اتهمت الوثائق العسكرية السرية الأميركية التي أميط اللثام عنها الأحد الماضي إيران بشن حملة سرية لتسليح وتدريب وتمويل عمليات المقاومة التي تقودها حركة طالبان ضد قوات حلف الناتو في أفغانستان.كما أكدت الوثائق التي سرَّبها موقع ويكيليكس الإلكتروني لثلاث صحف أميركية وبريطانية وألمانية، أن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن لا يزال على قيد الحياة وأنه يضطلع بدور رئيسي في توجيه الحرب الدائرة بأفغانستان. محمد / ك - وكالات وقالت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية -طبقاً للمستندات التي كُشف النقاب عنها- إن طهران قدمت عطايا مالية سخية لقادة المقاومة عن كل جندي يُقتل في أفغانستان.كما اتهمت تلك الوثائق أيضاً مسؤولي المخابرات الإيرانية بتقديم أموال وسيارات لاستخدامها كمفخخات في تلك الدولة التي تمزقها الحرب.وتضمنت التقارير المسربة مزاعم بأن إيران منحت في عام 2005 ثمانية من قادة طالبان ما يربو على ألف وسبعمائة دولار أميركي في شكل هبة عن كل جندي أفغاني يُقتل ونحو ثلاثة آلاف وخمسمائة دولار عن كل مسؤول أفغاني يلقى المصير نفسه.وزعمت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية أن قادة الحركة المتمركزين في إيران يعبرون الحدود إلى أفغانستان لتجنيد عناصر جديدة والإعداد لهجوم على قوات التحالف في ولايتي هلمند وأورزغان. وجاء في أحد الوثائق السرية التي أُعدت في يناير/كانون الثاني 2005، أن اثنين من عملاء المخابرات الإيرانية جلبا معهما إلى أفغانستان ما يزيد على مائتي ألف دولار وسلَّماها إلى معاوني قلب الدين حكمتيار، رئيس وزراء أفغانستان الأسبق الذي يقود حالياً واحدة من أشد فصائل المقاومة "فتكاً".وفي سياق ذي صلة، تضمنت تلك الوثائق تقارير معلومات عن مصير أسامة بن لادن، وهي المرة الأولى التي يُعتقد فيها أن زعيم القاعدة يشرف بنفسه على عمل الانتحاريين وصُنَّاع القنابل التي تزرعها طالبان على الطرقات، والتي كان لها "أثر مدمِّر" على القوات الأميركية والبريطانية حسب صحفي ديلي تلغراف.وتدحض تلك التقارير الشائعات التي تروج عن وفاة بن لادن، كما أنها تتناقض مع تصريحات سابقة لمدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) ليون بانيتا الذي نفى أن تكون لديهم معلومات عن زعيم القاعدة منذ مطلع الألفية الثالثة.