· مترشحون يقاطعون الامتحانات ويرفضون التوقيع شهد اليوم الثالث من امتحانات شهادة البكالوريا الذي لم يكن عاديا بمعظم ثانويات الوطن، حيث أخذ "منعرجا خطيرا" في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ أهم امتحان مصيري لدى التلاميذ، بعد الأحداث التي وقعت في بعض مراكز إجراء امتحانات البكالوريا بسطاولي والمحمدية وباب الوادي بالعاصمة، إضافة الى حالة من الفوضى والإغماءات في أوساط الطلبة، فبعد الصعوبة التي عرفتها مواضيع الرياضيات في اليوم الثاني والبكاء الذي خيم على أجواء أغلبية مراكز الامتحان عبر العاصمة ومختلف ولايات الوطن، جاءت أمس مواضيع الفلسفة لتزيد الأمور حدة، حيث استاء الممتحنون بسبب صعوبة الاسئلة وقاموا بتكسير الكراسي و الصراخ ، فيما أكد أساتذة ونقابيون في اتصال بالمستقبل العربي أن الأمر غير مقبول ولا يجب أن يمر دون اتخاذ إجراءات صارمة في حق المترشحين المتسببين في الفوضى. وأخطر هذه الأحداث شهدها مركز إجراء الامتحان التابع لمديرية الجزائر-غرب بمتوسطة بودوارة بسطاولي، حيث أقدم عشرات التلاميذ على الخروج إلى الساحة مع إحداث فوضى عارمة بسبب عدم تقبلهم لموضوع امتحان الفلسفة، وتطلب الأمر تنقل مدير التربية رفقة ممثلين عن النقابات لاحتواء الوضع، كما رفض التلاميذ العودة إلى القاعات متمسكين بإجراء الامتحان بصفة جماعية –حسب مصادر مطلعة-، وأكد المكلف بالإعلام في نقابة الكنابست مسعود بوديبة أن الأساتذة المكلفين بالحراسة والملاحظين رفضوا إجراء الامتحان بهذا الشكل كما قرروا –حسبه- رفض التوقيع على أوراق الامتحان، كما تعرض البعض منهم إلى التهديد، وفي هذا الاطار، نشرت مواقع الكترونية إخبارية مقاطع فيديو تظهر حالات الغش الجماعي في مركز بودوارة. واتهم مترشحون شعبة أداب وفلسفة ، الوزارة أنها تعتمد ذلك سنويا لإقصائهم من النجاح مقارنة بالعلميين، ما أوصلهم الى حد الخروج إلى الشارع فبي العديد من ولايات على غرار وهران و قسنطينة وغيرها، وقاطع المترشحون الامتحان ورفضوا تسجيل أسمائهم على ورقة الاختبار بحجة أن المواضيع الثلاثة التي طرحت لم تكن من ضمن المواضيع المحتملة والمواضيع المرشحة، ووصل الحد لبعضهم للقول أن الوزارة اعطت موضوع هو في الاصل مبرج لتلاميذ السنة الثانية ثانوي "موضوع الحقيقة" ، كما استنكر التلاميذ الذي اجتازوا امتحاناتهم بالعاصمة المواضيع المطروحة لشعبة الادبيين وأكدوا ان الوزارة تتعمد ذلك سنويا لإقصائهم من النجاح مقارنة بالعلميين، وهو ما وصل الحد الى غاية الخروج الى الشارع مست ولايات عدة منها وهرانقسنطينة وغيرها ، كانت أخطرها تلك التي عرفتها غرب العاصمة وبالضبط بسطاوالي بالعاصمة على مستوى مركز "الاخوة بودوارة" اين اقدم التلاميذ على كسر الطاولات وجرح بعضهم أنفسهم في أحد الأقسام قبل ان تعمم على كافة الاقسام الأخرى ويخرج الكل الى الشارع، لتتدخل قوات الشرطة التي كانت تحرص المؤسسة لإعادة التلاميذ ، غير ان تهديدات المترشحين كانت أقوى، وفق المصادر التي نقلت الخبر والتي أكدت ان التلاميذ عادوا في الأخير الى مقاعدهم لكن المذهل في الامر انهم حلوا مواضيع الفلسفة جماعيا، وهو ما رفضه الاساتذة الذين لم يتمكنوا من فعل شيئا الا القيام بحراسة شكلية، قبل ان يقوموا في الاخير بعدم التوقيع على ورقة الامضاءات ودونوا في ورقة المحضر بان هناك غش جماعي وتهديد وانفلات. والسيناريو ذاته تكرر بثانوية شبلي وكذا شرق العاصمة حسب مصادر مطلعة والتي ذكرت أن الاحتجاجات وقعت في ذات المركز التي زارها الوزير أمس الأول ، غير أن المديرية تدخلت بسرعة وتمكنت من ضبط الأمور، كما أن صعوبة المواضيع لم تمس فقط مادة الفلسفة بل مست أيضا مواضيع التسيير والاقتصاد والكهرباء والكيماء وفق التلاميذ الذي استنكروا الصرامة الصادرة هذه السنة من طرف الوزارة، مقارنة بالعام الماضي، وهو ما شكل هناك نوع من الاحباط، واجهش العديد من المترشحين بالبكاء، ولكن بدرجة اعلى لتلاميذ الآداب، وفي ظل كل هذه الأمور أكد وزير التربية الوطنية عبد اللطيف بابا احمد في تيبازة حيث اعطى بها اشارة انطلاق اليوم الثالث لامتحانات شهادة البكالوريا أن الامتحانات تجري في "اجواء عادية" عبر كامل القطر الوطني بفضل "مساهمة" الجميع.