رغم الجهود الحثيثة التي يبذلها الأئمة والوعاظ والمثقفون على اختلاف فئاتهم في الجزائر لتوعية المجتمع بضرورة العزوف عن الذهاب إلى "المشعوذين والدجالين" إلا أن الآفة تنمو لأن عدد الأميين من الجنسين يتجاوز ال8 ملايين في الجزائر، أي ما يعادل ربع عدد السكان، ويضاف إليهم الملايين من محدودي الثقافة وضعاف الشخصية حتى في صفوف المثقفين، بحسب ما يرى بعض الخبراء الاجتماعيين في البلاد. ولا توجد إحصائيات عن عدد المشعوذين في الجزائر، ولكن التقديرات تتحدث عن عشرات الآلاف، يزورهم ملايين الأشخاص ب ''إدمان'' وبخاصة النساء الأميات، ولبعض المشعوذين ''شهرة'' أطبقت الآفاق، وبعض الجزائريين يقطعون مئات الكيلومترات بحثا عن الخلاص من السحر لدى مشعوذ سمع ب ''كفاءته''، ويقضون ساعات طويلة في انتظار وصول دورهم، ويغدقون الأموال والهدايا والحلي على "الدجالين". سحر "المحبة" ومن أكثر أنواع "الشعوذة شيوعا في الجزائر، سحر المحبة ''التولٌّة''؛ إذ كثيرا ما تلجأ العوانس والمحبون من طرف واحد، إليها للظفر بعريس محدد، كما تلجأ إليها الزوجات اللواتي يرتبن في تراجع حب أزواجهن لهن· ولا تتردد الزوجات في وضع العقاقير المختلفة في طعام أزواجهن وشرابهم وتنفيذ تعليمات المشعوذين بدقة ولو أدى ذلك إلى إصابتهم بأي مرض من جراء تناول هذه العقاقير· أما الأخطر مما سبق- كما تذكر صحيفة "الاتحاد" الإماراتية- فهو انتشار السحر الرامي إلى إيقاع الأذى بالآخرين وتدميرهم؛ حيث لا يتوانى ذوو النفوس المريضة والحاقدة، عن اللجوء إلى المشعوذين لإلحاق الأذى بخصومهم؛ كأن تطلب فتاةٌ من مشعوذة أن تسحر غريمتها حتى لا تتزوج، فتسعى لإفتكاك أية قطعة من أغراضها الخاصة، كمنديلها أو عطرها أو صورتها لتدفنها في أحد القبور فتدفن ''سعدها'' أو حظها معها· وقد انتشر هذا النوع من السحر في الجزائر في السنوات الأخيرة مع انتشار العنوسة التي فتكت بملايين الفتيات· وانتشرت قصص كثيرة عن اكتشاف صور فتيات داخل قبور وكذا تخييط أفواه موتى وبداخلها صور أو إعداد طعام "الكسكس" للمراد سحرهم بالاستعانة بأيدي موتى بعد نبش القبور وبترها والعياذ بالله· وقد ألقى رجال الأمن القبض على العديد من المشعوذات والفتيات المتآمرات معهن بعد نبشهن القبور والعبث بالجثث· ومؤخرا، قامت فتاة عانس بحي ''عين النعجة'' بالجزائر العاصمة بقتل جارة لها طعنا بالسكين وبررت جريمتها بأن جارتها سحرتها حتى لا تتزوج، فكان الخطاب لا يعودون بمجرد أن يطرقوا بابها.