أكد خبراء ماليون أن صفقة "ويدز" و"فيمبلكوم" دخلت في نفق مظلم في ظل استمرار "تمسك " الحكومة الجزائرية بمطالبها كشرط لإتمام صفقة "جيزي" التي تمثل 25% من إيرادات "أوراسكوم تليكوم"، متوقعين لجوء الشركة الأخيرة إلى التحكيم الدولي كحل لهذا النزاع، غير أنهم لفتوا الانتباه إلى أنه في حالة تفهم شركة فيلمبكوم الروسية لموقف أوراسكوم فمن المتوقع إتمام الصفقة وخروج "جيزي" من الحسابات، حيث سيتم ضمها بعد بيعها أو تأميمها للحكومة الجزائرية . وأوضح الخبير في الأسواق المالية محمد النجار، في تصريح للعربية نت أمس أن نجيب ساويرس رئيس أوراسكوم، أصابه اليأس من موقف الحكومة الجزائرية المتحجر إثر إعلانها عن تأميم شركة "جيزي"، موضحًا أن الحكومة الجزائرية تسير قدماً في الاستحواذ على الشركة . طهراوي ملود ووصف "النجار" الشروط التي وضعتها الحكومة الجزائرية لشركة أوراسكوم تليكوم بالتعجيزية، مشيرا إلى أن "ساويرس" سوف يلجأ إلى التحكيم الدولي، وهو ما سيكون له أثر سلبي على البورصة المصرية نظراً لطول إجراءات التحكيم، حيث لن يتم الفصل فيها من أول مرة، مثلما حدث مع شركة "فرانس تيلكوم" الفرنسية على "موبينيل" وتوقع المتحدث أن تعصف هذه الخطوة بأحلام البورصة المصرية نحو الارتفاع نظرًا لثقل أسهم أوراسكوم تليكوم في المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية، والتي تمثل نحو 45% من المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية .. وأشار النجار، إلى أن هناك تطورًا جديدًا ،حدث بعد ما وصل "ساويرس" إلى طريق مسدود، حيث أرسل خطابًا إلى الوزير الأول للحكومة احمد اويحيى ووزيري المالية والاتصالات ومحافظ البنك المركزي، يؤكد فيه احتمال لجوء شركته للتحكيم الدولي لفض النزاع الراهن مع الحكومة، مطالبًا الحكومة بالتوقف عن ممارسة الضغوط على وحدة "جيزي" التابعة لأوراسكوم تليكوم . وبيّن المتحدث أن مثل هذا المواقف يعرقل إمكانية استمرار "جيزي" في مزاولة أنشطتها مما يتطلب حل النزاع فورًا من خلال السماح ل"جيزي" بالعمل بشكل طبيعي أو دفع القيمة السوقية العادلة بالكامل في حال التمسك بشرائها .. وأضاف محمد عبد الرؤوف محلل فني بأسواق المال أن "ساويرس" سوف ينتهي به المطاف للجوء نحو التحكيم الدولي بعد موقف الحكومة الجزائرية الرافض للدخول في مفاوضات "ساويرس" أو فيلمبكوم بعد تدخل جهات سيادية من روسيا وإيطاليا وإصرار الحكومة الجزائرية على موقفها . وأشار المتحدث إلى أن "ساويرس" بدأ يطلق تصريحات منتاقضة بين الحين والآخر، حيث شكك في إتمام صفقة "ويدز"، بينما في اليوم الثاني صرح بأنه سيتم إتمام الصفقة باستبعاد "جيزي" وإدخالها في حساب الميزانيات الخاصة بشركة "ويدز". وأضاف عبد الرؤوف أن هذه التصريحات دليل على فشل صفقة "ويدز" ودخولها في منعطف خطير بعد تلميحات قام بها مسؤولو "فيلمبكوم" عن فشل صفقة "ويدز".