انتقل، ليلة أول أمس، إلى رحمة الله العلامة الجزائري الكبير عبد الرحمان الجيلالي بمستشفى عين طاية عن عمر يناهز 103 سنة. وتكون الجزائر بذلك قد فقدت علما مميزا من أعلامها حيث كانت له مساهمات في عدة مجالات متعلقة بالفكر والإنتاج الإذاعي حيث عرف بتقديمه لحصص إذاعية وتلفزيونية في المسائل الدينية والتاريخية بالخصوص. والشيخ عبد الرحمن الجيلالي من مواليد 9 فيفري 1908 بحي بولوغين بالجزائر العاصمة حفظ القرآن عن عدة شيوخ في المساجد و الزوايا منهم عبد الحميد بن سمايا و تتلمذ عند الشيخ المولود الزريبي الأزهري و الشيخ الحفناوي حتى أصبح فقيها وعالما في الشريعة وعلوم الفقه و اللغة. وقد جاهد هذا العلامة الجليل طيلة حياته بدون هوادة في سبيل تكريس العلم والمعرفة لاسيما في أصول الدين الإسلامي وتاريخ الجزائر حيث اشتهر بخصاله الحميدة حتى ذيع صيته في كافة أرجاء المغرب العربي. كما كانت له مؤلفات عدة حول تاريخ الجزائر متطرقا إلى الجوانب الحضارية والعمرانية لبعض المدن كمدينة الجزائر ومليانة والمدية وكان الشيخ عضوا بالمجلس الإسلامي الأعلى الذي كان يشرف عليه الشيخ المرحوم أحمد حماني وساعده في تأسيس مجلة الأصالة كما حظي بتكريم من قبل رئيس الجمهورية الذي أرم له بدكتوراه فخرية من جامعة الجزائر. وتشاء الأقدار أن ترحل عنا الفنانة القديرة عجوري عائشة المعروفة باسمها الفني "كلثوم " والتي تعتبر عميدة الممثلات الجزائريات عن عمر يناهز 94 سنة إثر مرض عضال بعد مشوار فني حافل بالأعمال السينمائية والمسرحية المتميزة وقد عرفت الفنانة القديرة كلثوم التي ولدت سنة 1916 بالبليدة بأعمالها الفنية والمسرحية الممميزة بدءا بفيلم "ريح الأوراس" الذي أخرجه سنة 1966 محمد لخضر حمينة. وكان الجمهور الجزائري قد استمتع طوال سنوات عديدة بالأعمال الفنية التي أدتها الراحلة كلثوم على غرار "حسن طيرو" لمحمد لخضر حمينة (1968) و"الغاصبين" و"بدون جذور" من إخراج لمين مرباح سنتي 1972 و 1976 وكذا "حسن طاكسي" لسليم رياض (1982) و"حسن نية" لغوثي بن ددوش (1989). يذكر أنه قد تم اكتشاف الفنانة كلثوم سنة 1935 من طرف الراحل محي الدين باشطارزي (1897-1986) قبل أن تشارك في حوالي 20 فيلما وأكثر من 80 مسرحية رحم الله الفقيدين وأسكنهما فسيح جنانه.