أوضح مدير مؤسسة "مسرح أفارس"، المخرج "جون كيرسي"، أمس الأول، أنه سيتم عرض مسرحية "الحوار" المستوحاة من عمل "جيريمان تيون"، التي قام بإخراجها، بالعاصمة الفرنسية باريس، الأربعاء المقبل، بمبادرة من هذه المؤسسة المسرحية. وتناول العمل، صفحة مجهولة من حرب التحرير الوطني، سيما محاولة "جيرمان تيون" إقامة حوار بين الحكومة الفرنسية، وجبهة التحرير الوطني، من اجل وضع حد لدوامة العنف، التي ميزت تلك الحقبة الدامية من حرب الجزائر، والمتمثلة في "معركة الجزائر" سنة 1957، وأضاف ذات المصدر، أن العمل يظهر "جيرمان تيون" خلال فترة الممتدة من 1954 إلى 1957، وكذا نهاية التسعينات، حيث شهدت الجزائر موجة من الاعتداءات الإرهابية، و قد تم اقتباس العمل على الخشبة، مع الحفاظ على اكبر قدر ممكن من الوفاء لكتابات تيون. وتابع "كيرسي" انه "لم يتم تغيير إلا أسماء بعض الأشخاص، وظروف التقائهم، وجزء من تاريخهم الشخصي، وذلك حتى لا نجحف في حق أشخاص، ما زالوا على قيد الحياة، والذين قد لا يجدون أنفسهم في الاقتباس المسرحي"، مبرزا أنه قد تم اتخاذ قرار الوقوف إلى جانب وجهة نظر "جيرمان تيون"، دون البحث عن تبني تلك الخاصة بفاعلين آخرين في النزاع الفرنسي الجزائري، وأكد في السياق ذاته، أن العرض ينبغي أن يسمح للجمهور بفهم تسلسل الأحداث التاريخية المعقدة، وغير المعروفة لتلك الحقبة الاستعمارية. للإشارة تم اقتباس مسرحية "الحوار" من نصوص "جيرمان تيون"، التي صدرت في منشورات "تيريزياس" تحت عنوان "الأعداء الإضافية"، وأعيد إصدارها مع نصوص أخرى، من قبل منشورات "لوسوي" تحت عنوان "معارك الحرب و السلام"، ولعبت "جيرمان"، دورا هاما خلال حرب الجزائر حيث كافحت بكل قوة ضد البؤس الذي فرضه النظام الاستعماري على السكان الجزائريين، ونددت بشدة بأعمال التعذيب، والقتل العشوائي، الذي كان يمارسه الجيش الفرنسي ضد مناضلي جبهة التحرير الوطني.