تشارك رابطة الجامعات الإسلامية، في الملتقى الدولي حول الفكر الإصلاحي عند الإمامين عبد الحميد بن باديس، وبديع الزمان سعيد النورسي، الذي ينعقد بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة، يومي ال17 وال18 من الشهر الجاري، برئاسة الدكتور عبد الله بوخلخال رئيس الجامعة. وأوضح الدكتور جعفر عبد السلام الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية، ورئيس وفد الرابطة المشارك في المؤتمر، أن هذا الأخير يمثل أهمية كبرى للعالم العربي والإسلامي، خصوصا بعد ثورات الربيع العربي، والتحديات التي تواجه الدول العربية، التي تحتاج إلى الفكر الإصلاحي الذي خلفه المصلحون والمجددون من أبنائها، وعلى رأسهم الإمامان عبد الحميد بن باديس، وبديع الزمان سعيد النورسي، من أجل إعادة بنائها على أسس سليمة، مشيرا إلى أن الرابطة ستشارك في هذا المؤتمر بنخبة من كبار علمائها وخبرائها. وقال الدكتور عبد الله بوخلخال رئيس الملتقى، إن ثنائية الاستدمار والتغريب، التي اجتاحت العالم العربي والإسلامي بعد النهضة الصناعية، جعلت من الإصلاح ضرورة ملحة لعدة أسباب، منها أن التراث الفكري والموروث الديني والاجتماعي للمسلمين، الذي تعرض لكثير من عمليات التشويه من قبل بعض الجماعات، ما ولد حاجة ماسة لتجديد وإصلاح هذه المكونات وإعادتها إلى جادتها، وشدد على أن هذه الثنائية شكلت خطرا حقيقيا بات يهدد الكيان المادي والمعنوي للمسلمين، من خلال شعارات غربية براقة مفادها أن المد الحضاري الغربي، لا يستهدف الكيان المادي والمعنوي للمسلمين، وإنما يهدف إلى إشاعة ثقافة التنوير بينهم، لكي يلتحقوا بالركب الحضاري الغربي ولا يبقون عنصرا مهملا على هامش التاريخ. وأوضح الدكتور محمد بوالروايح نائب مدير جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، والمنسق العام للملتقى، أن هذا الأخير يستهدف القراءة الواعية لأعمال ابن باديس وبديع الزمان النورسي، في مجال الإصلاح، وبيان أوجه التأثير والتأثر، والعمل من خلال الاستفادة من تجربتهما في مجال الإصلاح، في توحيد جهود العالم الإسلامي، من أجل التعاون في مجال الإصلاح، وجعله أولوية الأولويات لمواجهة موجات التغريب والغزو الثقافي وغيرها من الحركات الهدامة. وأشار أن محاور الملتقى، تدور حول مفهوم الإصلاح ومصادره عند ابن باديس وبديع الزمان النورسي، ودوافع الإصلاح، مقاصده ووسائله ومجالات الإصلاح عند الإمامين ابن باديس والنورسي. وأوضح الدكتور محمد بوالروايح، أنه سيشارك في الملتقى مائة شخصية من كبار علماء الأمة، من عدة دول، من بينها مصر، المغرب، العراق، المملكة العربية السعودية، فلسطين، الأردن، والجزائر، وتونس، وتركيا وغيرها.. تجدر الإشارة إلى أن جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بالجزائر هي عضو المجلس التنفيذي لرابطة الجامعات الإسلامية، وتم اختيارها من أفضل مؤسسات التعليم العالي في الوطن العربي الداعمة للمسؤولية الاجتماعية والنشطة في مجال الندوات والمؤتمرات واللقاءات العلمية.