أصدر الباحث والصحافي بن علي الحصار مؤخرا كتابا جديدا يعالج موضوعا تاريخيا بعنوان "الشبان الجزائريون والحركة التقدمية بالجزائر في مطلع القرن ال 20". وقد تطرق الباحث ورئيس تحرير سابق بمكتب وكالة الأنباء الجزائرية بتلمسان، من خلال هذا الكتاب الصادر عن دار النشر "إديليفر" (فرنسا)، إلى الحياة النضالية للنخبة التي كانت تدعى "الشبان الجزائريون" والذين تشبعوا بثقافة أصولهم وتفهموا انشغالات وطنهم، وشكلوا الارهاص الأول للحركة الوطنية كما أوضح المؤلف. وكنتيجة لظهور هذه الفئة الشبانية المثقفة، تشكلت ابتداء من سنة 1910جمعيات أو أندية ذات التوجه الوطني على غرار نادي الشبيبة الوطنية الجزائرية، التي كرست جهدها لإثبات الذات على الساحة السياسية الجزائرية والمطالبة بالحقوق الأساسية والحريات حسب نفس المصدر، الذي أشار إلى أن موضوع هذه الشبيبة الطلائعية إبان الاحتلال ظل "غائبا" عن حلقات البحث بالجزائر. وحسب بن علي الحصار، فإن هذا الرعيل الأول من الشباب الجزائري المثقف الذي تكون بالمدرسة الفرنسية العربية، حاول أن يكون خلفا للزعماء والأبطال الوطنيين الأوائل الذين حاربوا المحتل، غير أن ثقافتهم العصرية وتأثرهم ببعض التيارات التي ظهرت في العالم الإسلامي و الأوروبي، جعلتهم يبحثون عن البديل في التعامل مع المستعمر الفرنسي الذي بذل كل ما بوسعه لمحو الشخصية الجزائرية. ولمواجهة هذا الاضطهاد والمعاملة غير الإنسانية حاول الشباب الجزائري في بداية القرن العشرين، تكثيف الأنشطة الثقافية ذات التوجه الوطني عن طريق انشاء جمعيات جديدة وأندية وجرائد ونشريات. وكنموذج لهذه الفئة تناول المؤلف نشاط ومسيرة الأخوين العربي وبن علي فخار، حيث كان الأول مدرس ومؤسس جريدة "الشاب الجزائري" و"المصباح" بوهران سنة 1904 والثاني مختص في القضاء وحاصل على درجة دكتوراه في الحقوق وصحافي ببعض الجرائد الفرنسية. ويتضمن الكتاب المتكون من 300 صفحة عددا من الوثائق التاريخية حول جمعية علماء أهل السنة والجماعة كما أصدر المؤلف بنفس دار النشر كتاب آخر بعنوان "مغرب قراءات".