بدأت أعمال القمة المصرفية العربية الدولية لعام 2013 في قصر الرئاسة النمساوي في فيينا حول "دور المصارف في بناء القدرات المدنية في الدول ما بعد النزاعات" التي نظمها إتحاد المصارف العربية بحضور أكثر من 300 شخصية مصرفية عربية ونمساوية ودولية بحضور رئيس اتحاد المصارف العربية محمد كمال الدين بركات, رئيس الإتحاد الدولي للمصرفيين العرب جوزف طربيه, رئيس صندوق النقد العربي جاسم المناعي, ووزراء مال واقتصاد ومحافظي بنوك مركزية وكبار المسؤولين في صندوق النقد الدولي من بينها الجزائر. وقال رئيس إتحاد المصارف العربية في كلمته إن القطاع المصرفي يمثل حجر الزاوية للإقتصاد العربي, ولا يزال يلعب دور محرك الاقتصاد وشريانه الأساسي الحيوي الذي يمده بالتمويل اللازم ويعمل على دعم القطاعات الاقتصادية لتتمكن من مواجهة هذه التحولات, وعليه, فقد بلغ حجم الائتمان الذي ضخه القطاع المصرفي العربي في الاقتصاد حتى نهاية العام 2012 نحو 1.46 ترليون دولار وهو ما يشكل نسبة 58 بالمائة من حجم الناتج المحلي الإجمالي العربي, ما يدل على المساهمة الكبيرة التي يقوم بها القطاع المصرفي العربي في تمويل الاقتصاديات العربية, عارضاً لبعض المؤشرات الخاصة بالقطاع المصرفي العربي, داعياً إلى تنويع الاستثمارات العربية ضمن الحدود التي تسمح بذلك مشيراً إلى تطلع الاتحاد نحو تفعيل المشروع العربي للتكامل الاقتصادي وإلى ربيع اقتصادي عربي وقيادة القطاع المصرفي العربي والقطاع الخاص. وقال رئيس الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب جوزيف طربيه في مداخلته: ننظر إلى التطورات الحاصلة بكثير من الحيطة وكذلك بكثير من الأمل. الأمل بدورٍ جديدٍ للمصارف العربية نظراً لحجم التسليفات التي تقدمها إلى القطاعات الاقتصادية المختلفة والتي بلغ مقدارها نهاية العام 2012 ما يزيد 1,5 ترليون دولار ما يؤشر إلى مكانة هذا القطاع الذي يتعدى دوره التقليدي إلى القيام بمسؤولياته الاجتماعية في دعم قطاعات البيئة والإسكان والتربية والتعليم وسواها, ما يحتم عليه الالتزام بتطبيق المعايير الدولية وخصوصاً مقررات بازلة وما أدخل عليها من تعديلات لجهة القضايا التطبيقية التي تواجهها السلطات الرقابية إن لجهة إصلاح رأس المال أو لجهة وضع إطار لقياس مخاطر السيولة وكيفية مراقبتها وكذلك الأمر بالنسبة إلى الحوكمة والمهنية العالية المطلوبة في إدارة المصارف جراء المخاطر الكبيرة والمتنوعة التي يتعين حسن إدارتها في ظل تعقيدات المعايير والأنظمة الدولية المتكاثرة والواجبة التطبيق. وتحدث رئيس صندوق النقد العربي جاسم المناعي الذي اعتبر أن كثيراً من الدول العربية عرفت النمو خلال السنوات القليلة الماضية وعرفت دول أخرى بعض التحولات والنضالات مثل مصر وتونس, كما أن دول أخرى عرفت نزاعات مسلحة وما تزال في مرحلة انتقالية. أما بالنسبة لسوريا فما تزال في صراع نتمنى أن تشفى منه قريباً في ظل الانعكاسات المأساوية للخسارة في الأرواح وازدياد عدد اللاجئين وتدمير الاقتصاد وهذه انعكاسات هائلة تؤدي إلى عدم الاستقرار وعدم اليقين وغياب الاستثمارات والسياحة وغياب الموارد البشرية التي هاجرت وابتعدت بحثاً عن فرص ووظائف وسلام.