تحتضن جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بمدينة قسنطينة، ملتقى دولي حول "الفكر الإصلاحي عند الإمامين عبد الحميد بن باديس، وبديع الزمان سعيد النورسي"، وذلك يومي 16 و 17 من شهر أفريل المقبل. ويرأس الملتقى رئيس جامعة الأمير عبد القادر، الدكتور عبد الله بوخلخال، وينسق أشغاله نائب رئيس الجامعة الدكتور محمد بوالروايح. وقال الدكتور عبد الله بوخلخال، في تصريح صحفي، أنه ليس صحيحا الاعتقاد الشائع عند بعض الفلسفات الإصلاحية الراديكالية، التي تعتبر الإصلاح ثورة على كل ما هو قائم، وإحداث تغيير جذري يشمل كل المنظومات القائمة، الدينية، الاجتماعية الاقتصادية، والسياسية، لأن المفهوم الراديكالي للإصلاح يتعارض مع الإصلاح من حيث مبناه اللفظي ومؤداه الوظيفي، ويضيف المتحدث أن الأصح هو الاعتقاد بأن الإصلاح هو إعادة الأمور إلى حالتها الطبيعية، وذلك بإزالة كل الشوائب، وهذا هو المفهوم الصحيح والواقعي والعقلاني للإصلاح الذي تكرسه مناهج الإصلاح الاجتماعي على وجه العموم، ومناهج الإصلاح الديني على وجه الخصوص. وأشار إلى أن ثنائية الاستعمار والتغريب التي اجتاحت العالم العربي والإسلامي بعد النهضة الصناعية، جعلت من الإصلاح ضرورة ملحة لعدة أسباب منها، أن التراث الفكري والموروث الديني والاجتماعي للمسلمين تعرض لكثير من عمليات التشويه من قبل بعض الجماعات الدينية، ومن هنا كانت هناك حاجة ماسة لتجديد وإصلاح هذه المكونات وإعادتها إلى جادتها. كما أوضح في ذات التصريح بأن هذه الثنائية شكلت خطرا حقيقيا طفق يهدد الكيان المادي والمعنوي للمسلمين، من خلال شعارات غربية. براقة، مفادها أن المد الحضاري الغربي، لا يستهدف الكيان المادي والمعنوي للمسلمين، وإنما يهدف إلى إشاعة ثقافة التنوير بينهم، لكي يلتحقوا بالركب الحضاري الغربي ولا يبقو عنصرا مهملا على هامش التاريخ.