*وقفة عند" الفرق في أسعار السوق بين رمضاني 2009 و2010" تعرف أسواق الخضر والفواكه قبل أيام من حلول شهر رمضان الكريم ارتفاعا في أسعار بعض السلع المعروضة وهو ما يطرح الكثير من التساؤلات حول السبب الذي يؤدي إلى مثل هذه التصرفات مع اقتراب أي مناسبة. كما لوحظ و بشكل كبير منحا تصاعديا أخذته أسعار اللحوم بشتى أنواعها الحمراء و البيضاء ، فيما تراوح سعر الكيلو غرام الواحد من البطاطا ما بين 45 و 50 دينار أما الطماطم فوصل سعرها بمختلف الأسواق إلى 70 دينار . ارتفاع الأسعار يدخل في نكهة رمضان... ككل سنة و كلما حل شهر رمضان المعظم، تنتشر في مختلف أحياء العاصمة أسواقا موازية و فوضوية، و تشكل عربات التجار في الأرصفة التي تعرف حركة واسعة للمواطنين و بمقربة من المساجد ديكورا آخر يضاف إلى ذلك الذي ارتسم في معظم المدن الجزائرية. وكعادتها ، قفزت أسعار الخضر الأكثر تناولا من قبل الجزائريين في أقل من أسبوع واحد على ولولج الشهر الكريم" رمضان" إلى مستويات قياسية ، و هي زيادات كانت منتظرة من قبل الأسر الجزائرية التي يبدو أنها تعودت على لهيب الأسعار بمناسبة أو بدونها. ففي جولة استطلاعية قامت بها " المواطن" في كل من سوق المقرية ب" ليفيي" والسوق الكبير لحسين داي من أجل الوقوف على عند أهم أسعار المنتوجات الاستهلاكية التي يقتنيها المواطن الجزائري، سيما ونحن على مقربة من حلول شهر رمضان المعظم، وذلك من منطلق أن سيناريو ارتفاع الأسعار أصبح يتكرر قبل أيام من حلول هذا الشهر الفضيل، ،أول ما يلفت انتباهك امتعاض المواطنين ولكن في صمت سألنا عجوز عن سر ذلك فأقنعتنا: " ألفنا الوضع...فكل عام التجار يستغلون المناسبات ليس فقط رمضان حتى عيد الاستقلال ويلهبوا الأسعار ونحن ما كنا نفعل غير الكلام والاحتجاج ثم بعد ذلك نشتري رغما عن أنوفنا...والسنة أصبحت هذه التصرفات عادة من عاداتنا..." وأكدت على ذلك الحاجة " خديجوج": " كي نشوفوا التجار زادوا في الأسعار نعرفوا كاين مناسبة قريبة ورمضان قرب...هوما هلال العيد"، أما الحاج عمار تحدث إلينا وهو يجر قفته "الشاريتة" مليئة بالخضر ومستلزمات رمضان: " مؤخرا غلب على عناوين الجرائد أن الدولة تضغط على التجار وتمنعهم من المضاربة في الأسعار...وستعرف الأسعار انخفاضا، والحقيقة هي محاولة منهم لإيهامنا بأن الوضع سيختلف عما ألفناه ولكن ما نعيشه اليوم وباقي الأيام المقبلة هو الواقع والذي أصبح عادة من العادات الدخيلة والجديدة في مجتمعنا". أسعار الخضر تشهد تذبذبا...ما بين استقرار وارتفاع ونحن نطوف بأجنحة السوق المغطاة بحسين داي، لاحظنا تذبذبا في استقرار أسعار الخضر حيث تراوح سعر البطاطا ما بين 50 دينارا إلى 60دج، ونفس الشأن بالنسبة لأسعار الطماطم ذات الجودة العالية التي بلغت 70دج، في حين لم تتعد أسعار البصل 30 دينارا، أما أسعار الجزر فتراوحت بين 30و45دينار، من جانبه بلغ سعر الكيلوغرام الواحد من القرعة 50 إلى 70 دينارا، أما سعر الفاصولياء فقد بلغ 120 دينارا، والفلفل عند 60 دينارا، في وقت تراوح سعر الباذنجان بين 40 و50 دينارا، أما الثوم فحدث ولا حرج فقد بلغ 350 دينارا، بينما تراوح سعر الليمون بين 100 و140 دج، أما سعر المواد الغذائية الأكثر استهلاكا، فبلغ سعر ال" الفريك" 240دينارا، وسعر الحمص 120دج. ارتفاع قياسي في أسعار الدجاج في المقابل لا حديث هذه الأيام سوى عن الارتفاع الجنوني لأسعار اللحوم البيضاء حيث عرفت هذه المادة الاستهلاكية التي يكثر عليها الطلب خلال شهر رمضان المعظم ارتفاعا قياسيا ودون سابق إنذار، إذ انتقل سعر الكيلوغرام الواحد من لحم الدجاج، من 240 دينار قبل نحو أسبوع فقط إلى 380 دينار بسوق المغطاة ب "حسين داي" . وإن اعترف بائعو لحوم الدجاج بالارتفاع الكبير لهذه المادة إلا أنهم أرجعوا سبب غلائها إلى نقص في التموين، مشيرين إلى أن مربيي الدجاج يقل نشاطهم خلال فصل الصيف وذلك خوفا من نفوقها، سيما في ظل ارتفاع درجات الحرارة، وفي ذات الصدد أكد لنا أحد الباعة بأن أسعار الدجاج بلغت 300 دينار بأسواق الجملة، مؤكدا أن هذا الارتفاع ليس مرتبطا بقرب حلول شهر رمضان، وإنما يعود إلى نقص في التموين. وفيما يتعلق بأسعار اللحوم الحمراء فقد عرفت ارتفاعا كبيرا، حيث بلغ سعر الكيلوغرام الواحد من لحم الخروف 1200 دينار فيما تراوحت أسعار لحم البقر بين 700 و1000 دينار بذات السوق، وهي أسعار أقل ما يقال عنها إنها ليست في متناول جميع طبقات المجتمع الجزائري، ليبقى المواطن ينتظر أولى الشحنات التي باشرت السلطات العمومية استيرادها من دولة الهند والتي أكدت مصالح وزارة الفلاحة أن أسعارها لن تتعدى 540 دينار للكيلوغرام الواحد، والتي تهدف من ورائها المحافظة على القدرة الشرائية للمواطن. كما عرفت أسعار المواد الاستهلاكية، خاصة الفواكه الجافة المميزة لشهر رمضان ارتفاعا مذهلا يفوق القدرة الشرائية للمواطن العادي فقد تجاوز سعر الزبيب 550 دج للكلغ والبرقوق المجفف (العينة كما تسمى في بعض المناطق) 480 دج، أما المشماش المجفف فيتراوح سعره مابين 700دج و750دج والتمور تجاوزت ال350دج. التذبذب في الأسعار هل يعود إلى العرض والطلب أم إلى لهفة المستهلك؟ المواطن " المستهلك" ما يزال في تخوف، فالأسعار ما بين صاعد ونازل و المستهلكون متخوفون من استمرار ارتفاع الأسعار خلال شهر رمضان وأكدوا أن الأسعار أصبحت تخضع بالدرجة الأولى لنزوات وأهواء التجار، وفي ذات الصدد تساءل أحد المواطنين بلهجة مقتضبة "لا ندري سبب ارتفاع الأسعار قبيل شهر رمضان، وهل يدخل هذا الأمر في أجندة التجار الرمضانية". وفي ظل عدم استقرار أسعار المواد الاستهلاكية ببلادنا يبقى المستهلك يدفع ضريبة الفوضى التي تعرفها أسعار المواد الاستهلاكية، التي لا تعرف هامش ربح محدد. ولكنَ الظاهرة استفلحت لسببين أكيدين، السبب الأول، هو أن المستهلك الجزائري تعوزه المعرفة بالثَقافة الاستهلاكية، فعند حلول أي مناسبة دينية كانت أو وطنية، يسرع المواطن لاقتناء المواد الغذائية بصفة مبالغ فيها، يقتني موادا بكميات كبيرة بأنانية ولهف، وأمام لهف المستهلك وتسرعه في اقتناء مستلزماته لرمضان مثلا، ينتهز التجار الفرصة ويتعمدون إخفاء بعض المنتجات الفلاحية وتكديسها بغية رفع أسعارها، مفتعلين الأزمة فيما يخص ندرتها التي تتزامن مع حلول رمضان، حيث يكثر عليها الطلب في مثل هذه الفترة. هذا من جهة والسبب الثاني هو تجار التجزئة الذين يخضعون أسعار المواد الاستهلاكية لأهوائهم ونزواتهم لأنهم وحسب المواطنين الذين التقيناهم لا يخضعون لأية رقابة ولا تطالهم أية محاسبة. من جانبهم أكد تجار الخضر بسوق " سوق حسين داي" أن أغلب المنتجات الفلاحية ربما ستشهد زيادات محسوسة خلال شهر رمضان، وهو الارتفاع الذي اعتبروه عاديا في مثل هذه المناسبات، في حين أرجع البعض ارتفاع أسعار بعض المنتجات الاستهلاكية إلى نقص في التموين، مؤكدين أن جني بعض المحاصيل الزراعية لم يحن بعد، وبالتالي فإن العرض ينخفض ليرتفع الطلب، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار بطريقة آلية، في حين تملص بائعوا اللحوم بجميع أنواعها من مسؤولية ارتفاع أسعارها، مؤكدين أن معظمهم أجمعوا على أن المضاربة هي العامل الأول في ارتفاع الأسعار وهو ما يتزامن مع مثل هذه المناسبات. الأسعار بين العام الفارط و...اليوم كما في كل عام وقبيل حلول الشهر الكريم ما نعيشه اليوم من ارتفاع للأسعار في المواد الاستهلاكية هو ما عشناه السنة الفارطة والسنوات التي خلت. وهذه بعض أسعار المواد الاستهلاكية للعام الفارط وهذا العام رغم أن هناك نوع من الاستقرار في الأسعار هذا العام مقارنة بالعام الفارط لولا مضاربة تجار التجزئة: الأسعار: البطاطا 2009: 55دج -2010: ما بين 50 و60دج الجزر2009: 70دج -2010: ما بين 40 و55دج الطماطم2009: 155دج -2010: 60دج الفلفل الحلو2009: 70دج -2010: ما بين50 و70 دج سلاطة2009 :50دج -2010: تتراوح ما بين 40 و60دج بصل2009 :30دج -2010: 30دج قرعة2009 :55 -2010: 60 دج الحمص 2009: 150دج -2010: 120دج الليمون 2009: 300دج -2010: ما بين 100 و140دج الدجاج2009: 280دج -2010 : ما بين 320 و375دج