اعتبر الخبير في مجال النفط مراد برور، أن البلاد لم تحسن استغلال و اكتشاف حقولها النفطية جيدا خلال السنوات الماضية بإتباعها سياسة استثمارية فاشلة في المجال ، مضيفا أن الاقتصاد الوطني حاليا يدفع نتائج فشل هذه السياسة، في الوقت الذي كانت فيه الجزائر مؤهلة لأن تكون في مصاف الدول الكبرى على مستوى السوق العالمية. و استنكر برور على هامش إحياء الذكرى الثانية و الأربعين لتأميم المحروقات المنظمة من طرف شركة" امارجي" و التي أقيمت بفندق الشيراطون بالعاصمة التهويل الإعلامي الذي مارسته بعض الصحف الوطنية في معالجة القضية التي مست أول مجمع طاقوي "سوناطراك" والتي تهدف حسبه إلى ضرب الصالح العام للاقتصاد الوطني، داعيا في السياق عدم تبني احتمالات ربط قضايا الفساد بهذه المؤسسة لأنها في الأخير تبقى مؤسسة مثلها مثل باقي المؤسسات المتواجدة على مستوى القطر الوطني، سيما و أنها تعتبر عمود الاقتصاد الوطني وركيزة أساسية تستند على عائلاتها البلاد. مضيفا أن أهداف بعض الأطراف من هذا التضخيم هو تخفيض الإنتاج في قطاع المحروقات. من جانبه صرح الخبير الاقتصادي توفيق حساني بالمناسبة، أن سوناطراك لم تحقق الأهداف التي سطرتها عند تأميم المحروقات مرجعا ذلك إلى تضارب السياسات المنتهجة في إدارتها، وفي ذات السياق أضاف خبير النفط ، أن أهم الإجراءات التي يحتاجها قطاع الطاقة حاليا بالجزائر تتمثل أساسا في تبني استراتيجية عمل جديدة من خلال إعادة الهيكلة الداخلية للمجمع و اعتماد دراسات معمقة بخصوص المتعاملين الأجانب قبل توقيع عقود عمل طويلة الأمد. وفي الصدد ذاته، تطرق جل المشاركون من الإطارات القدامى بمجمع سوناطراك على الامكانيات الضخمة التي تتوفر عليها المؤسسة بالرغم من جمل الانتقادات التي طالتها خلال الفترة الأخيرة ،معتبرين في ذات الإطار أن الأزمة الأخيرة لن تؤثر على المكانة التي تتواجد عليها الشركة الجزائرية ، سيما و أنها تستعد لتجديد عقود العمل. كما دعا من جهته الإطار السابق بسوناطراك حسان صاحبي، في حديثه عن الانخفاض الذي شهده الطلب على الغاز ،على مستوى السوق الأوروبية بالرغم من مستويات الإنتاج الحالية الايجابية التي سجلت في 2012 ، والتي بلغت حدود 500 مليون برميل سنويا، ابتداء من فرنسا التي خفضت طلبها نحو السوق المحلية بداية العام الجاري بنسبة 2 بالمائة، دعا الى ضرورة تفادي هذا النوع من التراجع من خلال العمل على المحافظة على الإنتاج بنسبة 1 بالمائة كأقل تقدير. وعلى صعيد مغاير اختلفت أراء الخبراء فيما يخص مباشرة استغلال الغاز الصخري في ظل افتقاد الجزائر لدراسات واستراتيجيات محكمة في ذات الميدان، خاصة وان الجزائر تستعد للاستثمار في نوع اخر من الطاقة والمتمثل في الطاقات المتجددة والبديلة، في ظل توقعات تسجيل تراجع في أسعار البترول، مضيفا في السياق ذاته أن الغاز الصخري ليس الأولوية الحالية للجزائر، منوها على الدراسة الجيدة التكنولوجيات الحديثة المستعملة في استغلال هذا الغاز للمباشرة في عملية الاستغلال، وذلك على المدى المتوسط والبعيد.