كشف كاتب الدولة لدى وزير السياحة والصناعات التقليدية المكلف بالسياحة، محمد أمين حاج سعيد، أن الجزائر لا تعد بعد وجهة سياحية حيث يتعين عليها لبلوغ هذا الهدف "التركيز على التميز بدل محاولة المنافسة". وأوضح حاج سعيد في تصريح له أمس بأن "الجزائر لا تعتبر في الوقت الحالي وجهة سياحية بل هي وجهة سياحية لا تزال قيد الإنشاء"، مشددا في السياق نفسه على أن تحقيق هذا الهدف يستوجب "التركيز على التميز" مقارنة بالأقطاب السياحية الأخرى "بدل محاولة منافستها". و ذكر في هذا الإطار بأن المخطط التوجيهي للقطاع الذي دخل سنته الخامسة من التطبيق يصب في هذا الاتجاه حيث يرمي إلى خلق صناعة سياحية تتوزع على كل جهات الوطن لتفادي التبعية لإقليم معين وهو التصور الذي من شأنه "ضمان سياحة مستمرة على مدار السنة وفق منطق الصمود الذي يعد مفهوما جديدا في الاقتصاد السياحي". ولهذا الغرض بادر القطاع بوضع مخططات توجيهية للتهيئة السياحية خاصة بكل ولايات الوطن دون استثناء 36 منها توجد حاليا قيد الإنجاز وثمانية في مرحلة الإطلاق. وتعد هذه المخططات -التي ستسلم كلها مع السداسي الأول ل2014 كأقصى تقدير- "ورقة طريق تراعى فيها خصوصيات كل ولاية" وتمكن من خلق وجهات سياحية جديدة من خلال "الاستغلال العقلاني للمؤهلات السياحية لكل منها بما فيها عاداتها و تقاليدها و أنماط عيش سكانها" يوضح ذات المسؤول الذي جدد تأكيده على أنه "يجب على القطاع السياحي التكيف مع الخصوصيات المحلية وليس العكس". وقال الحاج السعيد بهذا الخصوص أن الوجهة السياحية أيا كانت هي في الأصل صورة طورتها مخيلة السائح من خلال ولوجه للمواقع الإلكترونية ذات الصلة بالسياحة عبر شبكة الأنترنيت. وذكر في هذا الصدد بأن بطاقة التكوين السياحي التي كان قد صودق عليها سنة 2011 تركز على مجال التكوين، فبحلول سنة 2015 سيكون على القطاع تكوين ما لا يقل عن 37 ألف شخص ينشطون في هذا المجال خمسة بالمائة منهم مسيريين و 10 بالمائة أعوان استقبال و توجيه و 15 بالمائة أعوان سياحة و 25 بالمائة عاملين في الإيواء و القسم الأكبر (45 بالمائة) عاملين في مرافق الإطعام. و يتم تكوين هذا العدد بالمدارس العليا للفندقة (الأوراسي و تيزي وزو و بوسعادة) وهي المؤسسات التي ستتدعم بالمدرسة الفندقية ذات المصف العالي التي ستنشأها شركة الاستثمار الفندقي لعين البنيان و التي ستفتح أبوابها في جانفي 2014 بتوفير 880 مقعد بيداغوجي. ومن المقرر أن تسير هذه المؤسسة من طرف مدرسة التكوين الفندقي للوزان (سويسرا) لمدة 8 سنوات.