* بداية نشكر لكم السيد عبيدات قبولكم تشريف جريدتي المواطن ولوسيتوايان بهذا الحوار للحديث حول كتاب يروي مسار رجل عظيم من طراز رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يسرني جدا أن أن أتحدث عن كتابي لجريديتين تحملان عنوان المواطن أوالسيتوايان الذي يعني الشعبية أي المواطنين وهذه الكلمة عزيزة علينا لا بد أن تدرك أن كتابي يندرج ضمن رؤية شعبية ولا نريد أن نخرج به من طابعه الشعبي. رئيس الجمهورية يتمتع بصبغة شعبية مثل جريدتكم. عندما نتحدث عن المواطن نعني به المواطن الملتزم والمناضل ونعني به الشعب وبما أن رئيس الجمهورية هو منتوج الشعب ومن روح المواطنة من هذا المنطلق اخترت المواطن لتقديم الكتاب بطبعتيه حصريا ليوميتي المواطن والسيتوايان. لنتحدث قبل كل شي عن الفكرة. كيف جاءتكم فكرة كتابة هذا الكتاب عن الرئيس بوتفليقة؟ ----وبهذا العنوان أعتقد أني لخصت زبدة العمل الكبير الذي يقوم به رئيسنا عبد العزيز بوتفليقة: اعتراف الأمة التي هي الآن في طريقها للخروج نهائيا من التخلف والمأساة التي عاشتها بفضل الجهود الجبارة التي بذلها في جميع المجالات والأصعدة----- لنبدأ من عنوان هذا الكتاب: "تعترف الأمة برجالها العظماء" هذه المقولة ليست لي وإنما هي لنابليون. وبهذا العنوان أعتقد أني لخصت زبدة العمل الكبير الذي يقوم به رئيسنا عبد العزيز بوتفليقة: اعتراف الأمة التي هي الآن في طريقها للخروج نهائيا من التخلف والمأساة التي عاشتها بفضل الجهود الجبارة التي بذلها في جميع المجالات والأصعدة. ثم أنه وهذا أيضا يوضح لماذا جاءت فكرة هذا الكتاب، يجب أن نذكر أن هذا هو الكتاب الثاني الذي أصدره حول الرئيس بوتفليقة. الكتاب الأول كرسته حول تاريخ بوتفليقة الرجل الثوري والديبلوماسي أعطيته عنوان "العهد" وهو الكتاب الذي أخذ بعدا كبيرا لأن المواطنين اهتموا كثيرا بهذا الكتاب. لقد طرحوا علي هذا السؤال وقالوا لماذا سميته العهد؟ لقد أجبت هؤلاء أن حياة الرئيس بوتفليقة كلها عهود. عندما جاء إلى السلطة في عام 1999 قطع عهدا وقبل 1999 كان قد قطع عهودا أخرى، لم يتوان عن التخلي عن دراسته وعمره لا يتعدى 19 سنة، قطع عهدا بالالتحاق بصفوف جيش التحرير الوطني. ليس سهلا أن نترك حياة الشباب والترفيه والعائلة والدراسة والالتحاق بجيش التحرير الوطني ذلك كان عهدا بأتم معنى الكلمة. خلال المرحلة التي كان فيها على رأس الديبلوماسية الجزائرية قطع عهودا كثيرة فأعطى بعدا خاصا للديبلوماسية الجزائرية ابتداء من الاستقلال إلى غاية 1978، لعب دورا هاما كذلك خلال الدورة ال 29 للجمعية العامة للأمم المتحدة أين كان أصغر رئيس جلسة في هيئة الأممالمتحدة وأصغر وزير للخارجية حيث كان عمره آنذاك لا يتعدى 25 سنة. ويشهد التاريخ أن في هذه الدورة أعطى كلمة للزعيم ياسر عرفات ولممثل المؤتمر الوطني الإفريقي لجنوب إفريقيا للتعبير عن القضايا العادلة في الوقت الذي طرد ممثل النظام العنصري الجنوب إفريقي وكل هذه الأفعال تتطلب بعد نظر وشجاعة غير عادية. * هل كم أن تذكروني بالتحديات التي كانت تنتظر الرئيس بوتفليقة عند عودته إلى السلطة عام 1999 والتي تحدث عنها الكتاب الأول " العهد"؟ عندما عاد السيد بوتفليقة ليتولى رئاسة بلده عام 1999 قطع عهودا أخرى من بينها إخماد نار الفتنة، استرجاع العزة والكرامة، إعادة الاعتبار للجزائر في المحافل الدولية، التنمية الاقتصادية كل هذه عهود ولهذا أخذ هذا الكتاب تلك الضخامة وذلك البعد. ذكرت هذه العهود في كتابي الأول لأبين مدى وفائه بهذه العهود من خلال الإنجازات العديدة والضخمة التي بدأت الجزائر تلمسها مع نهاية العهدة الأولى. وهناك شيء آخر هام وهو أن "العهد" سمح للشباب باكتشاف الرئيس ليس كرئيس للجمهورية فقط وإنما كرجل ذي ماضي ثوري. هناك العديد من الشباب سألوني عن رتبة الرئيس أثناء الثورة التحريرية. أجبناهم أن الرئيس كان رائدا لجيش التحرير الوطني وسألوني عن سر تسميته بعبد القادر المالي وهو إسمه الثوري وسألني آخرون إن كانت الجزائر قد قامت بحرب في مالي. الكتاب أجاب بأن الاستعمار مع الاستقلال فكر بمكر في فتح جيوب بالجنوب الجزائري لكن قيادة أركان جيش التحرير الوطني فهمت استراتيجية فرنسا ولهذا بعثت الرائد بوتفليقة لإدارة وقيادة جبهة مالي وكانت هناك مناوشات كبيرة ولم يكن الأمر سهلا أن تقاوم في قلب الصحراء الذي يختلف عن الأوراس وجرجرة. لقد لعب إذن دورا هاما في إنقاذ حدودنا الجنوبية وتأمينها. كتاب "العهد" كما هذا الكتاب الجديد "تعترف الأمة برجالها العظماء" يندرج ضمن رسالتك ونشاطك تجاه الشباب الجزائري ----- إذن عبر كتاب "العهد" اكتشف الشباب الوجه الحقيقي لرئيس الجمهورية وفهموا الرسالة مما زاد من تعاطفهم معه واحترامهم له لأن الشباب وجد فيه فخره واعتزازه انطلاقا من تجربته الطويلة.------ لقد نشطت عدة ندوات في الجامعات والثانويات لإظهار الوجه الثوري لرئيس الجمهورية. الشباب لم يكن يعرف أن رئيس الجمهورية كان وزيرا للشباب والرياضة والسياحة فقد كانت له منذ البداية فكرة واضحة عن انشغالات الشباب. لم يكونوا يعرفون أن رئيسنا يحظى بتقدير كبير لدى البلدان الإفريقية إلى حد تسميته بسفير البلدان الإفريقية. ولا يزال إلى اليوم يدافع عن الأفارقة (أجري الحوار أثناء انعقاد ملتقى الجزائر حول تقرير المصير للشعوب). إذن عبر كتاب "العهد" اكتشف الشباب الوجه الحقيقي لرئيس الجمهورية وفهموا الرسالة مما زاد من تعاطفهم معه واحترامهم له لأن الشباب وجد فيه فخره واعتزازه انطلاقا من تجربته الطويلة. كل نظرائه اليوم في العالم ليسوا من جيله باستثناء فيدال كا سترو ومعمر القذافي أما الباقي فهم في عداد الأولاد بالنسبة إليه مع مسار ثوري وديبلوماسي ثري. ولم يقتصر تأثير كتاب "العهد" على داخل البلاد وإنما تجاوزه إلى الخارج فقد كانت لي مناسبة حيث قدمته في فنزويلا أين ترأست ندوة دولية حول الشباب كان الطلبة الذين أتوا من جميع بلدان العالم مندهشين من مسار الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. قالوا لي إن لدينا رجلا في قمة الرجال لدينا مكتبة حية لا تخفى عليه الأمور. نفس الشيء لمسته في ألمانياوفرنسا وفي جميع ولايات القطر. * كخلاصة، هدف الكتاب الأول، "العهد"، كان التذكير بالالتزامات التي ألزم الرئيس نفسه على الوفاء بها منذ طفولته إلى أن أصبح رئيسا للجمهورية وماضيه الثوري والديبلوماسي. بماذا يذكر هذا الكتاب الجديد؟ ----هناك فترة يغفل عنها عادة جميع الناس وهي الفترة الممتدة ما بين 1978 و 1999 حيث انسحب السيد بوتفليقة من الحياة السياسية خلال هذه الفترة، قدم خدمات للجزائر لم يقدمها ربما من قبل وهذا بعيدا عن الأضواء في حين كان مطلوبا من كل مكان خاصة من بلدان الخليج التي كان تطلب خدماته ونصائحه----. هذا الكتاب الجديد يحتوي على 635 صفحة طبعناه باللغتين العربية والفرنسية في انتظار ترجمته إلى اللغتين الأمازيغية والإنجليزية. الاختلاف بين كتاب "العهد" وهذا الكتاب الجديد يكمن في أن هذا الأخير هو كتاب للاستئناس. هنا أقدم حصيلة نشاط الرئيس خلال العهدتين الأولى والثانية، أستعرض برنامجه بفصوله، أعود إلى رواية حياة الرئيس منذ أن كان تلميذا إلى غاية اليوم وهو رئيس للجمهورية. وهو كتاب يستحق اهتماما خاصا. سيكون في متناول جميع طلبتنا. هناك العديد من الباحثين الذين اطلعوا على هذا الكتاب ووصفوه بكتاب مؤنس. وإذا لاحظتم فإني ركزت كثيرا على الصورة. هناك حقيقة كتب تتحدث وتعالج حياة وأعمال الرئيس ولكن الصور التي يحتويها هذا الكتاب تجعله يخرج عن المألوف ( هنا يعرض لنا بعض الصور التي يحتويها الكتاب وهي صور للرئيس بوتفليقة تعرض لأول مرة عندما كان تلميذا في المدرسة وعندما كان عمره 14 سنة، صورة أخرى تبين البيت الذي ازداد فيه الرئيس بوتفليقة وصور أخرى تبين الماضي الثوري ومرحلة السبعينات)، هو ثمرة بحث دؤوب. إلى جانب الصور نجد برنامجا بالأرقام في مختلف القطاعات، مفصلا مشروحا شرحا تاما ودقيقا مع عرض تخطيطي للمنجزات خلال العهدتين الأولى والثانية. كما اخترت بعض الحوارات التي أدلى بها الرئيس لبعض الجرائد الوطنية والأجنبية ووكالة الأنباء الجزائرية. وهنا أعود إلى الصورة التي تعبر أحسن وترشدنا بدقة، والصورة تساوي ألف كلمة كما يقال. يجيب الجزء الأول عن السؤال من هو بوتفليقة؟ يتحدث عن مساره عندما كان تلميذا نجيبا يتقن اللغتين العربية والفرنسية إتقانا كاملا وكان قد صقل شخصيته وعمره 14 سنة، إلى حد أن أدهش معلميه وأبهرهم بالرشد الذي بلغه وهو في سن المراهقة وعندما بلغ 19 سنة تخلى عن كل شيء ليلتحق بالجبل. هناك فترة يغفل عنها عادة جميع الناس وهي الفترة الممتدة ما بين 1978 و 1999 حيث انسحب السيد بوتفليقة من الحياة السياسية خلال هذه الفترة، قدم خدمات للجزائر لم يقدمها ربما من قبل وهذا بعيدا عن الأضواء في حين كان مطلوبا من كل مكان خاصة من بلدان الخليج التي كان تطلب خدماته ونصائحه. واليوم أحببنا أم كرهنا أصبحت الجزائر محجة لجميع البلدان حيث وجدت مكانتها على مستوى البحر الأبيض المتوسط وعلى الساحة الدولية. لم تعد الجزائر ذلك البلد الذي ينتمي إلى العالم الثالث وهذا كله بفضل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. * إذا فهمنا جيدا تريدون أن تقدموا للأجيال الجديدة نموذجا من خلال شخص الرئيس بوتفليقة سألتني صحفية ذات يوم وقالت لي ألا تعتبرون الكتابة عن رئيس الجمهورية مغامرة قلت لها نعم بل هي مسؤولية خطيرة. هنا أكتب عن الرئيس وهو على قيد الحياة، أطال الله في عمره. أنا لا أكتب عن الأموات الذين لا يستطيعون الرد وإنما عن الأشخاص الأحياء الذين يستطيعون تقديم شهاداتهم أو الاعتراض على محطة من المحطات. دوري هو أن أروي حياة الرجل وأعماله للشباب، لا أكثر ولا أقل، لأنه لا بد من الاعتراف أننا لم نفلح بعد في إيصال تاريخ الجزائر إلى الأجيال الجديدة ولهذا اخترت الطريقة البيداعوجية لأنني أتوجه إلى الشباب. * ما هي الثمرات التي تنتظرونها بالنسبة للأجيال الجديدة؟ في نشاطي الجمعوي أعطي الأولوية دائما للعمل الجواري على العمل النخبوي أو في القمة. لكي أكون قريبا أكثر من المواطن، أتجول بين البلديات والأحياء والجامعات والولايات. وهذا الكتاب يصاحبه فيلم وثائقي في قرص مضغوط. ما نقرأه في الكتاب نجده كذلك في الفيلم. عندما أقدم محاضرة ينجذب الشباب الحاضر إلى الفيلم أولا. وهي تقنية بيداعوجية لا نجدها اليوم لأن الشباب يجد الرغبة في القراءة كلما انجذب إلى الصورة ولنأخذ مثالا حول البيت الذي ولد فيه الرئيس فهذه الصورة تعبر عن الأصل الشعبي والطابع البسيط للرئيس وهي الصورة استوعبها الشباب اليوم. * كيف سيتم توزيع هذا الكتاب الجديد؟ ----الشباب من كل مكان يبحث أين يجد هذا الكتاب لشرائه هذا الكتاب كلفني وقتا طويلا ولكني اليوم جد سعيد بكون الشباب بدأ يهتم به قبل صدوره إن شاء الله في شهر أفريل القادم عرفانا للرجل العظيم الذي هو فخامة رئيس الجمهورية---- سوف لن نكتفي يتوزيع هذا الكتاب بالجزائر العاصمة فقط. لقد حضرنا برنامجا واسعا لتقديم الكتاب للشباب، سأتجول عبر 48 ولاية إضافة إلى الجالية الجزائرية بالخارج. لقد اخترنا طبعه بأربع لغات لكي يشمل جميع القارات، هناك البعد البيداغوجي عن طريق إعطاء قيمة للفيلم. قد تتفاجؤون إذا قلت لكم إن هناك إقبالا واسعا على هذا الكتاب لدى الشباب حتى قبل صدوره. الشباب من كل مكان يبحث أين يجد هذا الكتاب لشرائه هذا الكتاب كلفني وقتا طويلا ولكني اليوم جد سعيد بكون الشباب بدأ يهتم به قبل صدوره إن شاء الله في شهر أفريل القادم عرفانا للرجل العظيم الذي هو فخامة رئيس الجمهورية الذي يستحق هذا الكتاب بهذا العنوان " تعترف الأمة برجالها العظماء" لابد أن أشير إلى أنه ولأول مرة في الجزائر يقوم المجتمع المدني بإنجاز كتاب بهذا الحجم والذي يقيم عمل رجل عبر مختلف المحطات التاريخية. * هو إذن كتاب يؤكد الاستمرارية بين الأجيال؟ كما قلت لكم محكوم علينا اليوم أن نوصل التاريخ الحقيقي للجزائر للشباب لأنهم عطشى لذلك. علينا فقط أن نتذكر ما عشناه أثناء كأس إفريقيا وكأس العالم من إقبال الشباب على العلم الوطني والدور الأهم الذي لعبه رئيس الجمهورية في هذه الهبة الكبرى. هناك نهضة حقيقية للأمة انطلاقا من الثقة الموجودة بين الشباب ورئيس الجمهورية وهي الثقة التي تولدت من فهم هذا الأخير لرسالة الشباب وقد عقد اجتماعا هاما جمع الولاة بالحكومة حول موضوع واحد ووحيد هو الشباب ولا يزال ملف الشباب مفتوحا إلى اليوم. * نقطة أخرى هامة وهي عودة الثقة في الدولة ---- فحرية التعبير هي أداة الرئيس تمكن الشباب من التعبير بطريقة حضارية دون اللجوء إلى العنف. وهناك واقع آخر يؤشر على عودة الثقة نلاحظه من خلال خرجات الرئيس أين ما حل الرئيس فثم الفرح والعيد--- --- أنا أعتبره قائد سفينة نحو شاطئ النجاة بالرغم من العواصف الهوجاء. ندعو الله أن يحفظ له صحته--- عندما يغيب الاتصال تخلق هوة بين الدولة والجماهير الشعبية. اليوم لا توجد هذه الهوة لأن الثقة عادت وحرية التعبير أصبحت حقيقة. إذا ما لاحظتم فإن الرئيس قد فتح مجال التلفزيون للمواطنين والمواطنون يعبرون بحرية وهذا مكن التلفزيون من الكشف عن الكثير من النقائص والاختلالات. فحرية التعبير هي أداة الرئيس تمكن الشباب من التعبير بطريقة حضارية دون اللجوء إلى العنف. وهناك واقع آخر يؤشر على عودة الثقة نلاحظه من خلال خرجات الرئيس أين ما حل الرئيس فثم الفرح والعيد. فالشعب متلاحم مع برنامجه بعد أن تحقق أن ما أعلن عنه عام 1999 قد تحقق حيث قال إنه لم يأت من أجل الكرسي بل لأن بلده كان في خطر وقال إن الجزائر نادته مرة ثانية بعد نداء التحرير الوطني عام 1954، ولم يكن أمامه غير القول لبيك يا جزائر. أنا أعتبره قائد سفينة نحو شاطئ النجاة بالرغم من العواصف الهوجاء. ندعو الله أن يحفظ له صحته. وإذا أردتم سوف أظهر لكم مدى تمسك المواطنين ولاسيما الشباب بهذا الرئيس. سأظهر لكم صورا عن مبادرة قمت بها عام 2009 بمناسبة الانتخابات الرئاسية حيث جمعت الشباب في قاعة حرشة في حفل استقبال قدمنا فيه شيكا رمزيا ضخما يحتوي على مليون توقيع من الشباب لمساندة الرئيس للعهدة الثالثة قدمناه له عن طريق ممثله الشخصي السيد عبد العزيز بلخادم. وهذه المبادرة لم يسبق إليها أحد من قبل ولهذا أقول دائما إنه لابد من إيصال التاريخ إلى الأجيال. سأشرع ابتداء من جانفي 2011 في رحلة عبر 48 ولاية لشرح تاريخ الجزائر عبر رجالها ونسائها. أنا الآن بصدد التحضير لمعرض كبير حول مسار النساء المكافحات تحت عنوان " تنويه بكل الجميلات" بعرض صور لأول مرة عن كفاح النساء الجزائريات. وقلت إنه عوض أن ننوه بجميلة واحدة سننوه بجميع الجميلات وهن آلاف بين شهيدات ومن هن على قيد الحياة. فهذا إذن عبارة عن استعراض للتاريخ في حملة جوارية. * وهكذا تعترف الأمة برجالها العظماء. إذا سمحتم سنعود إلى إنجازات الرئيس عبر مجموعة من القطاعات على سبيل المثال ولنبدأ بالشق السياسي وعلى رأسه المصالحة الوطنية ----وهنا أغتنم الفرصة لأحيي الجيش الوطني الشعبي والمؤسسات الأمنية التي لعبت دورا هاما لابد انطلاقا من جريدة المواطن الإشادة بها لأنها اليوم في الميدان لمحاربة قوى الشر وضمان أمن البلاد. لا يجب نسيان الرجال الواقفين الصامدين. لابد من القول كذلك إن سياسة الرئيس مبنية على الشفافية، مكافحة الرشوة وحرية التعبير. الجزائر اليوم مفتوحة للملاحظة الدولية فيما يخص حقوق الإنسان والحكامة الراشدة عبر القنوات الحكومية وغير الحكومية---- ينبغي القول إن المصالحة الوطنية الجزائرية تعتبر اليوم نموذجا ومرجعا بفضل حكمة رئيس الجمهورية الذي عرف كيف يصالح الجزائر مع نفسها. استطاع أن يصالح الإنسان مع غيره ومع أمته. وهنا أغتنم الفرصة لأحيي الجيش الوطني الشعبي والمؤسسات الأمنية التي لعبت دورا هاما لابد انطلاقا من جريدة المواطن الإشادة بها لأنها اليوم في الميدان لمحاربة قوى الشر وضمان أمن البلاد. لا يجب نسيان الرجال الواقفين الصامدين. لابد من القول كذلك إن سياسة الرئيس مبنية على الشفافية، مكافحة الرشوة وحرية التعبير. الجزائر اليوم مفتوحة للملاحظة الدولية فيما يخص حقوق الإنسان والحكامة الراشدة عبر القنوات الحكومية وغير الحكومية. أعتقد أن رئيس الجمهورية مطمئن أمام الله لأنه أدى ما عليه وقدم ما يستطيع تقديمه. وإذا لاحظتم فإن الرئيس يمشي بوتيرة متسارعة تفوق 120 كلم في الساعة يريد أن يسابق الزمن انطلاقا من العهد الذي قطعه على الأمة بإتمام برنامجه في 2014. لماذا لا ننظم نحن كذلك كأس العالم بعد قطر؟ نحن الآن نسعى بمعية بعض المنظمات غير الحكومية التي تشتغل معنا لنتوج رئيسنا بنيل جائزة نوبل للسلام لأنه يستحقها فعلا انطلاقا من أنه استطاع استرجاع السلم المدني في الجزائر وفي الكثير من البلدان الإفريقية ويواصل كفاحه من أجل الحفاظ على السلام في العالم. * وحتى الإنجازات الاقتصادية لا تقل أهمية -----فلا نستغرب أن تأتي هذه القرارات من السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي هو منتوج الثورة الجزائرية لا يخاف في مصلحة بلاده لومة لائم فهو رجل التحديات. رجل يشع نوره أمام رؤساء الدول. يتمتع بقيمة كبيرة بين أعضاء مجموعة الثماني ومجموعة النيباد والاتحاد الإفريقي وهذا لم يأت مجانا فالمجد والخلود لشهدائنا الأبرار---- هنا لابد من التذكير بشيء مهم وهو أننا اليوم لم نعد بلدا مدينا. الهدف الأساسي والجوهري للرئيس هو سيادتنا وعزتنا وأن لا يبقى بلدنا مرهونا. هناك أيضا إنجاز الهياكل القاعدية من طرق سريعة وسكك حديدية وسكنات والشغل الذي بدأ يحقق نسبا هامة. هناك اتجاه إلى تشجيع الاستثمار الوطني العمومي والخاص والاستثمار الأجنبي المباشر من أجل خلق مناصب شغل وتحويل التكنولوجيا. لم يعد ممكنا اليوم تصدير منتوجات مصنوعة في المغرب أو غيره إلى الجزائر. هناك تشجيع للكفاءات الجزائرية المتواجدة بالخارج للعودة والانطلاق في الجزائر. الرئيس فهم أنه آن الأوان لكي تتوقف الجزائر عن الإنفاق من أجل الآخرين. وهذه القرارات شجاعة لا تتأتى إلا من رجل دولة حقيقي. عندما تكون الوطنية راسخة في قلوبنا وعندما نكون قد حاربنا الاستعمار والحقرة فلا نستغرب أن تأتي هذه القرارات من السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي هو منتوج الثورة الجزائرية لا يخاف في مصلحة بلاده لومة لائم فهو رجل التحديات. رجل يشع نوره أمام رؤساء الدول. يتمتع بقيمة كبيرة بين أعضاء مجموعة الثماني ومجموعة النيباد والاتحاد الإفريقي وهذا لم يأت مجانا فالمجد والخلود لشهدائنا الأبرار. وتحيتنا لكل من حمل ويحمل الجزائر في قلبه، لجيشنا الوطني الشعبي وشرطتنا وكامل الشعب الجزائري الذي صمد وبقي موحدا. ونقول لهم لابد أن نساعد هذا الرئيس ولا ينبغي أن نتركه وحيدا فالرئيس عمل كل ما في وسعه وعلينا نحن المواطنين مساعدته على إتمام برنامجه الخماسي. * ما لاحظناه أن فكرك واهتمامك وعملك، كما عهدناك، هو من أجل الشباب أريد أن أضيف شيئا بقي في قلبي لابد أن نفكر في الشباب. هذا الكتاب موجه للشباب لقد قلت للرئيس: لكي ننقذ الشبيبة الجزائرية لابد من مشروع مارشال لأن ظاهرة الحرقة والمخدرات لا تزال تؤلمنا وتحاول أن تدمر هذه الشبيبة. على الوزارات المعنية أن تلعب دورها فهذا تحدي كبير جدا. على المسؤولين والوزارات المعنية أن تقبل بهذا التحدي والقضاء على كل ما من شأنه أن يدمر شبيبتنا التي تمثل 70 بالمائة من السكان. نحن من البلدان القلائل التي تمتلك هذه الطاقة الهائلة التي تثق في رئيس الجمهورية. نحن مدعوون لتكاتف جهودنا تجاه هذه الشبيبة. ولهذا فقد أعددت برنامجا مشتركا بين المديرية العامة للأمن الوطني والمنظمة الوطنية لرعاية وحماية الشباب مع الجنرال عبد الغني هامل المدير العام للأمن الوطني، والذي أحييه وأشكره جزيل الشكر بالمناسبة لمساهمته القيمة وتعاونه من أجل إنجاز المخطط الوطني الأول للوقاية الجوارية والذي يتمحور حول إنشاء 6 حافلات سيكولوجية و 6 مراكز خدمات المساعدة الطبية المدرسية العاجلة والمتنقلة ومهمتها التكفل بالشباب المخالفين للنظام الاجتماعي. هناك مختصون نفسانيون واجتماعيون وأطباء ومربون من المديرية العامة للأمن الوطني وآخرون من منظمتنا مجندون في حملة شرعنا فيها في 7 أكتوبر الماضي على أن ننتهي مع أواخر شهر مارس. وبعد ولاية الجزائر ستشمل هذه الحملة الولايات الأخرى من البلاد. كلمة أخيرة أعتقد أن الرئيس لا يستطيع وحده فعل كل شيء ونحن كذلك لا نستطيع أن نفعل أي شيء وحدنا ففي الاتحاد قوة. عبد الكريم عبيدات يكتب عن عبد العزيز بوتفليقة "تعترف الأمة برجالها العظماء" عبد العزيز بوتفليقة من رجل الثورة إلى رجل الدولة، حياة كلها وفاءات بالعهود بعد أول كتاب حول الرئيس بوتفليقة تحت عنوان "العهد" وهو كتاب من 317 صفحة وعرف نجاحا شعبيا منقطع النظير يعود الأستاذ عبد الكريم عبيدات ليطلع على الجمهور والشباب الجزائري بالأخص بكتاب جديد يقع في 635 صفحة وينتظر أن يصدر في 9 أفريل 2011 بمناسبة مرور عامين على العهدة الثالثة، تحت عنوان "تعترف الأمة برجالها العظماء، عبد العزيز بوتفليقة". ويحاول هذا الكتاب الذي ينتظره القارئ الجزائري بفارغ الصبر الإلمام بالسيرة النضالية والسياسية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أراد من خلالها الكاتب إبراز المحطات البارزة من هذا المسار الذي تخللته تحديات وتوجته إنجازات. سيكتشف القارئ بشغف اندفاع الشاب عبد العزيز بوتفليقة الذي حضره القدر مبكرا للمهمات الكبرى حيث التحق بالكفاح التحريري المسلح وكان على موعد بعد الاستقلال مع النجاحات التي حققتها الديبلوماسية الجزائرية قبل عودته المظفرة إلى قيادة الأمة عام 1999. من خلال القراءة الأولى لهذا الكتاب نستشف أن مؤلفه يرمي إلى غايتين متكاملتين أولهما الإشادة بمسار الرجل الثوري والديبلوماسي ومساره رئيسا للدولة الجزائرية وثانيهما تبليغ رسالة للأجيال الجديدة انطلاقا من إيمانه أن قوة الأمة تكمن في قدرتها على إيصال تاريخها البطولي وإبراز عظمة رجالها ونسائها. وهو ما بينه الجزء الأول منه. حيث جاء في مقدمة المؤلف ما يلي: " أؤكد في هذا التأليف المتواضع المخصص لفخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أن كتابة التاريخ واجب مقدس اتجاه الشباب حتى يستطيع تقدير مدى ثقل المسؤولية التي من أجلها تمت تضحيات لا تعد ولا تحصى من طرف الرجال العظماء الذين أسسوا تاريخ أمتهم. وأظل أكثر من مقتنع أنه واجب كل من يكن للجزائر حبا راسخا في القلب والجسد"، على أن يقترح الجزء الثاني تحليلا بالأرقام والتعاليق مدعما برسومات تخطيطية للإنجازات التي حققها رئيس الجمهورية منذ الشروع في عهدته الأولى إلى غاية 2009. وفي الجزء الثالث يعرض المؤلف حصيلة شاملة لإنجازات الرئيس متبوعة بالبرنامج الخماسي 2010 – 2014. ويختتم الكتاب بسلسلة من الخطابات المعلمية التي ألقاها الرئيس وكذا الحوارات التي أدلى بها لوسائل الإعلام الكبرى الوطنية والأجنبية والتي كانت منابر مفتوحة مكنت الرئيس من التعبير عن حرصه على تبوؤ الجزائر مكانتها الراقية بين الأمم. لقد تركت الكلمة للصورة فهي تساوي ألف كلمة ويرفق بكتاب الأستاذ عبد الكريم عبيدات فيلم وثائقي هام يروي مسار الرئيس. هذا الفيلم الذي يمتد على 55 دقيقة، ولأول مرة في تقاليد الكتابة في الجزائر والعالم، ويعتبر مجهودا تربويا مدعما برؤية واقعية يصبو المؤلف من خلالها للوصول إلى الجمهور العام والشباب بصورة خاصة من أجل مساعدة القارئ على قياس القفزات النوعية والتنمية التي بلغتها الجزائر خلال السنوات العشر الأخيرة انطلاقا من الدفع الذي أعطاه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وهنا قال المؤلف : "لقد تركت الكلمة للصورة فهي تساوي ألف كلمة". مسار رجل عظيم ولد عبد العزيز بوتفليقة في 27 مارس 1937 بتلمسان من عائلة جزائرية متواضعة ابن أحمد والحاجة منصورية غزلاوي. اضطر القمع الاستعماري والديه للجوء إلى المغرب. كان تلميذا نجيبا متقنا للغتين العربية والفرنسية. وقد اعترف له أساتذته بشخصيته القوية ونبوغه وكانت تدخلاته القوية وكتاباته المعبرة تنبئ له بمستقبل موعود. وقد أتم دراسته في مدرسة الكشافة الإسلامية التي كان يتردد عليها وعمره 13 سنة. تعلقه بالمثل الثورية لم يدعه يتأخر خط الالتزام في الوقت الذي كان الشباب من سنه تستهويهم ملذات الحياة. يتخلى عن دراسته ليلتحق بصفوف جيش التحرير الوطني عام 1956 ملبيا النداء الذي وجهته الجبهة للطلاب. وهنا التحق بجيش الحدود مع المغرب وعمره لا يتجاوز 19 سنة وقد أسندت له مهمة الدفاع عن الثورة لدى الأوساط الريفية هناك للالتحاق بها. كان ذلك بين 1957 و 1958. عين ضابطا بالولاية الخامسة التاريخية برتبة رائد وأرسل إلى الحدود الجنوبية لقيادة أول جبهة لجيش التحرير الوطني في الحدود المتاخمة لمالي لإفشال مناورات الاستعمار لتقسيم البلاد والاستحواذ على الصحراء وبترولها. ومن هذه المهمة التاريخية احتفظ عبد العزيز بوتفليقة بالاسم الثوري "سي عبد القادر المالي". وفي عام 1961 وكان عمره آنذاك 24 سنة كان بوتفليقة على موعد مع الديبلوماسية السرية بعدما كلف بمهمة الاتصال بقادة الثورة المعتقلين في أولنوي إثر اختطاف الطائرة التي وضعها في متناولهم الملك محمد السادس للالتحاق بتونس. وفي عام 1962 يشغل منصب وزير الشباب والرياضة والسياحة في أول حكومة أنشئت في عهد الجزائر المستقلة. وفي عام 1963 انتخب عضوا باللجنة المركزية والمكتب السياسي في مؤتمر حزب جبهة التحرير الوطني. وفي عام 1965 تحمل عبد العزيز بوتفليقة مسؤولية هامة في عملية التصحيح الثوري الذي أدى إلى إنشاء مجلس الثورة الذي أصبح عضوا فيه برئاسة الراحل هواري بومدين. ومع دعوته إلى الاضطلاع بمهمة وزير الشؤون الخارجية الجزائرية نشط عبد العزيز بوتفليقة الديبلوماسية إلى غاية 1979 وأمد بها الجزائر مكانة راقية وإشعاعا وتأثيرا جعل من الجزائر رائدة من بين دول العالم الثالث. أما تدخلاته على منبر الأممالمتحدة فكانت أياما مشهودة في تاريخ هذه المؤسسة الراقية خاصة وأن الجزائر كانت في مقدمة من كان يدعو إلى إرساء نظام دولي جديد وعادل. ومن بين هذه المحطات النيرة إفشال محاولة حصار الجزائر بعد تأميمها للمحروقات ومساعدة البلدان المستعمرة للانعتاق من الاستعمار والاعتراف بالجزائر ناطقا رسميا باسم دول العالم للمطالبة بنظام اقتصادي دولي جديد وإتاحة منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة لزعيم منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات ليلقي خطابه التاريخي حاملا في يده غصن الزيتون، وهي الصورة حلقت في العالم ألف مرة. وبعد ما سمي "عبور الصحراء" الذي دام لسنوات عاد بوتفليقة إلى الجزائر عام 1998 وأعلن عن قراره بالترشح للانتخابات الرئاسية كمرشح حر. تم انتخابه في 15 أفريل 1999 بأغلبية ساحقة في الوقت الذي كانت فيه البلاد فريسة للإرهاب الوحشي الذي استهدف زعزعة استقرار البلاد برمتها. ومنذ استلامه لمهامه أكد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إصراره على استتباب الأمن واسترجاع السلم والاستقرار للبلاد وكان الاستفتاء الذي اقترحه على مشروع الوئام المدني في 16 سبتمبر 1999 محطة هامة حيث حصل على نسبة 98 بالمائة من الأصوات. وكانت أولى الثمرات السياسية والاقتصادية للعهدة الأولى مشجعة للرئيس بوتفليقة للتقدم لعهدة ثانية من أجل الدفاع عنها وتثمينها واستكمال صورة مشروع مجتمع جديد منطلق من مفهوم المصالحة الوطنية وتعديل قانون الأسرة ومحاربة الرشوة ومواصلة الإصلاحات التي باشرها في جميع الميادين. المصالحة الوطنية تعتبر المصالحة الوطنية تحديا هائلا فتح الباب لعهد جديد للشعب الجزائري وهيأ له المناخ للإقلاع الاقتصادي والتنمية الاجتماعية والثقافية المنشودة. وقد استمد قانون 19 جويلية 1999 المتعلق بالوئام المدني أسسه من القرآن الكريم والحديث النبوي ومن العرف الشعبي القديم والحديث بما يحتويه من المعاني السامية المرتبطة بالكرم والتسامح. وقد أدى تطبيق هذا القانون إلى توبة آلاف المسلحين من الشباب الذين غرر بهم. وبعد انتخابه في 8 أفريل 2004 بأكثر من 85 بالمائة من الأصوات تقدم الرئيس بوتفليقة ببرنامج طموح لمواصلة تجسيد المشاريع المصيرية الكبرى التي انطلق فيها، لاسيما تدعيم التنمية الذي خصص له غلافا تجاوز 60 مليار دولار بالإضافة إلى برنامجين مخصصين للجنوب والهضاب العليا. مع سعر برميل البترول الذي بلغ أعلى مستوياته تمكنت الجزائر من ادخار احتياطي صرف يفوق 140 مليار دولار وهو الأهم في العالم العربي. على الصعيد الداخلي يظل طموح الرئيس بوتفليقة استرجاع السلم والأمن وتحسين إطار المعيشة وهو ما أصبح اليوم حقيقة معاشة. أما على الصعيد الخارجي فإن الجزائر قد وجدت مكانتها ودورها الريادي بين الأمم بتجاوز مأساتها مما أهلها لتحظى باحترام وتقدير المجموعة الدولية. بفضل الرئيس بوتفليقة تسترجع الجزائر مكانتها في العالم بفضل حكمته وبعد نظره استعادت الجزائر دورها الريادي الطبيعي في إفريقيا والمغرب والعالم العربي، وهي المكانة المستحقة بفضل التقدير الذي يحظى به وجهوده المكثفة. فبعد 10 سنوات من الغياب بفعل العشرية السوداء تعود الجزائر إلى دورها القاري في إطار الاتحاد الإفريقي والنيباد الذي يعتبر الرئيس بوتفليقة أحد مؤسسيه، على المستوى المتوسطي أبرمت الجزائر اتفاقا مع الاتحاد الأوروبي وأصبحت شريكا لمجموعة الثماني حيث أصبحت تشارك في قممها منذ عام 2000. وبالموازاة لم يدخر الرئيس بوتفليقة جهدا لإتاحة الفرصة لاستكمال البناء المغاربي. وكانت عودة السلم فرصة للرئيس بوتفليقة للشروع في برنامج واسع من الإصلاحات التي تجعل الجزائر تدخل بقوة في اقتصاد السوق والعودة إلى النمو والتنمية وتقليص المديونية الخارجية التي بلغت عام 2005 حوالي 19 مليار دولار بينما بلغت 40 مليار دولار عام 2000. وبعد الدفع المسبق لهذه الديون أصبحت تقارب 6 ملايير دولار عام 2006 قبل أن تتجه نحو الصفر عام 2008. عهدة ثالثة لإتمام الأشغال المنطلقة في عام 2008 لجأ الرئيس بوتفليقة إلى تعديل طفيف للدستور وفي 7 فبراير يستدعي الهيئة الناخبة قبل أن يعلن في 12 فبراير عن قرار الترشح للعهدة الثالثة في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 9 أفريل 2009. وبالرغم من الصعوبات التي اعترضت الجزائر إلا أن كل الأهداف المتوخاة من العهدتين السابقتين قد تحققت فقد كانت أولى تحديات الرئيس جمع الجزائريين وتثبيتهم في طريق السلم والأمن وإرساء أسس الإقلاع الاقتصادي وهو ما تم بالفعل وأصبح واقعا تعبر عنه المباني والطرقات والفوارق التي محيت بين الأرياف والمدن مما جعل الرئيس يظفر بعهدة ثالثة بأغلبية فاقت 95 بالمائة. إنجازات عشرية 1999 -2009 لا يمكن لأحد أن يشكك في الزخم الذي تعرفه الجزائر خلال العهدتين السابقتين وأوائل هذه العهدة الثالثة من خلال وضوح الأرقام المقدمة في كتاب عبد الكريم عبيدات. فالمؤلف يقترح لنا حصيلة رقمية مفصلة عن كل قطاع ولو أنه لا يمكن تلخيص هذا المجهود الجبار إلا أننا سنحاول على سبيل المثال لا الحصر أن نستعرض بعض ما ورد في هذا الفصل من الكتاب من تحليل حسب القطاعات. قطاع التربية تندرج تربية وتحضير الأجيال القادمة لمواجهة تحديات القرن الجديد ضمن أولويات العهدة الأولى وظلت تنفرد باهتمام فخامة رئيس الجمهورية خلال العهدة الثانية وكدليل على هذا الاهتمام المتزايد خصص البرنامج الخماسي 2004- 2009 لهذا القطاع غلافا ماليا قدره 200 مليار دينار سمح للقطاع في ظرف قياسي أن يخطو خطوات عملاقة في ما يخص الهياكل المنجزة على مستوى التراب الوطني إضافة إلى توظيف وتكوين القدرات البشرية للقطاع. وقد شهدت هذه الفترة إنجاز البرنامج الآتي: 178 مطعم جديد 883 نصف داخلي 112 ثانوية جديدة 463 ثانوية 1209 متوسطة 1520 مدرسة ابتدائية وتترجم إصلاحات القطاع عن طريق المؤشرات التالية: تمدرس أكثر من 98 بالمائة من الأطفال في سن 6 سنوات نسبة نجاح في الباكلوريا تفوق 55 بالمائة مقابل 34 بالمائة عام 2001. استقبال 8.064.000 تلميذ بزيادة تقدر ب 5.4 بالمائة بالنسبة للعام السابق تدعيم التأطير البيداغوجي بأزيد من 23.000 معلم جديد. التعليم والتكوين المهنيين استفاد قطاع التعليم والتكوين المهنيين بمجهود مالي معتبر سمح بتعزيز هياكله القاعدية ومجالات التكوين المقترحة مما جعل القطاع يعرف إصلاحات عميقة فقد ارتفعت المخصصات المالية للقطاع من 4 مليارات دينار عام 1999 إلى 26 مليار دينار عام 2009. وقد أدت هذه الإصلاحات إلى تحسين وسائل وقدرات القطاع فعدد مؤسسات التكوين ينتقل من 492 في 1999 إلى 10.305 عام 2009 و116 مؤسسة في طور الإنجاز طاقة الإيواء تنتقل من 29.000 سرير عام 1999 إلى 45.000 سرير عام 2010. عدد المتربصين تضاعف عدة مرات حيث انتقل من 270.000 عام 1999 إلى 13.4000 عام 2010. عدد المعلمين انتقل من 9.150 عام 1999 إلى 13.400 عام 2008 عدد الخريجين كان 86.400 عام 1999 وأصبح في السنة التربوية الأخيرة إلى أكثر من 174.000 خريج. توفير تكوين مكيف لحاجيات النساء الماكثات في البيت شمل حوالي 25.000 مستفيدة إضافة إلى 60.000 امرأة في الوسط الحضري. التعليم العالي كانت ضرورة ترقية البحث العلمي وإعطاء الجامعة الجزائرية المكان المركزي الذي تساير به حركية التنمية الوطنية دائما على لسان رئيس الجمهورية وفي خطاباته. وقد ترجمت هذه الخطابات إلى إنجاز للهياكل القاعدية لا سابق لها في تاريخ الجزائر المستقلة. وقد تطلب تمويل برنامج هذا القطاع للفترة ما بين 2005 و 2009 أكثر من 260.000 طالبا جديدا 64 بالمائة منهم بنات. وهو ما حمل عدد الطلبة إلى 1.160.000 مقابل 466.000 طالبا بالنسبة للدخول الجامعي 1999- 2000. 18 عدد المؤسسات الجامعية انتقل من 53 في 2000 في 2008 19 عدد الشهادات الجامعية انتقل بدوره من 65.000 في 2000 إلى 141.000 في 2008. 20 قدرات الاستقبال تطورت هي كذلك ب 295.000 مقعد بيداغوجي و165.000 مقعد. 21 تعداد سلك الأساتذة انتقل من 17.780 في 2003 إلى 31.703 في عام 2008. 22 الجزائر هي البلد الوحيد في العالم الذي يضمن الإيواء لأكثر من 50 بالمائة من الطلبة ويقدم منحا دراسية لأكثر من 80 بالمائة منهم. المؤسسات الجامعية الأساتذة الشهادات الجامعية الطلبة 2000 53 2000 17.780 65.000 466.000 2008 62 2008 31.703 141.000 1.160.000 الموارد المائية من بناء السدود ومحطات تحلية مياه البحر وتطوير تسيير توزيع الثروة المائية إلى تحويل المياه من عين صالح إلى تمنراست على مسافة تفوق 740 كلم وإطلاق مشروع تحويل المياه من الجنوب إلى الهضاب العليا...كلها تحديات حقيقية حققها هذا القطاع الحيوي خلال العهدة الثانية للرئيس بوتفليقة، وهناك مشاريع أخرى انطلقت وهي الآن قيد الإنجاز أو على وشك الاستلام. ومن ثمرات هذه القفزة أن 93 بالمائة من البيوت قد تم تزويدها بالماء الشروب عام 2008. وبفضل الإنجازات المحققة في هذا القطاع انتعش قطاع الفلاحة وأصبحت ندرة المياه من الماضي. وبلغ الغلاف المالي المخصص لهذا البرنامج حوالي 393 مليار دينار.فيما يتعلق بالسدود لم تكن الجزائر تملك إلا 44 سدا عام 2000 أم اليوم فقد وصل العدد إلى 72 سدا. الشغل الحماية الاجتماعية كان الضغط الاجتماعي المتولد عن ازدياد البطالة الشغل الشاغل للرئيس بوتفليقة عبر بعض التدابير التحفيزية لإنشاء مناصب الشغل عن طريق تدعيم جهاز إنشاء المؤسسات الصغيرة. وقد أدت هذه النتائج القيمة إلى انخفاض معدل البطالة الذي كان يناهز 11 بالمائة عام 2008 مقابل 30 بالمائة عام 1999 . هذه السياسة الراشدة تجاه الشباب سمحت خلال الفترة الممتدة ما بين عام 1999 و 2008 تمويل 94000 مشروع تولد عنه 2.600.000 منصب شغل مباشر. في ما يتعلق بدعم القدرة الشرائية تضاعف الحد الأدنى الوطني المضمون للأجور بين 1999 و 2008 من 6000 دينار إلى 12000 دينار وها هو اليوم قد بلغ 15000 دينار.أما في ما يخص التشغيل فقد سجلت القترة ما بين 2004 و 2007 لوحدها أكثر من 3.1 مليون منصب شغل. الصحة وإصلاح المستشفيات يسمح تحليل حصيلة قطاع الصحة خلال العهدة الثانية باستنتاج بعض المؤشرات الدالة على النجاعة في تحسين ظروف استقبال المرضى ونوعية التكفل بهم في المؤسسات الاستشفائية. وقد شهدت هذه الفترة فتح مستشفيات جديدة مجهزة بأحدث الأدوات التكنولوجية واقتناء التجهيزات للهياكل الصحية في المناطق النائية. وكانت هذه إحدى المحاور الرئيسية للإصلاح في هذه الفترة إذ بالنسبة لهذه الفترة ما بين 2005 و 2009 فقط استفاد قطاع الصحة ب 244 مليار دينار من الاستثمارات العمومية لإنجاز 800 هيكل من بينها: 20 مستشفى يحتوي على أكثر من 200 سرير 70 مستشفى بأقل من 100 سرير 260 مستشفى ومركز مختص 133 عيادة متعددة الخدمات و 215 مركز صحي وقد عرف السلك الطبي أيضا نموا يقارب 70 بالمائة خلال هذه العشرية وقد انتقل من 21000 ممارس صحي في 1999 إلى 35000 لهذه السنة. ومن الضروري أيضا أن نبين أن عدد أسرة المستشفيات العمومية قد ارتفع منتقلا من 54000 عام 1999 إلى 68000 عام 2008. وهي الزيادة التي تعادل ما أنجزته الجزائر من مستشفيات منذ الاستقلال إلى غاية 1998. العدالة كان شعار العدالة هي العمود الفقري لدولة القانون تذكير وتدعيم من قبل رئيس الجمهورية خلال مختلف لقاءاته مع القضاة. ولكونها قناعة أكثر مما هي شعار فقد ترجمت بإصلاح عميق لجهاز القضاء وممارساته في كل ربوع البلاد. خلال العهدة الثانية تمت المصادقة على تعديلات هامة في قانون العقوبات وقانون الأسرة والقوانين الأخرى المتعلقة بحماية المستهلك وقمع كل أشكال التهرب والغش. النقل لقد عمد رئيس الجمهورية إلى تعبئة وسائل هائلة لدعم هذا القطاع الحيوي. فقد شهد المخطط الخماسي 2004- 2009 انطلاق أكبر المشاريع للطرق السريعة لم تشهدها البلاد منذ الاستقلال. ويعد الطريق السيار شرق غرب أحد معالم التنمية الاقتصادية ومن بين الورشات الضخمة لهذه الفترة. كما استفاد النقل بالسكك الحديدية هو الآخر من استثمارات غير مسبوقة باقتناء تجهيزات حديثة وتنافسية مع إنشاء خطوط جديدة على مستوى جميع التراب الوطني. كما أصبح استلام الأجزاء الأولى من ميترو الجائر واقعا بعدما ظل منذ مدة ضربا من ضروب الخيال مثله مثل الترامواي الذي توشك أشغاله على الانتهاء في العاصمة ووهران وقسنطينة في حين أعيد إشغال التيليفريك في جميع المدن الكبرى. السكن والعمران لا شك أن الحياة الكريمة ترتبط ارتباطا وثيقا بالسكن ومن هنا فقد اعتبر أحد الأولويات الكبرى للبرنامج الرئاسي فقد عبأ القطاع خلال الفترة ما بين 2004 و2009 تمويلا هائلا من الدولة للاستجابة للطب المتزايد على السكن مع التركيز على استئصال البناء القصديري من أجل استعاد الوجه المشرق لمدننا. وقد جاء تشكيل الآلاف من المجمعات العمرانية وشبه العمرانية وتشجيع البناء الريفي ليؤكد الجهود المبذولة والتزام رئيس الجمهورية في هذا المجال فقد تم إنجاز 1.5 مليون وحدة سكنية منذ 2004 في حين لا تزال 500.000 أخرى في طور الإنجاز. وقد بلغ تمويل هذا القطاع أكثر من 555 مليار دينار. البريد وتكنولوجيات الاتصال لقد تعرض قطاع البريد وتكنولوجيات الاتصال لعدة إصلاحات التي ترمي إلى تحديثه المتواصل الذي يمكن البلاد من بلوغ مستوى مجتمع المعرفة في القرن الواحد والعشرين. وبهذا الخصوص تمت بلورة مخطط استراتيجي وطني لبلوغ هذه الأهداف في غضون عام 2013 . وقد كان للاستثمارات التي انطلقت كما للاستثمارات التي برمجت من أجل توسيع وتطوير الوسائل التقنية الخاصة آثارها على تحسين شبكة الاتصالات (البريد، الهاتف النقال، الأنترنيت، وسائل الدفع الإلكتروني). وقد أصبحت المراكز البريدية تستقبل 10 ملايين زبون مقابل 5 ملايين فقط عام 2005. كما تم ربط 3000 مكتب بريدي بشبكة الدفع الإلكتروني مقابل 900 عام 1999. - إنشاء أكثر 400 موزع إلكتروني للأوراق النقدية مقابل 110 عام 1999. - بلغت شبكة الألياف البصرية اليوم 66.000 كلم مقابل 7000 عام 1999. - 12.705 محطة قاعدية على المستوى الوطني من أجل تغطية أحسن لشبكة الهاتف النقال وقد بلغت التغطية مستوى أكبر المعايير الدولية. خلاصة هكذا تعرف الأمة برجالها العظماء هذا الكتاب الذي يصفه مؤلفه بالمرجع سيجد فيه القارئ مهما كان مستواه كما هائلا من المعلومات والصور التي لم يسبق أن رآها تتعلق ببوتفليقة الرجل، المجاهد، الديبلوماسي، السياسي ورجل الدولة الفذ. ومن هنا فإن الكتاب يستحق أن ينال نجاحا عظيما عند صدوره خاصة لدى الشباب الذي يتهدده خطر فقدان المعالم مما يجعله في حاجة إلى أن يستأنس برجاله العظام من طينة عبد العزيز بوتفليقة الذي يتميز بمسار يدعو إلى الفخر والاعتزاز لدى الأجيال كما تعتز الأمة اليوم بثورتها العظيمة.