تميز اختتام المهرجان الثقافي الأوروبي 14 الذي نظم في الجزائر شهر ماي، بكل من وهران و عنابة بتنوع كبير في الطبوع الفنية، إضافة إلى الدعوة المعتادة لاكتشاف أنواع موسيقية تقليدية لكل من أوروبا و حفلات الجاز. و قد نظم هذا الموعد الذي أصبح مألوفا بالنسبة للساحة الثقافية بالعاصمة، بقاعتين نظرا للعدد الهائل من الجمهور الذي قدم لحضور العروض الموسيقية (الفلكلور و العصري أو كليهما معا)، و الرقص و المسرح من تقديم 16 بلدا أوروبيا مشاركا في هذه الطبعة. و يشارك الفن الرابع لأول مرة في هذا المهرجان، من خلال العرض الذي قدمته الفرقة البريطانية "انغليش ثياتر كومباني"، و هي مسرحية تربوية موجهة لترقية و تسهيل تعلم اللغة الانجليزية. و من جهته مثل عرض مسرحية "الاقنعة" للمخرجة مونيك لونبل وفد والوني-بروكسيل، من خلال عرض عصري لاكتشاف العالم اللاعقلاني من خلال سلسلة طويلة من الأقنعة بثت عن طريق الفيديو. كما كان الجاز حاضرا في هذا المهرجان، مستمدا من أصوله التي تعود لسنوات الثلاثينات مع عصرنه بعض الشيء مثلما قدمه نافخ البوق الايطالي فلافيو بولترو. كما قدمت الطبوع الموسيقية التقليدية التي أصبحت على مدار السنين طابعا موسيقيا للمهرجان بكل أنواعها، مثل العرض الذي قدمته سيلفيا بيريز كروز و خافي كولينا تريو (إسبانيا) في شكل رحلة موسيقية متنوعة اسبانية و افريقية-كوبية و مكسيكية. و هذا ما تميزت به أيضا المطربة اليونانية ايلي باسبالا، التي عرفت كيف تمزح من خلال صوتها القوي الموسيقى الشعبية الهادئة و الأصلية لبلدها، مع أصوات الجاز. و من جهته أبدع المطرب البرتغالي غوستافو في أدائه الفادو و هي موسيقى تقليدية لبلده خلال حفل ابتهج له الحضور. من جهة أخرى شهد هذا المهرجان الذي نظم تحت شعار "حوار الثقافات" مشاركة فنانين أوروبيين رفقة موسقيين جزائريين، على غرار فرقة جماوي أفريكا و المطربة البولونية ماريا بوميناوسكا، الذين نشطوا حفلا امتزجت فيه الطبوع الموسيقية لكلا البلدين. كما أبرزت المطربة سعاد عسلة التقاليد و العتاد الخاصة بمنطقة الصحراء الجزائرية، خلال حفل تميز بمضمون أصيل و جمالية عصرية.