كشف رئيس حزب "الفجر الجديد" الطاهر بن بعيبش ل "المستقبل العربي" أن حزبه سيدعم وبكل ما أوتي بقوة الرئيس السابق "اليامين زروال" في حال قبوله لمطلب الترشح إلى الرئاسيات القادمة أو على الأقل الوقوف معه إذا ما تسلم مهام تسيير المرحلة الانتقالية التي قال عنها بن بعيبش أنها مرحلة لا بد منها في ظل الأوضاع الراهنة المتميزة بحالة "الغموض الشديد". وذلك باعتبار الرئيس السابق " رجل حر وقادر على بناء دولة قوية والخروج في الوقت ذاته من الأزمة الحالية التي تشهدها البلاد "، غير أن رئيس "الفجر الجديد" عاد في حواره لنا وقال أنه "رغم تمنياتنا لترشح زروال وهو مطلب العديد من الشخصيات والمنظمات الوطنية على غرار اللجنة المنصبة مؤخرا وهي حركة ابناء الشهداء الأحرار، غير أنني استبعد رضوخه لهذا المطلب بعدما كل ما حدث له وهو رئيس شرعي للبلاد قبل نهاية عهدته". وفيما يخص الوضعية الحالية للجزائر فقد أكد ذات المسؤول الحزبي أنه "سيناريو أقل ما يقال عنه أنه محير ومقلق للرأي العام والسياسيين حول قضية شبه شغور منصب رئيس الجمهورية والذي صاحبته ظاهرة أخرى وهي إصدار القرارات الاستعجالية في شتى المجالات خاصة الاجتماعية منها"، موضحا في هذا الاطار أنه كرئيس حزب وكسياسي يشجع مثل هاته القرارات الحاسمة كإلغاء الفوائد على القروض الموجهة لتشغيل الشباب مثلا، لكن " الواقع المر " هو أنه في الجزائر ليس هناك "من يقرر" بل هناك "أشخاص منفذين للأوامر و لا نعلم مصدر القرارات". وأردف قائلا : المرحلة الحالية لا يمكن أن تتجاوز حدها، إذ من المرتقب أن يقع حدث مفاجأ أقوى من إرادة البعض الذين لا يريدون التغيير ويضطر إلى الخروج من هذه الأزمة بصفة عاجلة ولا خيار أمام الجميع سوى الرضوخ إلى هذا المسعى. *"البلاد بحاجة ماسة إلى مرحلة تأسيسية – انتقالية" أما عن موقف الحزب من مطلب تفعيل المادة 88 من الدستور المتعلقة بمنصب الرئيس فقد أفاد بن بعيبش أن تشكيلته السياسية لا تدعوا إلى تفعيل أو عدم تفعيل هاته المادة باعتبار أن المشكلة اليوم ليس في الوسيلة بل إن المشكلة أكبر وهذا باعتبار أن البلاد بحاجة ماسة إلى مرحلة تأسيسية - انتقالية يؤسس فيها مجلس تأسيسي بعد حل البرلمان بغرفتيه والذي يعمل على تأسيس دستور جديد يحضر لبناء دولة عصرية ويكون بمثابة طريق ممهد لبداية عهد جديد وتأسيس "الجمهورية الثالثة" وهو ما "نلح عليه اليوم"، أما تنظيم انتخابات رئاسية وتكرار مشاهد السيناريوهات السابقة المتسمة بالتلاعب بإرادة الشعب والتزوير – يضيف المتحدث – لا يسمح بإحداث التغيير وتحقيق المقصود لأنه ببساطة هذه الانتخابات لا تأتي بأي جديد للوطن كما أنها ستعود بنا إلى الوراء الذي سعى الجميع اليوم من أجل تجنبه وتجنب كل قديم أدخلنا في أزمة "ما زلنا نعيش تركتها السلبية". معلنا في هذا الاطار أن حزب "الفجر الجديد" مستعد للتحالف مع أي تيار وطني كان أم ديمقراطي وحتى إسلامي "لأن الكل جزائريون"، المهم هو الخروج من المعضلة والتوجه بالجزائر نحو بر الأمان.