تفضل العديد من العائلات السكيكدية، خلال شهر رمضان المبارك، التوجه لتناول وجبة الإفطار على شواطئ البحر، هروبا من أجواء المنزل الخانقة، خاصة في الأيام الأخيرة التي تعرف ارتفاعا محسوسا في درجات الحرارة. فوسط حرارة وصلت هذه الأيام إلى 39 درجة، لم تجد الكثير من العائلات حلا، سوى حمل موائد الإفطار إلى الشواطئ، حيث نسيم البحر المنعش، ليتحول المكان إلى مشهد لم يكن مألوفا من قبل، ووسط هذه الأجواء الرمضانية الحارة يقول محمد براهمي، وهو ينتظر برفقة أطفاله الخمسة، وزوجته آذان المغرب، لتناول وجبة الإفطار بشاطئ ماركيت "أن شاطئ البحر هو متنفسنا الوحيد، للهروب من الحر، دون أي تكلفة"، مضيفا "أن منظر البحر يفتح الشهية للأكل، على عكس جو البيت الحار، الذي لا يوفر له ولأفراد عائلته ظروف مريحة فلإفطار". وغير بعيد عن هذه الأسرة، لوحظت مائدة أخرى اجتمع حولها كل عائلة دهفي، أين ألتم شمل الإخوة الأربعة وزوجاتهم إضافة إلى أولادهم حول مائدة مزينة بالشموع تنبعث منها روائح أطعمة شهية على غرار شربة "فريك" و"البوراك" إضافة إلى أنواع مختلفة من السمك، الذي قاموا بتحضيره بأنفسهم، وعن هذا تقول السيدة كريمة دهفي "عندما سمعت بالفكرة أول مرة تخيلت أن المكان سيكون شبه فارغ، ولكني فوجئت بهذا الإقبال الملفت على الإفطار على شاطئ البحر" معتبرة المشهد استثنائيا ورائعا، وأن كل أفراد العائلة، وخاصة الأطفال منهم، فرحون جدا بهذه الأجواء الحميمية، التي تكسر الروتين والرتابة المعتادة، مؤكدة أنها "لن تكون المرة الأخيرة". ومن جهته اعتبر إبراهيم دهفي، وهو أكبر إخوته، أن هذه الأجواء التي تسمح له بجمع كل إخوته حول مائدة إفطار واحدة، هي شبه مستحيلة داخل المنازل، بسبب كثرة أفراد العائلة وضيق الشقق، معبرا عن سعادته بهذه "القعدة" خصوصا وأنه يؤدي صلاة المغرب على الشاطئ جماعة مع أفراد العائلة قبل أن يتوجهوا إلى المساجد لأداء صلاة العشاء ثم التراويح، تاركين النسوة يتسامرن مع بعضهن رفقة الأبناء على الشاطئ. والأكثر استمتاعا بهذه الأجواء، هم الأطفال الذين يجدون متعة في السباحة واللعب على الشاطئ بكل حرية، حتى الى ساعات متأخرة من الليل، دون أن يتسببوا في أي إزعاج لأوليائهم أثناء الإفطار. ويستقطب البحر زوارا آخرين بأعداد كبيرة بعد انقضاء صلاة العشاء والتراويح، حيث يعتبر "كورنيش سطورة" الوجهة المفضلة للعديد من المواطنين، هروبا من صخب وفوضى المدينة، كما يتجه البعض الآخر إلى المسارح وقاعات الحفلات، لحضور الفعاليات الثقافية والفنية المبرمجة بمناسبة هذا الشهر المبارك.