تعرف معاصر الزيتون ببومرداس طلبا كبيرا من المزارعين و العائلات على خدماتها التحويلية رغم أن حملة جني الزيتون لا تزال في منتصفها و هي ظاهرة لم يشهد لها مثيل منذ سنوات حسبما أفاد به عدد من مسيري المعاصر. وأوضح مصدر من المصالح الفلاحية بأن الولاية تتوفر على 37 معصرة لم تستطع إلى حد الساعة تلبية كل الطلبات لكثرتها مما أضطر البعض منها إلى مضاعفة عدد العمال أو تجنيد 3 فرق عمل على مدار 24 ساعة عند البعض الأخر. ورغم كل هذه الجهود يضيف المصدر لا تتمكن معظم هذه الوحدات التحويلية من تقليص مدة انتظار الزبائن إلى وقت معقول حيث يجبرون إلى الانتظار لأكثر من 30 يوما وما فوق حتى يتسنى لهم الحصول على زيت الزيتون المستخلصة من منتجهم. وأرجع نفس المصدر هذه "الظاهرة الإيجابية" إلى عامل الإنتاج "الوفير" من الزيتون مع بداية الموسم حيث تم بعد زهاء شهر من انطلاق حملة الجني إنتاج 480 ألف لتر من زيت الزيتون بمعدل 19 لتر في القنطار الواحد جراء عصر زهاء 60 ألف قنطار من الزيتون . و تم جني يضيف المصدر زهاء 124 ألف قنطارا من الزيتون بمعدل مردود يقدر ب 25 قنطار في الهكتار الواحد في مساحة مزروعة منتجة تناهز الخمسة آلاف هكتارا من أصل مساحة إجمالية مزروعة تناهز السبعة ألاف هكتارا. و انعكس هذا الإنتاج الوفير على أسعار زيت الزيتون المتداولة سواء في الأسواق أو عند العائلات المسوقة مباشرة لمنتجها حسبما لوحظ حيث أصبحت في الآونة الأخيرة تتراوح ما بين 350 دج و 400 دج للتر الواحد بعد أن تجاوزت السنة الفارطة 450 دج و حتى 550 دج. و يرتقب حسب نفس المصدر تحقيق هذا الموسم بعد استكمال حملة الجني إنتاج "قياسي" من مادة زيت الزيتون الحيوية بزهاء مليوني لتر بارتفاع كبير عما سبقه من الإنتاج في السنتين الأخيرتين. و يتوقع كذلك أن تعرف الكمية المرتقب إنتاجها من مختلف أنواع الزيتون حسب نفس المصدر "تحسنا كبيرا" كذلك مقارنة بالسنوات الأخيرة حيث سيتم تجاوز سقف 140 ألف قنطار بمردود يتراوح 20 أو 21 قنطار في الهكتار الواحد. وأرجع ذات المصدر هذا التحسن في الإنتاج إلى جملة من العوامل أهمها التحكم الجيد في إبادة الحشرات المضرة بالزيتون و على وجه الخصوص حشرة "داكوس" من خلال الاستعمال الجيد و العقلاني للمبيدات و محاربتها في الوقت المناسب و سقوط الأمطار في وقت مبكر من الموسم و في فترات مناسبة للمنتج و بالكمية الضرورية. وتجدر الإشارة إلى أن زراعة الزيتون ببومرداس التي يغلب على معظمها الطابع العائلي في الزراعة و الإنتاج يكثر تواجدها بالمناطق الجبلية وعلى وجه الخصوص بجبال بلديات بني عمران الأكثر شهرة وأعفير و تاورقة و سوق الحد و شعبة العامر.