صدر مؤخرا عن دار نشر هومة دليل تاريخي بعنوان ''دليل للباحثين والمؤرخين الجزائريين وغيرهم حول ثورة نوفمبر 1954 - ''1962 في مرآة الكتاب والمؤرخين الفرنسيين من خلال عشرات الكتب أصدروها مدة 40 سنة. يتناول سعدي بزيان في مؤلفه الجديد ما كتب عن الثورة الجزائرية بأقلام باحثين فرنسيين، حيث أحصى فيه أكثر من 2000 كتاب صدرت باللغة الفرنسية. وتساءل الباحث هل نحن في غنى عن هذه الكتابات كونها كتبت بأفلام فرنسيين وهل فعلا أنصفت ثورة التحرير المجيدة؟ مستطردا يجب أن نعترف ونقر بأن الباحث الفرنسي قد اعتمد في أبحاثه التاريخية حول الجزائر على وثائق وأرشيفات ووسائل نشر هائلة تساعدهم على السيطرة على ساحة كتابات تاريخ الجزائر. ''ونحن، يقول سعدي، سنظل بحاجة إلى كتاباتهم ودراساتهم ووثائقهم مع التحفظ بطبيعة''. وانتقى بزيان قائمة من الكتب التي أصدرها الفرنسيون عن حرب الجزائر طيلة ما يزيد عن نصف قرن، البعض من هذه الكتب خطها شيوعيون والبعض الآخر كتبها اليمنيون. ''ومن بين تلك العناوين التي انتقيتها، يقول ذات الباحث، كتابان حول ''الحركي'' أحدهما شاركت فيه ابنة الحركي وهذه الكتب تلخص للقارئ الجزائري وجهة نظر الفرنسيين إزاء حرب التحرير الجزائرية وتساعده على الاقتراب أكثر من فهم ما قيل وما كتب من طرف الأنصار والخصوم الفرنسيين حول ثورتنا''. وتأسف بزيان عن افتقار المكتبة الجزائرية لمثل تلك الإصدارات. سلك الباحث في معالجة الدليل طريقة جديدة حيث قدم قراءة لهذه الكتب باختصار والتعريف بكتابها ومواقفهم وذلك لتسهيل مهمة البحث لديهم، وأورد بزيان في هذا الدليل كتابا بعنوان ''ديغول والجزائر الفرنسية 1958-''1962 للباحثة ميشال كوانتيت أسقطت خلالها الإشاعة المغرضة التي تقول بأن ديغول هو من منح الاستقلال للجزائريين. وقد ضمنت ميشال استنادا إلى هذا الدليل تصريحا للجنرال ديغول وردت على لسانه في جانفي العام 1958 قائلا: ''لوأننا نستفتي الجزائريين فإنهم ينتخبون كلهم من أجل استقلال الجزائر ولا أعرف شخصيا جزائريا واحدا في المستوى يعتقد أن مستقبل الجزائر فرنسية''، كما يتضمن هذا الدليل منشورات ووثائق لم يتم نشرها بعد كتبت بأقلام كتاب فرنسيين تفضح جرائم فرنسا الاستعمارية.