استأنفت أمس ولاية الجزائر عملية الترحيل الواسعة التي أطلقتها منذ السنة الجارية وفق التعليمات التي أعطاها والي الجزائر محمد كبير عدو، ومست هذه المرة إعادة إسكان 101 عائلة كانت تقطن بحي علوي ببلدية المدنية تم نقلها إلى سكنات جديدة بحي 1680 مسكن ببئر توتة ،و تندرج هذه العملية في إطار القضاء على السكنات الهشة وتعد الخامسة عشر منذ انطلاق البرنامج الواسع للترحيل . و قد عبرت العائلات التي تحدثت "للمواطن" عن فرحتها الكبيرة بعد سنوات طوال من الانتظار و هي تقطن في البيوت القصديرية الهشة و القديمة و المهددة بالانهيار فوق رؤوس أفرادها في أية لحظة. و قالت السيدة "كوثر” التي تعد من بيت العائلات المرحلة ، أنها كانت تقطن في ديار الشمس بحي العلوي القصديري في بيت من غرفة واحدة هي و زوجها و أبناؤها الأربعة، حيث طالت معاناتهم هناك لسنين طوال و هم يتقاسمون كل شبر من تلك الغرفة الضيقة و يدعون الله ليفرج عليهم و يحفظهم من خطر الموت لو أن السقف انهار فوق رؤوسهم ناهيك عن معاناتهم في فصل الشتاء و البرد القارس عندما تتسرب مياه الأمطار من كل فج لتملأ المنزل و تحوله إلى بركة كبيرة. أما السيدة "ليندة” فلم تتوقف عن الدعاء بالخير و العافية لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة و والي الجزائر محمد كبير عدو الذي حقق لهم حلم سنين و ليالي. هذا و قد أبدت جل العائلات التي تحدثت "للمواطن" إعجابها الكبير بالحي الذي رحلت إليه كونه مزود بمساحات خضراء و أماكن مخصصة للجلوس، أما الشقق فهي تتكون من ثلاثة غرف واسعة تتميز بطلة بهية، و جهاز جرس للباب الخارجي للعمارة حفاظا على أمن السكان. و تدخل هذه العملية في إطار مخطط القضاء على البيوت القصديرية و الفوضوية في الجزائر الذي أطلقته ولاية العاصمة وفق تعليمات الوالي محمد كبير عدو. وفي هذا الإطار صرح مدير السكن لولاية الجزائر أن العائلات ال108 التي مستها عملية الترحيل في مرحلتها الأولى هي من أصل 620 عائلة مسها الإحصاء والتي تقطن بكل من أحياء "سوسطارة" و "الخربة" و"لالاهم" و"دار الغولة"...و أزقة أخرى، و أضاف المسؤول نفسه أن العملية مست في مرحلتها الأولى سكان البيوت القصديرية غير شرعية لتمكين اللجان التي ستشرف على ترميمات سكنات القصبة على تسهيل عملها، لأن الهدف من عملية الترحيل هذه الحفاظ على تراث القصبة و إعادة ترميم الأجزاء المتضررة، و ليس إعادة إسكان عائلاتها. و عليه فالتركيز سينصب على سكان العمارات التي تشير إليها مديرية الثقافة، أما فيما يخص سكان "دويرات" القصبة فقال مدير السكن أن على هذه العائلات التي تملك ملفات أن تتقدم بها للجهات المعنية لإدراجهم في قائمة المواطنين الذين سيستفيدون من سكنات اجتماعية خلال الأسابيع القليلة القادمة في إطار العملية الثانية التي ستشهدها القصبة. وحسب ما أشار إليه مسؤولو الولاية فإن هذه العملية التي تمت أمس بخصوص ترحيل سكان من المدنية فهي تعد بمثابة تحضير لعملية الترحيل الكبيرة التي ستكون يوم الأحد المقبل حيث سيتم ترحيل 456 عائلة تقطن بشاليهات عشابو بدرقانة إلى ثلاث مواقع تضم سكنات جديدة و هي بئر توتة و السحاولة وبئر خادم وعين النعجة . وكان مدير السكن لولاية الجزائر أكد أن شهر أكتوبر المقبل سيخصص لترحيل العائلات التي تقطن بالعمارات الآيلة للانهيار و بعض السكنات الهشة بالأحياء الشعبية مشيرا إلى أن الهدف المسطر في إطار عمليات إعادة الإسكان هذه هو "الوصول إلى إسكان 12 ألف عائلة مع بداية ديسمبر المقبل حيث ستتواصل إلى غاية نهاية السنة الجارية حيث ستمس مختلف السكنات الهشة والآيلة للانهيار عبر سبعة محاور لإعادة إسكان العائلات القاطنة في الشاليهات و في السكنات الفوضوية. هذا فيما احتجت سبع عائلات من الحي القصديري " العلوي" التابع لبلدية المدنية بالعاصمة بعد إقصائها من الاستفادة من سكنات اجتماعية، حيث أعلت رفضها للقائمة التي أصدرتها البلدية الخميس الماضي و المتضمنة 13 اسما فقط في حين تم إقصاؤهم ما دفع بهم إلى الاحتجاج إذ قاموا بتعليق اللافتات في الحي و الاعتصام أمام مقر البلدية مطالبينها بإيفاد لجنة تحقيق في قضيتهم بعدما أودعوا الطعون على مستوى المقاطعة الإدارية لسيدي محمد.