يعد شهر رمضان المبارك فرصة لاجتماع أفراد الأسرة الواحدة على مائدة إفطار واحدة في جو مميز، لكن بعض الشبان أرادوا الخروج عن القاعدة، واختاروا الإفطار على شاطئ البحر مع الأصدقاء هي قصة مجموعة من الشبان من ولاية ڤالمة اختاروا التخييم في عنابة، والإفطار هناك في جو من المرح والتسلية، حيث يأخذون كل ماهو ضروري من أجل الإفطار على الشاطئ في جو حميمي، ثم السهر والسباحة حتى الفجر، كونهم قرروا الإبتعاد عن أجواء المدينة الصاخبة وسهرات المقاهي، للإفطار والسحور على الشاطئ في جو من السكينة والهدوء. وعن فكرة الإفطار خارج المنزل على شاطئ البحر، قال محمد، 24 سنة، طالب جامعي، في حديث مع ”الفجر”، ”نحن أصدقاء، كل عام نقضي عطلتنا الصيفية على الشاطئ، حيث نختار وقتا واحدا لأخذ الإجازة الصيفية، فكل واحد منا يدرس أو يعمل، فمثلا عبد الرزاق، 26 سنة طبيب، سمير 24 سنة، يعمل في شركة اتصالات.. كما ننتظر قدوم المغتربين مثل أحمد، 25 سنة، الذي يدرس في انجلترا، جاء هذا العام لقضاء شهر رمضان في الجزائر، وياسين المغترب بفرنسا”. ويضيف المتحدث: ”بعد اجتماع كل المجموعة نقوم بالتخييم معا على الشاطئ، وإن تزامن رمضان مع العطلة هذا العام لم يمنعنا من التوجه للشاطئ ككل عام، لكن هذه السنة نتمتع بالإفطار في الهواء الطلق في جو مميز، وبما أننا لا نستطيع السباحة في نهار رمضان فإننا لا نفوت فرصة السباحة في الليل، وهكذا نجعل من رمضان هذه السنة نكهة خاصة، وتبقى لنا معه ذكريات جميلة، خاصة منظر غروب الشمس الذي لا يمحى من المخيلة”. وعن كيفية قضاء يومهم، يقول محمد، ”نتوجه إلى الشاطئ قبل أذان المغرب بقليل، ثم نقوم بإعداد مائدة الإفطار، حيث يأخذ كل واحد منا وجبة إفطاره جاهزة من البيت، تحضرها له الوالدة، تمثل كل أصناف المأكولات الرمضانية، حيث يتم إعداد طاولة إفطار منوعة من كل شيء، ابتداء من الشوربة والبوراك والطبق الجانبي، إلى السلطة والمشروبات والتمر واللبن”. وفي هذا السياق، قال المتحدث: ”بما أنه لدينا سيارات خاصة، فالأمور سهلة بالنسبة لنا، حيث نأخذ كل ما نحتاجه على الشاطئ، ونأخذ طاولة بلاستيكية وكراسي وأطباق وكل أدوات التخييم، ونعد مائدة الإفطار وننتظر صوت الأذان ونحن نراقب أمواج البحر”. وأضاف:”ثم يأتي وقت السهر فنشعل نارا ونلتف حولها لنتبادل أطراف الحديث الشيقة، تحت ضوء القمر، وعلى إيقاع الآلات الموسيقية كالقيثارة، ونتمتع بالسباحة حتى ساعات متأخرة من الليل”. ولا يغفل هؤلاء الشباب عن أداء الصلاة، فهم يجمعون بين التسلية والعبادة.. في هذا الشأن يقول محدثنا إنهم يصلون المغرب والعشاء على الرمال، وما أجملها لحظات الصلاة قرب أمواج البحر. وبعد أن ينال منهم التعب يشدون الرحال إلى بيوتهم عند بزوغ أول خيوط الفجر ليعاودوا السهر في اليوم الموالي..