طهراوي ملود لم يعد التحضير لحفل الزفاف بالنسبة للشباب الجزائري،اليوم سهلا بل أصبح مشروعا ضخما يحسب له ألف حساب من طرف الشباب المقبل على دخول القفص الذهبي، بحيث يبقى العائق الأكبر، أو ما يمكن وصفه بالهاجس ، بالنسبة لعريس اليوم لما يمكن ان يفرز من اعباء تتمثل في تكاليف قاعات الحفلات التي تتضاعف أسعار كرائها مع انطلاق موسم الصيف . فالأسرة الجزائرية لم تكن قبل سنوات الثمينات وحتى التسعينات، تأبه بالمكان الذي تقيم فيه العرس، حيث كانت تكتفي بسطوح العمارات أو بساحة البيت أو" وسط الدار" ، لكن اليوم تحولت قاعات الأعراس إلى قبلة حقيقية لأغلب العائلات الجزائرية عبر مختلف ولايات الوطن ، إلى درجة أن ميزانيتها أصبحت في مقدمة ميزانية مصاريف العرس، حتى قبل أن تحدد تاريخ الزفاف ،تكون قد اختارت القاعة المناسبة لمقامها و الملائمة لظروفها الاجتماعية. ورغم أن أسعار الكراء قد عرفت في السنتين الأخيرتين التهابا غير مسبوق ، إلا أن هذا لم يثن من الأسرة الجزائرية، ولم يخفف من حرارتها الشديدة نحو كراء قاعة لإقامة أعراسها بل على العكس التهافت عليها ازداد بشكل ملحوظ . فالأعراس التقليدية التي عايشتها أمهاتنا وجداتنا قد اندثرت ،وهذا نظرا لتطلع الأسر اليوم إلى ما هو أفضل وأجمل وأفخم، تفاديا لسخرية الأحباب والجيران،غير أن ما باليد حيلة، خصوصا مع ارتفاع أسعار مستلزمات الزفاف كقاعة الحفلات التي يتراوح سعر استئجارها في الصيف ما بين 10 إلى 19مليون دون حساب ما تقدمه من قهوة، شاي، عاملات، عشاء... باعتبار أصحاب القاعات، يستغلون الفرص ليطلبوا من الزبائن مبالغ خيالية للكراء لأنهم متأكدون من أن قلة القاعات يرفع حتما الطلب عليها. المواطنون ينقسمون بين مؤيد ومعارض لتنظيم الأعراس داخل قاعات الحفلات وقد قامت يومية المواطن باستطلاع أراء العديد من المواطنين الذين مازالو لم يطلقوا العزوبة حول الأسباب الحقيقة التي دفعت العديد من العائلات الجزائرية للجوء ، إلى تنظيم حفلات الزفاف في قاعات الحفلات بدلا من أسطح العمارات أو في فيناء المنازل كما كان عليه سابقا . فقال خالد 29 سنة "أن السبب يعود حسب اعتقادي إلى تغير ذهنيات المواطن الجزائري و تكييفها مع التطورات التي طرأت على مجتمعنا ،إذ أن اليوم أهل العريس يميلون كثيرا إلى تنظيم حفل الزفاف داخل القاعات من منطلق أو مبدأ واحد وهو أن أهل العريس يريدون تفادي انتقادات ،أو ما يسمي عندنا السخرية من طرف الجيران لكن حسب اعتقادي أنه لا يجب إعطاء الأهمية لمثل هذه الانتقادات لأن الله عز وجل أقر بشرعية الزواح ولو منح العريس لشريكة حياته خاتما من حديد "وأما نصيرة التي تبلغ من العمر 25 سنة عازية، فهي تري بأن اللجوء إلى قاعات الحفلات يخفف الضغط على أهل العريس الذين يجدون كل شيء متوفرا داخل قاعات الحفلات كالأكل وكل الخدمات الإضافية الخاصة بالمدعوين، لكن المشكل المطروح في هذه النقطة حسب اعتقادها هو أن هناك من العائلات الغير قادرة على دفع تكاليف استئجار هذه القاعات، و رغم ذلك تجدها تعمل المستحيل من أجل إرضاء جيرانها والمقربين إليها بمن فيهم أهل العروسة لتضيف قائلة "أن مثل هذه الأمور يصعب تغييرها في الوقت الحالي على أساس أن حفلات الزفاف أصبحت اليوم تنظم داخل المطاعم والفنادق من طرف عائلات بسيطة ،بمعني أن هذا التغيير لم يصبح حكرا على الأغنياء وحدهم ."أما نيبل 36 سنة، مقبل على الزواج فقال ''إنه ضد فكرة تنظيم الأعراس في قاعات الحفلات بالنظر إلى الوضعية الاجتماعية التي يعيش فيها الشباب الجزائري ليضيف قائلا لقد قررت أنا وعائلتي إقامة حفل زفافي فوق سطح العمارة وأجعله فضاء مناسبا لاحتضان فرحي بمشاركة أعمامي وأخوالي وقبلهم الجيران والأصدقاء والأحباب. غلق 80 بالمائة من قاعات الحفلات بعد صدور مرسوم 2005 كشف رئيس اللجنة الوطنية لقاعات الحفلات عبد المجيد بصيلة للمواطن ، أن المرسوم رقم 20705 من 04 جويلية 2005 الذي وضع قواعد وشروط فتح قاعات الحفلات تسبب في غلق 560 قالعة حفلات، أي ما يعادل نسبة 80 بالمائة من قاعات الحفلات على المستوى الوطني الأمر الذي تسبب حسبه في ارتفاع أسعار كرائها والتي بلغت في حدود 12 مليون لمدة نصف يوما فقط وقد تضمن المرسوم عدة مواد جديدة كانت وراء غلق العديد من القاعات من بينها المادة 6 من القانون التي تفرض سنّا يفوق ال 30 عاما لإدارتها كما يُحظر على الفتيات الأقل من 25 سنة من العمل بها علاوة على ذلك أن المادة ال 8 تقر بضرورة تصريح الاستغلال لمدة سنتين قابلة للتجديد وهو ما يعني أن صاحب القاعة يمكن تجميد تصريحه بعد سنيتين من طرف الجهات المعنية