وصف سياسيون مصريون دعوة الرئيس المصري حسني مبارك الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم إلى الوحدة لدى خوض الانتخابات البرلمانية المقررة يوم 28 نوفمبر الحالي بأنها لن ترأب الانشقاقات التي يعاني منها الحزب حاليا. وكان مبارك قال في كلمة ألقاها أمام الهيئة العليا للحزب الحاكم إن "الحزب اختار مرشحيه للانتخابات من خلال عملية مؤسسية غير مسبوقة شارك فيها كافة أعضائه في إبداء الرأي وتقييم المرشحين وفق معايير موضوعية واضحة". وتتحدث الصحف المصرية بشكل يومي عن انشقاقات واسعة داخل الحزب الوطني، وصفتها جريدة "المصري اليوم" بأنها "ثورة المستبعدين"، واعتبرتها جريدة "الشروق" نوعا من "العصيان المدني". لكن أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة وعضو الجمعية الوطنية للتغيير الدكتور حسن نافعة اعتبر الانشقاقات داخل الحزب حقيقة واقعة. وتوقع أن تتعمق وتؤثر على الحزب خلال الانتخابات، وقال "الحزب الحاكم قام بخديعة كبرى لأعضائه عندما أغلق الحظيرة عليهم". وأوضح "فيما مضى كان المنشقون يرشحون أنفسهم مستقلين، لكنه هذه المرة احتفظ بالأسماء حتى الدقائق الأخيرة قبل غلق باب الترشيح ثم فاجأ الجميع بأسماء مرشحيه بما لم يدع مجالا لغيرهم لترشيح أنفسهم مستقلين، فضلا عن أنه رشح أكثر من مرشح على المقعد الواحد، حتى لا يدخل في صدام معهم". هذا الأمر يعتبره عضو مجلس الشعب السابق والمرشح المستقل بالقليوبية الدكتور جمال زهران "بدعة سياسية ليس لها مثيل". ويتابع "الحزب الوطني يتصرف باعتباره الوحيد في الساحة السياسية، ولا أعتقد أن كلام مبارك سيكون له مردود في الواقع لأن حجم الصراعات داخل حزبه أكبر من دعوته، وتطويق خطر الانقسام الداخلي داخله لا يتأتى بالدعوات فقط". لكن عضو لجنة السياسات في الحزب الوطني الدكتور جهاد عودة ينفى أن تكون هناك انشقاقات داخل الحزب، موضحا "هناك 18 قياديا فقط خرجوا عن الالتزام الحزبي، وهذا رقم صغير لحزب كبير كالوطني". وأضاف أن "الانشقاق له معنى تنظيمي، وهذا لم يحدث، وما حدث داخل الوطني اختلاف في الرؤى، والرئيس مبارك يدرك القدرات المختلفة لكل مرشح، ومن ثم أراد وحدة الصف". ومتسقا مع الرأي السابق يقول عضو لجنة العلاقات الخارجية السابق بمجلس الشعب ومرشح الحزب الوطني بالدقهلية الدكتور طلعت مطاوع "إنها تجربة جديدة في الحزب الوطني عندما ينزل أكثر من مرشح على مقعد واحد، وهي تعني مزيدا من الديمقراطية والحرية للمواطن في الاختيار بين البرامج المختلفة للمرشحين، إذ يقول الحزب الوطني للمصريين اختاروا من تشاؤون منهم". وتعهد مبارك في خطابه بإجراء انتخابات نزيهة، لكن الدكتور حسن نافعة يدعو مبارك إلى التخلي عن قيادة الحزب الحاكم، "لأن خسارة الحزب في الانتخابات تطعن في شرعية الرئيس، وبالتالي لا بد من الفصل بين قيادة الدولة وقيادة الحزب". ومتفقا معه يقول جمال زهران "لو صح كلام مبارك فما الذي يمنع ترشح اثنين من الحزب الوطني على مقعد رئاسة الدولة جمال الابن ومبارك الأب؟ إنه منطق غريب".