حظيت مسرحية "الحكيم" التي تسرد حياة والمسيرة الثورية للشهيد البطل العربي بن مهيدي بتصفيق حار للجمهور خلال عرضها العام بمعهد الموسيقى أحمد وهبي لوهران. وقد أعجب الجمهور الذي حضر العرض السهرة المبرمجة بمناسبة الاحتفالات بالذكري ال51 للاستقلال بالأداء الذي قدمه خمسة ممثلين من الجمعية الثقافية "الإبداع" فيما ألف وأخرج المسرحية محمد ميسوم وإبراهيمي سماعين على التوالي. وقد استفاد ثلاثة من الممثلين تتراوح أعمارهم بين 13 و18 سنة من تكوين لمدة ثلاثة أشهر لتأدية أدوارهم في هذه المسرحية التي أعدت كدرس تاريخي حول حياة العربي بن مهيدي. وتتناول مسرحية "الحكيم" فصل هام من تاريخ حرب التحرير الوطني. وتستذكر الشهيد العربي بن مهيدي رجل الجزائر العميقة الذي أحب المسرح والشعر وأغنية الشعبي والسينما والذي كان يمارس كرة القدم. وقد كان فاعل هام في التاريخ الثوري للجزائر ورمز لجيل نوفمبر 1954 الذي ضحي من أجل انتزاع استقلال البلاد. وتكمن ميزة هذا الإنتاج في "ظهور" بن مهيدي على الركح تدريجيا مع تقدم درس التاريخ لتصحيح الأمور وتقديم الحقائق التاريخية واستعادة الذاكرة الجماعية وإبراز الحقيقة حول مقتله مع العلم أن جلاديه الذي ترأسهم السفاح أوساريس قد قاموا بتزوير الواقع حول موته والإدعاء بانتحاره. وتأججت الأحاسيس ووصلت إلي ذروتها عندما ردد الأستاذ عبارات العربي بن مهيدي الخالدة "أريد أن أخضع لهذا التعذيب حتى أتأكد أن جسمي لن يخونني. وأحلم بتحقيق أغلى أمنية لدي وهي استقلال وطني". وقد قدمت هذه المسرحية العربي بن مهيدي من زاويتي الرجل العادي والإستراتيجي المحنك للثورة الوطنية.