أعلنت الحكومة التركية رسميا، تقديم رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو اعتذارا لتركيا خلال إجرائه مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان. وأكدت الحكومة قبول أردوغان باسم الشعب التركي اعتذار نتنياهو عن الهجوم على سفية مرمرة، وأضافت الحكومة في بيان رسمي صدر عنها أمس في أنقرة أن نتنياهو وأردوغان اتفقا في موضوع دفع التعويضات لأهالي الضحايا الذين سقطوا في الهجوم في وقت اتفقا فيه أيضا على أن لا تتحمل أي جهة مسؤولية الهجوم قانونيا، وأوضحت الحكومة أن نتنياهو أبلغ أردوغان عن سماح إسرائيل باستمرار تدفق البضائع والسلع الغذائية إلى الأراضي الفلسطينية دون توقف ما دام الهدوء مستمرا الأمر الذي يعني أن الحظر المفروض على قطاع غزة قد تم رفعه، وبناء على ذلك تكون الحكومة الصهيونية قد وافقت على شروط الحكومة التركية التي اشترطت من أجل إعادة العلاقات بين البلدين في وقت تنتظر فيه الأوساط المختلفة مزيدا من التفاصيل حول ذلك، وكشفت الحكومة في بيانها أيضا أن نتنياهو أفاد في المكالمة الهاتفية التي أجراها أن العملية اشتملت على عدد من الأخطاء بعد التحقيقات التي أجريت في الحادثة، ولفتت إلى أن أردوغان أكد لنتنياهو على عمق العلاقات بين الأتراك واليهود مشددا على ضرورة أن تشهد المنطقة حلا دائما للقضية الفلسطينية ليسود الأمن والسلام الدائم وفي ردود الأفعال على حادثة الاعتذار أكد رئيس البرلمان التركي جميل تشيتشك أن الاعتذار الصهيوني تطور إيجابي معربا عن سعادته لذلك، وتمنى تشيتشك لو لم تقع الحادثة وتسبب آلاما وأحزانا مشددا على ضرورة أن لا تقع أحداث مشابهة لهذه الحادثة في المستقبل، في الشأن ذاته، أكد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، أن الاعتذار الصهيوني لتركيا عن الاعتداء الذي قامت به القوات الإسرائيلية على سفية "مافي مرمره" في العام 2010، جاء بعد إصرار تركيا على مواقفها ورفضها إعادة العلاقات بين البلدين لطبيعتها دون الاعتذار ودفع التعويضات ورفع الحصار عن فلسطين، جاء ذلك في مقابلة تلفزيونية للوزير التركي بثت قناة محلية وتطرق فيها للحديث عن الموقف الصهيوني الأخير في قضية الاعتداء المذكور والتي أوضح فيها أن الاتصال الهاتفي الثلاثي الذي جمع بين رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان والرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو تم بعد الاتفاق على نص بيان مشترك حول هذا الشأن، وتابع الوزير التركي قائلا "كان إصرارانا بصفة خاصة على رفع الحصار الذي يضرب كل فلسطين"، موضحا أن بلاده اتخذت في هذا الموضوع موقفا مبنيا على مبادئ وأن إسرائيل شعرت بالعزلة الدولية بعد هذا الحادث، ولفت أوغلو إلى أن جميع مطالب تركيا تحققت وأنها أخذت كل ما تريد من الجانب الصهيوني بعد اعتذار رئيس الحكومة الصهيوني .