تبادل شريكا الحكم في السودان اتهاماتٍ بالتخطيط لتزوير استفتاء تقرير مصير الجنوب وترهيب المسجلين في قوائمه. ونقل عن رئيس الكتلة البرلمانية للحركة الشعبية لتحرير السودان توماس واني قوله في مؤتمر صحفي أول أمس في الخرطوم إن حزب المؤتمر الوطني "يخطط لممارسة التزوير بطرق كثيرة ومختلفة" . وبرر واني ضعف إقبال الجنوبيين على مراكز التسجيل في الشمال بسياساتٍ انتهجها المؤتمر الوطني تشمل "إزالة مساكن المواطنين وتخويفهم بالتهجير القسري". وتحدث نائب رئيس المجلس الوطني في الحركة أتيم قرنق عن "ترهيب" يمارسه المؤتمر الوطني في حق الجنوبيين ب"عدم تقديم الحكومة لأي خدمات أساسية حال عدم التصويت للوحدة". وقال إن لجانا تابعة للمؤتمر الوطني تسجل بيانات هوية الجنوبي ورقمه، وتحاول أن تغريه بإعادته إلى الجنوب مجانا شرط تصويته للوحدة، إضافة إلى وعود تعطى لمسجونين بإطلاق سراحهم إذا صوّتوا ضد الانفصال. لكن المؤتمر الوطني اتهم هو الآخر الحركة الشعبية بمحاولة ثنْي جنوبيي الشمال عن التسجيل في القوائم لاعتقادها أن أغلبهم لن يصوتوا للوحدة. وتحدث القياديُ في الحزب مندور المهدي عن حملة كبيرة جدا ضد التسجيل في ولاية الخرطوم. وبدأ التسجيل في القوائم هذا الأسبوع، قبل نحو خمسين يوما من الاستفتاء المقرر إجراؤه في التاسع من جانفي المقبل، لكن إقبال جنوبيي الشمال على العملية كان ضعيفا، وتلقى بعضهم رسائل إلكترونية تحثهم على المقاطعة. ونفت الحركة الشعبية أمس أن تكون وراء دعوات المقاطعة. ويحق لخمسة ملايين التسجيل في الاستفتاء الذي سيحدد فيه الناخبون مصير الجنوب، إما بأن يستقل في دولة منفصلة، أو يبقى مع الشمال في دولة موحدة. ويحتاج الانفصال إلى نصف الأصوات زائدا واحدا، شرط أن يكون 60% ممن يحق لهم الاقتراع أدلوا بأصواتهم. وغادر آلاف الجنوبيين الخرطوم عائدين إلى الجنوب ليشاركوا في التصويت هناك، أغلبهم ضمن برنامج تموّله حكومة جوبا، كُلفته 25 مليون دولار، وهؤلاء مشمولون بإعانة يقدمها برنامج الغذاء العالمي ووكالات أخرى. وكان وزير الإعلام السوداني كمال عبيد أثار موجة من الخوف لدى الجنوبيين عندما حذّر في أواخر سبتمبر الماضي من أن المقيمين منهم في الشمال قد يفقدون المواطنة إذا صوتوا للانفصال، قبل أن ينأى الرئيس حسن البشير بحكومته عن هذه التصريحات. وعاد بعض جنوبيي الشمال بمفردهم، ولم تشملهم بالتالي إحصاءات رسمية أعدتها حكومة جوبا هدفها تحديد من تصرف لهم المساعدة. وقال سكان في بعض ولايات الجنوب كولاية الوحدة إن كثيرا منهم يعيشون معزولين وجائعين في مخيمات مكتظة. وطلبت حكومة جوبا من المانحين الدوليين تمويل برامج العودة، لكن منظمات إغاثة ووكالات دولية تخشى أن تبدو منحازة إذا موّلت هذه الخطط.