طلب الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي من الولاياتالمتحدة مواصلة جهودها الرامية إلى تذليل العقبات التي تعترض مفاوضات السلام، وذلك في حين سارعت الرئاسة الفلسطينية لرفض دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاستئناف المفاوضات، في ظل الاستيطان. وقد أعلن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل في القاهرة أن الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني طلبا من الولاياتالمتحدة مواصلة جهودها، معترفا في الوقت نفسه بصعوبة الموقف. وقال ميتشل عقب لقائه الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إن "تحقيق السلام في المنطقة وقيام دولة مستقلة قابلة للحياة يمكن التوصل إليهما بطريقة واقعية عبر المفاوضات المباشرة بين الطرفين". وأشار ميتشل إلى أنه التقى أيضا في القاهرة وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ومدير المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان. وكان ميتشل قد وصل القاهرة قادما من قطر حيث أبلغ رئيس وزرائها الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني نتائج مباحثاته مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني. والتقى ميتشل الرئيس المصري حسني مبارك أمس ضمن جولته بالمنطقة. من جهته شدد موسى على أن المفاوضات والمستوطنات لا يمكن أن يسيرا معا. وأشار إلى أن ملف المفاوضات ستناقشه لجنة المتابعة العربية، خلال اجتماعها المقرر في 8 أكتوبر في سرت. في هذه الأثناء دعا نتنياهو الفلسطينيين إلى مواصلة مفاوضات السلام "بدون انقطاع"، وقال في بيان إن "الطريق من أجل اتفاق تاريخي بين شعبينا يقضي بالجلوس إلى طاولة المفاوضات وخوضها بجدية". وذكر نتنياهو بأن "الفلسطينيين فاوضوا إسرائيل على مدى 17 عاما في حين كان البناء مستمرا" في مستوطنات الضفة الغربيةالمحتلة، مبديا أمله في "أن لا يديروا ظهورهم للسلام الآن". في المقابل، سارعت الرئاسة الفلسطينية إلى رفض دعوة نتنياهو، محملة إسرائيل مسؤولية وقف المفاوضات. واعتبر بيان الرئاسة الفلسطينية أن وقف الاستيطان "يمثل الدليل الملموس على جدية المفاوضات والعملية السياسية برمتها". وأكد البيان الذي تلاه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه، أن إصرار الحكومة الإسرائيلية على الجمع بين التوسع الاستيطاني وبين المفاوضات "يدل بوضوح على عدم جديتها في التعامل مع مساعي السلام". واتهم البيان إسرائيل بالسعي لاستخدام المفاوضات "كغطاء لمواصلة ذات النهج الاستيطاني وتغيير عالم الأرض الفلسطينية وتقرير مصيرها بقوة الاحتلال والعدوان". وأكدت القيادة الفلسطينية خلال اجتماع في رام الله لقيادتي منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح برئاسة محمود عباس، أنه "لا مفاوضات مع إسرائيل في حال واصلت الاستيطان". وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة "نذكر رئيس الحكومة الإسرائيلية بأن وقف الاستيطان التزام إسرائيلي في الاتفاقيات التي تنص على عدم قيام أي طرف بإجراءات أحادية الجانب تستبق الحل النهائي وخاصة الاستيطان غير الشرعي الذي ينهب الأراضي الفلسطينية". من ناحيته أكد الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي أن اجتماع القيادة الفلسطينية "لم يبحث بتاتا موضوع الضمانات الأمنية الأميركية التي يسود الحديث عنها، لأنه "لا مساومة في مطلب وقف الاستيطان". وقال الصالحي إن تبني القيادة موقفا نهائيا برفض المفاوضات يعد مكسبا سياسيا ووطنيا لجميع الفلسطينيين، والمطلوب الآن دراسة عميقة للخيارات القادمة. في هذه الأثناء حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الفلسطينيين والإسرائيليين على تكثيف جهودهم لمواصلة مفاوضات السلام. وذكر بان في بيان أن أنه اتصل هاتفيا بكل من عباس ونتنياهو والمبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل.