تتوقع مديرية المصالح الفلاحية بالنعامة هذا الموسم انتاج أكثر من 163 ألف قنطار من مختلف أنواع التمور بتراجع طفيف بالمقارنة مع السنة الماضية حسبما أفادت به اليوم الأربعاء مصلحة دعم الإنتاج النباتي بنفس المديرية. وأشارت التوقعات الأولية لإنتاج التمور والتي تسبق موسم الجني المتوقع انطلاقته في الأسبوع الثاني من أكتوبر المقبل عبر واحات جنوب الولاية كتيوت ومغرار وعسلة وجنين بورزق والمحيطات الجديدة للاستصلاح بالحاج ميمون وسيدي براهيم إلى تسجيل انخفاض في الإنتاج و تراجع في مردودية إنتاج تلك المادة بالولاية بنسبة ضئيلة لاتتجاوز العشرة آلاف قنطار مقارنة مع الكمية التي تم تحقيقها الموسم الفارط وتتوقع المديرية المعنية أن يشمل الانخفاض الطفيف في الإنتاج عددا من أنواع التمور من أهمها الحميرة والفقوس و الغرس التي تشتهر بها المنطقة كما سيوجه الإنتاج للاستهلاك المحلي بالمنطقة والولايات المجاورة وتعود أسباب هذا التراجع في الإنتاج إلى "الظروف المناخية التي لم تكن ملائمة خلال فترة نقل حبوب الطلع جراء التقلبات الجوية التي شهدتها المنطقة ماي الفارط فضلا عن سيول الأمطار التي أحدثت أضرارا في شبكات السقي ببساتين الفلاحين وغمور الطمي لعشرات الآبار متسببا في تراجع منسوب مياه السقي بالفوقارات" حسب ذات المصدر. وتسجل ولاية النعامة - وفق ذات المسؤول - اهتماما كبيرا بإعادة تهيئة الواحات القديمة وغرس مساحات جديدة لأشجار النخيل وتنظيم وتحديث هذه الشعبة من خلال الحفاظ على أشجار النخيل وحمايتها من الأمراض الطفيلية ومنها مرض البيوض الذي تم القضاء عليه نهائيا عبر واحات المنطقة فضلا عن الحفاظ على اليد العاملة المؤهلة في هذا المجال وإنجاز أشغال تعبئة وعصرنة موارد سقي أشجار النخيل في إطار برنامج دعم المخطط الوطني للتنمية الفلاحية والمشاريع الجوارية للتنمية الريفية وينتظر ان تساعد هذه الإجراءات على توسيع مساحة أشجار النخيل المتواجدة بالولاية بغية تحديثها وإنتاج محاصيل ذات جودة عالية حيث تقدر المساحة الإجمالية للواحات المنتجة حاليا بالولاية بأزيد من 334 هكتار بمجموع 26152 نخلة منتجة. وأشار ذات المصدر الى أن المصالح التقنية لقطاع الفلاحة بالولاية عمدت في السنوات الأخيرة إلى تعويض أشجار النخيل المسن الذي وصل مرحلة العقم بعد شيخوخة أجزاء كبيرة من الواحات القديمة من خلال إنشاء مستثمرات جديدة لزراعة أشجار النخيل عبر القرى الجنوبية التي تمتلك خصوصية المناخ والتربة الملائمين لهذا النوع من الزراعات الصحراوية الذي يتطلب الحرارة الشديدة ووفرة المياه الجوفية سيما في مراحل النمو الأولى للفسائل فضلا عن تجاوز مشكل الأمراض التي تصيب الثمار و تؤثر على مردودية الأشجار المنتجة كالبوفروة والتي تم معالجتها في الوقت المحدد . وارتكزت جهود الرفع من عدد منتجي التمور على منح قروض الدعم التي تجاوزت ما بين 2000 و 2005 ما قيمته 352 مليون دج خصصت ضمن صندوق الضبط والتنمية الفلاحية لتهيئة مساحات جديدة للاستصلاح وتوفير اليد العاملة المؤهلة خاصة ببلديتي مغرار وتيوت بالإضافة الى توفير أزيد من 34 كلم من التوصيلات الطاقوية في إطار برامج تعميم الكهرباء الريفية عبر مناطق زراعة النخيل وتسوية ديون الفلاحين المتعلقة بالفواتير المتراكمة لاستهلاك الطاقة وتحديث وتهيئة المسالك المؤدية للواحات وكهربتها على مسافة 22 كلم.