سجلت نهاية الأسبوع الماضي 17 حالة إصابة بتسمم غذائي مرفوق بحمى شديدة وإسهال حاد وسط سكان دوار ببلدية عوب الليل التابعة لدائرة عين الكيحل بولاية عين تموشنت ويخضع هؤلاء للمتابعة الطبية فيما فتحت مصالح الدرك الوطني تحقيقا لتحديد أسباب هذا التسمم الجماعي * وقالت مصادر قريبة من التحقيقات، إن التحريات الأولية التي قام بها أفراد الدرك الوطني بعوب الليل استنادا إلى التحاليل الطبية توصلت إلى أن السبب يعود لإستهلاك فاكهة البطيخ الأحمر (الدلاع) مسقي بالمياه القذرة، وقد تم حجز حوالي 3 قناطير من "الدلاع" غير الصالح للإستهلاك لدى الباعة، فيما تتواصل التحقيقات في هذه القضية. * * وأوضح مسؤول بالمجموعة الولائية للدرك الوطني، لولاية عين تموشنت ل"الشروق اليومي"، أن مصالح الدرك تشن حملة مراقبة لحقول البطيخ على خلفية ورود معلومات تفيد بقيام الفلاحين على مستوى هذه المزارع بسقي محاصيلهم بمياه قذرة، وقد تم خلال الأسبوع الماضي إتلاف عدة محاصيل * * وقناطير من هذا النوع من الفاكهة بكل من مناطق المالح، عين تموشنت، تارقة بأمر من وكيل الجمهورية، من طرف مصالح البلديات. * * وقام أفراد الدرك الوطني بحجز محركات المياه وجرارات مع تحرير محاضر وتحويل القضية إلى العدالة. * * إلى ذلك، علمت "الشروق اليومي"، أن مصالح الدرك الوطني تشن حملة "تمشيط" واسعة لحقول ومزارع الفواكه، خاصة فاكهة الدلاع في المناطق الفلاحية على المستوى الوطني في مداهمات فجائية بعد ورود معلومات عن سقي هذا النوع من الفواكه الذي يستهلك كميات كبيرة من الماء بالمياه القذرة، وقد تم اكتشاف كميات هائلة من الدلاع الفاسد وتم إتلافها، وقال مصدر مسؤول بقيادة الدرك الوطني سألته "الشروق اليومي" عن الكمية المتلفة إنها "كبيرة جدا ونحجز يوميا (دلاعا) غير صالح للاستهلاك معروضا للبيع على الطريق العمومي أو مزروع في الحقول"، مشيرا أن ذلك يندرج في إطار حماية الصحة العمومية. * * وحذرت مصالح الدرك من استهلاك هذه الفواكه التي تباع في ظروف غير صحية، وتكون معرضة في الطريق لأشعة الشمس وتعرف إقبالا كبيرا من طرف المواطنين لانخفاض أسعارها، خاصة البطيخ المهرب من المغرب الذي أثبتت تحاليل طبية أنه غير صالح للإستهلاك، ومضر بالصحة بسبب سقيه بالمياه القذرة، حيث يشكو فلاحو المناطق الحدودية من شح المياه، وكانت قد سجلت عدة إصابات بتسمم العام الماضي. * * * 500 حالة وفاة سنويا بسبب التسممات الغذائية * * وتفيد مصادر طبية أن 75 بالمائة من حالات التسمم تسجل في الأعراس * * والولائم، وتقدر حالات المرض الناتجة عن التسممات الغذائية بالجزائر بثمانية ملايين حالة تؤدي إلى تحويل 36 ألف مواطن إلى المستشفيات، وينتج عنها 500 حالة وفاة في السنة. * * وكان نور الدين دكار ممثل منظمة الصحة العالمية بالجزائر صرح في وقت سابق، أن معظم هذه التسممات الناتجة عن الأغذية الفاسدة "هي تسممات جماعية وتحدث خاصة خلال الأعراس والأفراح العائلية والدينية وبالإقامات الجامعية"، مشيرا الى أن الأطباق المطبوخة التي لا تراعي في تحضيرها شروط النظافة غالبا ما تكون وراء هذه التسممات إضافة إلى الفواكه المسقية بمياه قذرة، وأكد مصدر مسؤول من وزارة الصحة أن ما بين 3500 و5000 حالة تسمم غذائي يتم تسجيلها سنويا بالجزائر تكون ناتجة في الغالب عن استهلاك مواد غذائية متعفنة، مشيرا إلى أن كل إصابة تكلف الدولة ما بين 2000 و3000 دينار جزائري يوميا كمصاريف للعلاج.