يعتقد الطاهر بن بعيبش رئيس حزب الفجر الجديد، أن النظام ليس أمامه خيار آخر غير إجراء انتخابات نزيهة تمكّن الشعب من حرية الاختيار، وما دون ذلك، فإن الجزائر ستسير عكس حركة التاريخ. ورجح أن تميل الكفة للأحزاب الجديدة مقارنة بأحزاب التحالف التي ''ستعاقب'' في موعد 10 ماي المقبل. وبالنظر لدخول كوطة المرأة وارتفاع قوائم المرشحين الأحرار، زيادة عن ولوج أحزاب جديدة للمعركة التشريعية المقبلة، يرى بن بعيبش أن البرلمان المقبل سيكون ''كوكتيل''. بن بعيبش يرى أن ''احترام الإرادة الشعبية'' أساس الانتخابات مهما كانت النتائج التحالف اتبع سياسة ''دمار شامل'' وكان على قادته الاعتذار والانسحاب توقّع الطاهر بن بعيبش، رئيس حزب ''الفجر الجديد'' عدم فرز أغلبية واضحة في البرلمان المقبل، قياسا ''لتحضيرات يقوم بها النظام''. وأوضح أن الحملات المسبقة نحو التشريعيات تحيل إلى برلمان مشكل من ''كوكتيل سياسي تسهل المناورة معه'' وصنّف بن بعيبش حزبه في المعارضة ''التي تنشد التغيير الإيجابي''. طالب الطاهر بن بعيبش، الذي نزل ضيفا على ركن ''فطور الصباح'' بترك الشعب الجزائري ''يختار بحرية رغم كل السيناريوهات التي تحاك من قبل النظام''، المهم حسبه أن ''البرلمان يأتي بأصوات الشعب الحقيقية''. وفي رأيه، فإن دلالات ''تشير إلى تحضيرات لإنتاج برلمان كوكتيل لا وجود فيه لأغلبية''. ويقدّم بن بعيبش حزبه ''الفجر الجديد'' على أنه ''ليس جزءا من النظام''. قائلا ''الفجر الجديد حزب سياسي معارض ينشد التغيير بداية من التشريعيات القادمة'' وأضاف ''لسنا حزبا يعرض نفسه للبيع للسلطة''. وسئل بن بعيبش إن كان داعما لمطالب قيادات أحزاب قيد التأسيس بدعم مالي من الدولة فقال ''تمويل أحزاب فور تأسيسها يشجّع ظاهرة نهب خزينة الدولة''. ولا يرى مانعا في دخول الإنتخابات القادمة بإمكانيات أقل من الأحزاب العريقة في الساحة ''لأن حزبنا ليس موسميا وسنكبر مع مرور الوقت''. وضمن خطاب ''معارض''، يحمّل بن بعيبش أحزاب التحالف الرئاسي بما فيها حركة مجتمع السلم المنسحبة، مسؤولية ''الفشل والإنتكاسات عبر سياسة الدمار الشامل التي تبناها مع النظام ككل''، وما يحز في النفس، يقول ''محاولة أحزاب التحالف أن تأتينا اليوم في جلد خروف بريء باحثين عن أغلبية أخرى في البرلمان المقبل''. ويحبذ بن بعيبش ''لو أن التحالف اعتذر للشعب الجزائري وانسحب من الساحة''. ولا يضع بن بعيبش تصورات كثيرة للنقاش السائد حول فرص الإسلاميين، بل ولا يرى إشكالا إن فازوا ''الأمر كله بيد الشعب والتقييم مدته خمس سنوات، فإن أثبتوا الفشل فليغيهرهم والأمر ينطبق على جميع التيارات المتنافسة''. ويتعمق الأمر وفقا لمبدأ ''الإرادة الشعبية هي الأساس لذلك يجب أن تحترم'' وأكثر من ذلك يلحظ بن بعيبش ''تحولا هاما في خطاب الإسلاميين مقارنة بجبهة الإنقاذ المحلة''، من حيث ''تصريحاتهم وتسميات الأحزاب والنموذج القريب من التجربة التركية''. وفي النهاية ''المهم أن يحترم الجميع الطابع الجمهوري للدولة والحقوق العامة والخاصة وعدم الالتفاف على الإرادة الشعبية في حال انتخبتك''. قال إن الجزائر لا يمكن أن تبقى نشازا في المنطقة ''النظام ليس لديه خيار آخر غير تنظيم انتخابات نظيفة'' فسّر الطاهر بن بعيبش الناطق باسم ''الفجر الجديد'' حملة التحفيز على الانتخاب التي تقودها وزارة الداخلية، بكون النظام لا يرغب في أن تكون الجزائر نشازا وسط تجارب نجحت في تونس ومصر والمغرب. وقال إن السلطة ''تراهن على نجاح الانتخابات ولا بديل لها عن ذلك تفاديا للدمار الشامل''. على عكس الكثيرين، لا يعطي الطاهر بن بعيبش الذي نزل ضيفا على ركن ''فطور الصباح''، قراءة سلبية لمسعى الرسائل الهاتفية القصيرة التي تبعثها وزارة الداخلية للمشتركين في الهاتف النقال، فهو يعتقد بأن ''ليس كل ما يقوم به النظام وراءه هدف سلبي''. ويرى بأن النظام ''وصل إلى قناعة بضرورة أن تنسجم الجزائر مع الوضع الجديد محليا ودوليا، وإقبال المواطنين على الصناديق بكثافة يوم 10 ماي يندرج في هذه القناعة''. ولا تحمل السلطة، حسبه، إرادة في تنظيم انتخابات نظيفة ''وإنما هي مجبرة على ذلك بحكم التغيّرات التي عرفتها المنطقة. فتراكم الأحداث وتسارعها أفرز حراكا في محيطنا ومناخا جديدا، مطلوب من الجزائر التأقلم معه، وغير مسموح لها أن تبقى على الهامش. واعتقادي أن النظام أدرك بأنه يستحيل أن يبقي الجزائر في طريق معادية لحركة التاريخ''. ويعتبر بن بعيبش الانتخابات التشريعية المقبلة هامة، ''من حيث أن الجزائريين يتطلعون إلى أن تفرز طبقة سياسية تعبر عن طموحاتهم في التغيير، عكس الأحزاب الموجودة حاليا التي لا تحمل هذه الطموحات، والنظام ليس لديه خيار آخر غير تنظيم انتخابات نظيفة، لأن وضع البلاد لا يتحمل عكس هذا التوجه''. وانتقد أمين عام الأرندي السابق، ''إقصاء نشاطات الفجر الجديد من تغطية التلفزيون بدعوى أننا لا نملك الاعتماد، برغم المئات الذين يشاركون في تجمعاتنا. بينما تغطى أنشطة الأحزاب الموجودة وهذا يعبّر عن توجه معين يراد للانتخابات المقبلة''. ويعتقد بن بعيبش أن البرلمان المقبل سيكون ''كوكتيل'' من النواب الأحرار، زيادة على العنصر النسوي بفضل القانون الجديد المتعلق بتوسيع مشاركة المرأة في المجالس. ويرى أن تشكيلة معينة للمجلس الشعبي الوطني، تحضّر لها السلطة. لذلك يقول بأن نظافة الانتخاب لا تكون يوم التصويت أو في غربلة الأصوات، وإنما تتحدد في مرحلة التحضير للموعد. وينتمي بن بعيبش إلى مجموعة من الأشخاص، أسسوا أحزابا بعدما كانوا مرتبطين بمنظومة الحكم في وقت ما. ويرى البعض بأن هذه الصفة لا تعطيهم مصداقية ليطرحوا أنفسهم بدائل للنظام. لكن هو يرى بأن هؤلاء كأشخاص يطبعهم مسار معين، وأنهم استفادوا من تجاربهم كموظفين في الدولة، وليسوا كفاعلين لأنهم لم يشاركوا في التسيير، حسبه. أوعز إبعاده من الأرندي إلى ترشيح بوتفليقة للرئاسة ''لو حدث تزوير في انتخابات 79 فله ما يبرره'' قال الطاهر بن بعيبش، أن رحيله عن التجمع الوطني الديمقراطي عام 99 ''كان على المباشر''، وعزا ذلك إلى معارضته عدم تقديم الأرندي مرشحا عنه للانتخابات الرئاسية ''رغم أن الحزب يحوز على ترسانة من الإطارات و8 ألاف منتخب''، بينما اختار الآخرون مساندة ترشيح بوتفليقة''. عاد الناطق الرسمي ل'' الفجر الجديد'' إلى ظروف إبعاده عن الأرندي، جانفي 1999، وتعيين أحمد أويحي أمينا عاما للحزب، قائلا ''رحيلي عن الأرندي كان على المباشر، فقد عقدت ندوة صحفية يوم 11 جانفي 99 وأعلنت رفض مسار الحزب الآيل على ترشيح بوتفليقة. واستغرب بن بعيبش كيف لحزب يملك 40 بالمائة من مسؤولي الهيئات المنتخبة في البرلمان ومجلس الأمة والبلديات''. مشيرا ''أنا لم أكن ضد بوتفليقة وقبل ذلك التقيته ثلاث مرات عام 96 في جلسات مطولة، لكني تساءلت لماذا لا يقدّم الأرندي مرشحا باسم الحزب، فقد كان له 156 نائب و80 عضوا في مجلس الأمة و1100 بلدية''. وقال بن بعيبش أن ترحيله من منظمة أبناء الشهداء ''يؤلمني'' أكثر من مغادرته صفوف الأرندي، حيث أبعد عن قيادة المنظمة شهرا بعد إبعاده من الحزب. ورغم ذلك، دافع عن ميلاد الأرندي، وعارض ما يتردد أن الحزب الذي يرأسه أحمد أويحيى حاليا ''ولد بشنباته'' وقال ''إن 80 بالمائة ممن يقولون أن الأرندي ''زاد بشلاغمو'' مخطئون وولادة الحزب كانت طبيعية، تذكرون أنه بين 94 و96 كانت الساحة السياسية فارغة، والأفالان ضعيف والأفافاس كان موقفه واضح، في وقت أكد الرئيس اليامين زروال حينها العودة إلى الشرعية، فتصوروا كيف كان سيكون الوضع''. وتابع أن قاعدة الأرندي كانت جاهزة وهي من ''المنظمات الجماهيرية التي كانت نشطة وكثيرة وحاضرة''. وبشأن التزوير الذي طال تشريعيات 1997 لصالح الأرندي، لم يسلم بن بعيبش، بالأمر، على أنه ''مطلق'' لكنه شدد التأكيد أن ''مجموعة الأرندي كانت في واجهة حماية البلاد، وإن حدث تزوير فكان له ما يبرره، وتعلمون أن العاصمة كانت تغلق في الخامسة مساء''. وسئل بن بعيبش عن علاقته بالجنرال المتقاعد محمد بتشين آنذاك، فرد ''كانت طبيعية إلا ما تعلق بجدال بيننا حول طريقة تسيير الأرندي''، بينما نفى أن تكون علاقته بخليفته على رأس الأرندي أويحيى سيئة''. من جهة أخرى، نفى المتحدث ما أشيع من أنه وصف الراحل عبد الحميد مهري ب''الخائن'' لمشاركته في ندوة روما سنة .94 وقال ''لم أتخذ موقفا من ذلك، ولا يمكنني الطعن في الشخصيات الوطنية من أمثال مهري وآيت احمد. الجزائر: محمد شراق قال ضيف ''الخبر'' الشعب سيعاقب التحالف الرئاسي أتوقع سقوطا حرا لأحزاب التحالف الرئاسي في التشريعيات لو احترمت الإرادة الشعبية، لأنه من الطبيعي أن يرد الشعب على سياساتهم ويعاقبهم. وأشار إلى الملفات الضخمة العالقة منها ملف ''الخليفة'' وفضيحة ''سوناطراك''، إضافة إلى تراجع العملية التنموية عموما، وبذلك فالأطراف الثلاث المشكّلة للتحالف يقول ''هي المسؤولة منذ عام 1999 وتتحمّل التبعات كاملة أمام التاريخ. الخروج من جدلية ''البيضة والدجاجة'' ذكر بن بعيبش، أن مشاكل الجزائر لن تحل بدون قلب الفكرة المرسخة لدى المواطن حول حسم الانتخابات مسبقا، وهي جدلية ''البيضة والدجاجة'' القائمة منذ سنوات لإيجاد طريقة مثلى لإقناع المواطن بأن صوته صار مسؤولا وبالتالي ضرورة المشاركة في العمل السياسي الذي يشكل القاسم المشترك، ودعا لأجل ذلك بترك مجال من الحرية وعدم فرض قيود على الشعب. نسبة تمثيل المرأة فرضت على الأحزاب قال السيد بن بعيبش فيما يخص تمثيل المرأة في الانتخابات القادمة، ''ليست لدي مشكلة في ذلك لأنه من بين أهداف الأحزاب وبرامجها ترقية المرأة للعمل السياسي، ولكن ما يعاب على نسبة التمثيل أنه تم فرضها على الأحزاب، وهو ما سيفرز مشاكل على مستوى المجالس البلدية المنتخبة وستظهر خلال الموعد الانتخابي القادم ''. جبهة التحرير يجب أن تسحب من التداول السياسي ردا على الذين دعوا لإدخال الأفالان المتحف قال الطاهر بن بعيبش أنه مع سحب جبهة التحرير الوطني من التداول السياسي نهائيا وليس إحالتها على المتحف. وأضاف أن الجبهة يفترض أن تصبح من الرموز التاريخية التي نفتخر بها جميعا وتصبح مرجعا لكل الجزائريين. الاعتذار من فرنسا ''عذر أقبح من ذنب'' وصف بن بعيبش المطالبين باعتذار فرنسا بأنهم يسيئون لتاريخ الجزائر ''لا نطلب اعتذارا ولا اعترافا، التاريخ بيننا وهو يحكم من الكبير ومن الصغير''. أما المستقبل فهو ''لكتابة التاريخ، هم يؤرخون ونحن كذلك، أما البكاء على اعتذار فهو ضحك على الشعب الجزائري''. دعم ترشح حمروش موضوع سابق لأوانه سئل رئيس حزب الفجر الجديد، إن كان مستعدا لدعم رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش لو ترشح في الرئاسيات المقبلة فأجاب ''أمر سابق لأوانه''. ويعتقد الطاهر بن بعيبش أن الرئاسيات المقبلة ستشهد تنافسا بين مرشحين تقدمهم أحزاب وليس على طريقة ''مرشح الإجماع'' . من جانب آخر، نفى الطاهر بن بعيبش أن يكون فصل في أمر ترشحه في التشريعيات القادمة، لكن قال ''إن ترشحت فسيكون ذلك في العاصمة''.