برمجت دور النشر الفرنسية إصدار أكثر من مائة عنوان، بمناسبة الذكرى الخمسين لانتهاء ''حرب الجزائر''، تتراوح بين كتب التاريخ والرواية وكتب الأطفال، تتمحور مواضيعها حول الذاكرة والاستعمار بصفة عامة، وكثير منها يسير وفق منحى فضح تجاوزات الجيش الفرنسي في الجزائر، على شكل اعترافات لقدماء المحاربين، في وقت لم يصدر أي عنوان عن دور النشر الجزائرية لحد الآن. قامت مجلة ''ليفر إيبدو'' أول أمس، بجرد عدد العناوين التي شرعت دور النشر الفرنسية في إصدارها، بداية من جانفي الفارط، وإلى غاية جوان القادم، والتي تخص ''حرب الجزائر''، وبلغت مائة وخمسة عشرة عنوان تصدر عن عدد من دور النشر الفرنسية، في الوقت الذي لم يصدر عن دور النشر الجزائرية إلى حد الآن أي عنوان. قال فرانسوا جيز، إن منشورات ''لاديكوفيرت'' التي يشرف عليها، تلقت عشرات المخطوطات لقدماء محاربي ''حرب الجزائر''، الذين كتبوا مذكراتهم للبوح بما عايشوه في الجزائر خلال تأديتهم للخدمة العسكرية''. وأضاف جيز في تصريح للمجلة الفرنسية: ''إن ذاكرة قدامى المحاربين الفرنسيين في الجزائر تعرضت للطمس، ولم تكن موضوعا قابلا لحديث حتى في الأوساط العائلية''. وتتصدر شهادات الفاعلين التاريخيين والجنود الفرنسيين قائمة المؤلفات التي تتناول ''حرب الجزائر'' من الجانب الفرنسي. ومن بين أهم الفاعلين الذين تنشر شهادتهم للتعبير عن فظاعة الحرب التي أجبروا على خوضها ضد الشعب الجزائري، جنود عاديين دوّنوا مذكراتهم خلال الأحداث الفظيعة. ويغلب طابع الاعتراف على مجمل ما سوف ينشر. وضمن هذا التوجه العام تصدر منشورات ''روبير لافون'' هذه الأيام كتابا بعنوان ''حرب الجزائر: شبان عاديون في مواجهة غير المسموح به''. وعن منشورات ''لاديكوفيرت'' يصدر كتاب ضخم للمؤرخ بنيامين ستورا بعنوان ''تاريخ الجزائر في القرنين التاسع عشر والعشرين''. كما يُصدر ستورا عن منشورات ''لوسوي'' كتابا بعنوان ''حرب الجزائر للجميع''. وفي شهر أفريل القادم تصدر ''لاديكوفيرت'' كتابا كبيرا بعنوان ''تاريخ الجزائر في الحقبة الاستعمارية بين 1830 و.''1962 ويضم مساهمات أكثر من ثمانين مؤرخا من بينهم جزائريين وفرنسيين وأنجلو سكسونيين، ومن بينهم المؤرخة سيلفي ثينولت التي أصدرت حديثا عن منشورات ''أوديل جاكوب'' كتابا جديدا بعنوان ''العنف العادي''، تطرقت فيه إلى ممارسات التعذيب خلال مرحلة حرب التحرير. وتعد سيلفي ثينولت من بين المؤرخين الفرنسيين القلائل الذين أدخلوا تعبير ''حرب الاستقلال'' بدل ''حرب الجزائر'' في كتاباتها. وفي نفس السياق، يصدر للصحفية ناتالي فيناس، خلال شهر مارس القادم، عن منشورات ''ستوك''، كتابا بعنوان ''مركز لودي.. الجزائر 1954 - ''1962 تناولت فيه مأساة الأقدام السوداء الذين ساندوا الجزائريين في نضالهم ضد الاستعمار. أما الصحفي غيوم زيلر، وهو حفيد الجنرال أندري زيلر الذي قاد انقلاب الجنرالات ضد الجنرال ديغول سنة 1961، فسيصدر له في أفريل القادم عن دار ''تالوندييه'' كتاب بعنوان ''5 جويلية 1962المذبحة المنسية''.