تعرف الأسواق العاصمية في الآونة الأخيرة حركة غير عادية استعدادا لشهر رمضان المعظم أهم ما يميزها هو اقتناء العائلات العاصمية ما يلزمها من المواد الغذائية الضرورية لهذا الشهر والتي تتنوع وتختلف في مجملها على غرار أيام السنة. من خلال الجولة التي قادتنا لبعض الأسواق المغطاة بوسط العاصمة والواقعة في بعض الأحياء الشعبية تبين لنا أن الاختلاف في الأسعار قد وصل في بعض الأحيان إلى 50 دج كفرق في ثمن السلعة. إلا أن جل الذين التقيناهم بهذه الأسواق أكدوا لنا أن سعر الخضر والفواكه عرف هذه السنة انخفاضا ملموسا على غرار السنة الماضية، حيث أضحت عموما في متناول الجميع على عكس اللحوم التي بقيت أسعارها مستقرة بسبب الطلب المتزايد عليها خاصة من قبل أصحاب الأعراس. ومع اقتراب شهر رمضان عرفت أسعار المواد الاستهلاكية ارتفاعا محسوسا، الأمر الذي استاء منه الكل على غرار كل سنة، كون شهر رمضان شهر الرحمة لا شهر الربح السريع على حد تعبير بعض المتحدثين، إلا أن التجار يجدون في هذا الشهر فرصة لا تعوض للزيادة في أرباحهم. تجار يفرضون أسعارا وفق معايير خاصة بهم وجهتنا الأولى كانت السوق البلدي '' كلوزال '' الواقع بقلب العاصمة والذي يعرف حركة نشيطة طيلة أيام السنة، ومع اقتراب الشهر الكريم ارتدى هذا الأخير حلة جديدة من خلال المعروضات من المواد الغذائية التي تزين المائدة الرمضانية كالتمور والمكسرات وغير ذلك. ولأن أي بيت جزائري لا يخلو من الخضر فإن أسعار هذه الأخيرة عرفت ارتفاعا مذهلا قبيل شهر رمضان ب 20 يوم. حيث أكد بعض المشترين أن سعر الطماطم ارتفع من 15 و20 دج إلى 25 و30 دج، أما في الأسواق الشعبية كسوق '' جامع ليهود '' فقد وصل سعرها إلى 20 و25 دج كأقصى حد. الباعة من جهتهم أوضحوا أن سعرها في سوق الجملة ارتفع لذلك اضطروا إلى رفعها في سوق التجزئة. كما أرجع البعض الآخر ارتفاع أسعار الطماطم إلى كثرة الطلب المتزايد عليها في شهر رمضان وكذا نقص المنتوج مؤخرا لدى الفلاحين الذين يبيعونها لمصانع تحويل الطماطم المصبرة. وعلى صعيد آخر أفاد المواطنون أن سعر القرعة (الكوسة) ب 40 دج واللوبيا الخضراء(80 دج) عرفت هي الأخرى ارتفاعا لكثرة استعمالها. وما لحظناه لدى تجولنا بالسوق الشعبي ''ميلودي برينيس '' ببلدية باش جراح أن سعرهذه الخضر كان أقل بكثير عما هي عليه عبر باقي الأسواق، فعلى حد قول الباعة فإن هامش الربح لهذه السلع يقدر ب 5 دج على الأكثر. وعن الاختلاف الملاحظ في سعر الخضر والفواكه بين مختلف الأسواق أفاد أحد الباعة أن السعر بسوق الجملة هو تقريبا نفسه، إلا أن المشكل الذي يطرح نفسه يكمن في الباعة بحد ذاتهم الذين يفرضون قوانينهم في تحديد الأسعار. وفي السياق ذاته أكد بائع من سوق '' كلوزال '' أن الباعة يحددون سعر السلعة وفقا لمعايير خاصة بهم، تدخل فيها تكاليف النقل، كراء مساحة البيع وحجم الطلب على تلك السلعة مقارنة بوفرتها في السوق. أما عن الأسعارفقد اشتكى المواطنون من ارتفاع سعر الخس والذي وصل 120 دج في أسعار العاصمة مقابل 50-60 دج في الأسواق الشعبية، وعن الفواكه فيبقى سعرها الموسمي يختلف من سوق لآخر وحسب القدرة الشرائية للمواطن، إلا أن مواطنو الوسط اشتكوا من أسعارها الملتهبة مقارنة بوفرتها في الحقول على عكس الموسم الماضي خاصة في الآونة الأخيرة، وكذا على غرار الأسواق الشعبية التي تعرف بالوفرة والنوعية والسعر المغري. ...وللحوم أسعارها الخاصة في الشهر الكريم تختلف أسعار اللحوم بنوعيها الحمراء والبيضاء من سوق لآخر إلا أنها متقاربة في مجملها، إذ بلغ سعر لحم الخروف للكيلوغرام الواحد في بعض الأسواق العاصمية 750 دج مقابل 650 دج للحم البقر كأدنى سعر، وهذا راجع لزيادة الطلب عليها في هذا الشهر على حد قول التجار، فيما بلغ سعر اللحم المفروم في بعض المحلات 800 دج جزائري للكيلوغرام، وعن الأسعار في الأسواق الشعبية فقد وصل سعر اللحوم إلى 650 دج للخروف و550 دج للبقر وهذه الأسعار تختلف بنسبة ضئيلة. وأمام هذا الارتفاع في الأسعار أكد مواطنو العاصمة أن هذه الأسعار جد خيالية مقارنة بالمدخول الشهري لهذه العائلات والذي يتراوح بين 000 12 دج -000 25 دج، لذا لا يكفي لسد كل الحاجيات المنزلية أمام الطلبات التي يعرفها هذا الشهر من كماليات بالمقارنة مع عدد أفراد العائلة، وعليه أكد البعض منهم أنهم غالبا ما يضطرون إلى اقتناء اللحوم المجمدة والتي يتراوح سعرها بين 350 دج و500 دج للكيلوغرام بالنسبة للحم البقر والخروف. أما عن اللحم المفروم فقدر سعره ب 450 دج، هذه الأسعار على حد قول الباعة والمشترين لم تعرف ارتفاعا كبيرا كما كان سعرها فيما سبق. أما عن اللحوم البيضاء أكد ذات المتحدثين أن هذا النوع من اللحوم عرف ارتفاعا محسوسا منذ بداية موسم الاصطياف لكثرة الطلب عليه، والذي يختلف سعره من سوق لآخر، إذ قدر سعره ب 290 دج للكيلوغرام في كل من '' مارشي كلوزال وميسوني '' ، في حين بلغ سعره 230 دج في الأسواق الشعبية. وعن الاختلاف الملحوظ في الأسعار المختلفة بين الأسواق أكد أحد المالكين لقصابة في القصبة المعروف بسوق '' جامع ليهود '' أن سعر اللحوم في المذبح موحد، إلا أن الباعة في الأسواق وقصابات العاصمة يفضلون رفع أسعارهم نظرا لإخلاص الزبائن لسلعهم المضمونة، وكذا الموقع الموجود فيه باعتبارها أحياء الطبقة الراقية أما عن الأحياء الشعبية فالباعة يفضلون خفض أسعارهم، وإذا كان شهر رمضان شهر الرحمة كما يقال، كان من الواجب توفير مختلف المواد الغذائية بسعر معقول للجميع. وعن الأسماك فإن أسعارها جد خيالية فاقت المعقول، إذ تراوح سعر السردين في هذا الصيف بين 140 دج و180 دج رغم الحرارة المرتفعة والتي تأثر على مدة صلاحيته، أما عن أسعار الأسماك الأخرى فلا مجال للفقير أن يتحدث عنها لتبقى بذلك حكرا على الأغنياء فقط. '' الفريك '' ب 220 دج و '' البرقوق '' ب 380 دج جولتنا لمختلف الأسواق بينت لنا الاختلاف المعتبر في أسعار المواد الغذائية ذات الاستهلاك الكبير ك '' الفريك '' ،'' الزبيب '' ، '' المشمش المجفف'' ، '' العينة '' ، وغيرها وهذا أياما قليلة قبيل الشهر الفضيل على عكس أسعارها في السنة الماضية. وأكدت النسوة اللائي التقيناهن أن هذه المواد المعتاد استهلاكها بكثرة زادت أسعارها بشكل رهيب '' كالفريك '' الذي قدر سعره ب 220 دج للكيلوغرام في محلات الجملة و250 دج في بعض محلات التجزئة عكس السنة الماضية الذي قدر سعره ب 210 دج كأقصى حد، ونفس الشيء بالنسبة ل '' الزبيب '' فقد تراوح سعره ما بين 300 دج و420 دج في بعض المحلات، ونفس الشيء بالنسبة '' للبرقوق '' المجفف إذ بلغ سعره بين 340 دج و380 دج، وهذا ما وصفناه بالجنون إزاء هذا الغلاء الفاحش، ونفس الشيء بالنسبة للمكسرات خاصة '' الكوكاو '' الذي عرف هو الآخر غلاء، إذ وصل سعره 200 دج، وعليه أوضحت إحداهن أن هذه المواد مستهلكة طوال العام خاصة بالنسبة للفريك والزبيب. أما الباعة فقد أكدوا أن ارتفاع أسعار هذه المواد يعود إلى غلائها في سوق الجملة وهي في أغلب الأحيان مستوردة كالزبيب والبرقوق المجفف ومختلف أنواع المكسرات، وما زاد من غلائها حسب البعض هو الطلب المتزايد عليها تزامنا وفترة الأعراس وحلول شهر رمضان كذلك. .... وعن سعر التمور فحدث ولاحرج.. تعد التمور من الفواكه الأساسية والضرورية التي تتزين بها المائدة الرمضانية، حيث أضحى من اللازم حضورها في وقت الإفطار لفوائدها الكبيرة وكذا اقتداء بسنة رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، إلا أن هذه المادة عرفت هذه السنة ارتفاعا رهيبا على غرار السنة الفارطة على حد تعبير أغلب المواطنين، إذ بلغ سعر '' دقلة نور '' 300 دج في بعض الأسواق العاصمية، أما في الأسواق الشعبية فقد تراوح سعرها ما بين 240 دج و280 دج وهذا بحسب النوع.وفي السياق ذاته أرجع الباعة هذا الغلاء إلى ارتفاع سعرها في أسواق الجملة والذي يصل في بعض الأحيان إلى 250 دج للكيلوغرام بالنسبة لدقلة نور. فيما أرجع البعض الآخر سبب هذا الارتفاع إلى تراجع نسبة المنتوج سواء بسبب الإهمال أو احتراق بعض الواحات وكذا تضررها بفعل الأمراض التي تطال النخلة. وأمام هذا الغلاء يبقى المواطن صاحب الدخل الضعيف والمحدود هو المتضرر الأول والأخير يشكو نار الأسعار وضرورة الحاجة.