تستهدف تنمية واحات النخيل بالمنطقة الصحراوية بالنعامة بلوغ مساحة مغروسة من الفسائل ذات النوعية الجيدة لإنتاج التمور تصل 569 هكتارا حسبما أفادت به مديرية المصالح الفلاحية بالولاية. ومن أجل الرفع من مردودية إنتاج التمور وتوسيع مساحات غراسته عبر المناطق التي يلائم مناخها و تربتها هذا النوع من الزراعات تم تعميم إستعمال تقنيات الري بالتقطير لزارعة النخيل عبر مساحة 275 هكتار . وقد شرعت مصالح محافظة تطوير وتنمية السهوب بالتنسيق مع مديرية الفلاحة في أشغال إعادة الاعتبار لواحات قديمة تتواجد عبر بلديات تيوت والعين الصفراء وعسلة ومغرار و جنين بورزق و التي تتشكل أيضا من البساتين المغروسة على ضفاف الأودية و أنواع أخرى من الأشجار المثمرة يتصدرها المشمش و الرمان و التين. وإذا كانت واحات النخيل القديمة بجنوب ولاية النعامة والتي تقارب مساحتها ال328 هكتارا شكلت وحتى و قت قريب موردا إقتصاديا ودخلا رئيسيا لأغلب العائلات بتلك المناطق فإن سنوات الجفاف وتناقص كميات الامطار السنوية أثرت فيها إلى حد كبير بفعل تراجع منسوب مياه السقي المعتمدة على الآبار الجوفية ونظام الفوقارات. وساهم التصحر وزحف الرمال الذي داهم مساحات الأراضي في اختفاء أعداد كبيرة من أجود أنواع النخيل في العشرية الماضية. ومن المشاكل الأخرى التي تواجه المناطق الزراعية في بعض القرى الجنوبية المتميزة بإنتشار واحات النخيل الملوحة التي تكدست على التربة و تشكل طبقات كلسية غير نافذة بفعل الجفاف مما ساهم في تقليل إنتاجية بعض المحاصيل والخضروات فضلا عن موت عدد كبير من فسائل النخيل بعدما كانت تلك الأراضي تتمتع بخصوبة عالية ناهيك عن إنسداد العديد من العيون المائية الجوفية التي تتغذى من سيلان مياه الأودية. وقد شرع بداية سنة 2007 في إعداد دراسات وتحاليل مخبرية من طرف المعهد المتخصص في الري والصرف الزراعي لقصر الشلالة لمكافحة أمراض النخيل وإنشاء مساحات جديدة تعوض الواحات التي تعاني من تقدم طبقات الملوحة نحوها وتصحيح مجاري المياه والحد من إستنزاف مياه السقي العذبة بالتخلي عن طرق السقي التقليدية التي تبدد المياه و إنشاء مناطق محمية للينابيع الجوفية وتجميع مياه السيلان السطحية في خمسة حواجز وسدود صغيرة أحدها في طور الإنجاز بمنطقة مسيف جنوب بلدية عسلة . ومن أجل الحد من تأثيرات الجفاف أيضا تم تجسيد عمليات أخرى رصد لها منذ سنة 2002 في إطار برنامج الإنعاش الإقتصادي أزيد من 359 مليون دج ساهمت فيه عدة قطاعات كالغابات والري ومحافظة السهوب لتمكين السكان من تحسين موردهم المعيشي من منتوج التمور فضلا عن إنشاء مناطق ذات خصوصية بيومناخية بالجهة الشاسعة المتاخمة لبلديتي بني ونيف بولاية بشار وبوسمغون بولاية البيض. وقد خصصت المصالح الفلاحية ضمن عمليات صندوق تنمية الهضاب العليا لسنة 2007 غلافا ماليا قيمته 134 مليون دج لفائدة المنطقة الصحراوية من الولاية مكن من إيصال 18 كلم من شبكة الكهرباء الريفية وفتح 29 كلم من المسالك وأشغال أخرى تخص حفر وتجهيز الآبار الجوفية عبر محيطات الاستصلاح المنشأة في إطار الحيازة على الملكية العقارية والامتياز الفلاحي. ومن أجل ترقية الأنشطة الفلاحية الصحراوية التي مكنت الموسم الفارط من إنتاج أزيد من 198 ألف قنطار من التمور حسب إحصائيات المصالح الفلاحية بالولاية إستفاد المزارعون الصغار أيضا من جهاز الدعم الفلاحي و صندوق التنمية الريفية واستصلاح الأراضي عن طريق الإمتياز الذي مس 225 مستفيدا في شعبة زراعة النخيل و الانشطة الفلاحية بمنطقة القصور وضفاف الأودية.