتسممين من الطعام الفاسد في تزايد مستمر، ولا يمكن حصر الحالات لتحديد نوعيه التسمم، لأن هناك أنواع كثيرة من التسممات فمنها ما يحدث خلال الأعراس والولائم الدينية والأفراح والإقامات الجامعية، حتى هذا النوع يمكن القول بأنه تسمم جماعي، وهو الذي يسجل أعلى نسبة لحالات التسمم أما التسمم الفردي فهو الذي يحدث بمحلات يقتنى بها الأكل في ظروف غير سليمة تؤدي في أغلب الأحيان إلى الموت جراء النظافة المنعدمة والجراثيم المنتشرة بداية من مدخل المحل وصولا إلى تقديم الطبق، كما يعاب على العاملين بهذه المحلات عدم احترام معايير . فالمصلحة على سبيل المثال تستقبل خلال فصل الصيف حالات لا تعد ولا تحصى ليس فقط لأشخاص تسمموا جراء الأكل السريع "الفاست فود"، وإنما أيضا جراء الأكل العشوائي المعروض على حواف الطرقات لباعة آخر همهم تعقيم أيديهم أو حماية الأكل المعروض من الغبار والغازات السامة المنتشرة. ونحن نتجول بمصلحة الاستعجالات صادفنا شخصا كبير في السن كان ضحية لأكل فاسد، حيث أخبرنا مرافقه أنه يعاني من السكري وقد تناول سندويشا وهو في الطريق إلى البيت وبعد خروجه من المحل بربع ساعة أحس بنوبة حادة ، كانت مثل السكاكين تقطع أحشاءه ولم يفهم ما حصل هل هو تسمم أو اختلال في سكري. وقد أكد لنا الدكتور محمد أن لا علاقة للتسممات الغذائية بالأمراض المزمنة إلا إذا تناول الشخص المصاب موادا تتعارض مع طبيعة مرضه أو زاد عن الكمية المطلوبة طبعا. وأضاف أنه على السلطات تشديد الرقابة لتفادي مثل هذه الأمور التي يروح ضحيتها أشخاص أبرياء ذنبهم الوحيد أنهم أحسوا بالجوع ورغبوا في الطعام، كما أضاف بأن معظم المواطنين والمستهلكين للأكل الجاهز يتعرضون يوميا لآلام عويصة في المعدة نتيجة فساد المواد المستقدمة في الأكل.وأيضا عندما يكون المستهلك كبير في السن فإن جسده لا يتحمل مثل هذه الأزمات. والمشكل الكبير الذي يزيد من خطورة الوضع أن هؤلاء المصابين بالتسمم لا يلجأون للمستشفيات فهم يفضلون تناول أدوية بمفردهم من خلال استشارة أحد الصيادلة بالرغم من أننا إذا ما حصينا هذه الفئة التي تتعرض لنغصات قوية لتفاجئنا بأرقام جد خطيرة تنبئ بكارثة نظرا لعدد المتضررين.