تظاهر عشرات الاف الاسلاميين ليل السبت- الأحد في تونس العاصمة للدفاع عن حكومتهم في وجه الاصوات التي تعالت ضدها تطالبها بالاستقالة بعد تعرض قيادي معارض للاغتيال في جريمة اتهمت المعارضة "حركة النهضة الاسلامية" التي تقود الائتلاف الحاكم بالتورط فيها. ذكرت مصادر إعلامية، أن عشرات الالاف من التيار الإسلامي ، خرجوا ليل السبت- الأحد في تونس العاصمة ، دفاعا عن حكومتهم في وجه الاصوات التي تعالت ضدها تطالبها بالاستقالة بعد تعرض قيادي معارض للاغتيال في جريمة اتهمت المعارضة ، حركة النهضة الإسلامية بالضلوع فيها. ويأتي هذا التحرك في الوقت الذي يخوض فيه الجيش مواجهة عسكرية واسعة النطاق في منطقة يتحصن فيها مسلحون اسلاميون متشددون قتلوا هذا الأسبوع ثمانية منهم وسرقوا اسلحتهم ولباسهم النظامي بعدما ذبحوا خمسة منهم. واكدت حركة النهضة ان حوالي 200 الف شخص شاركوا في التظاهرة التي دعت اليها ليل السبت- الأحد في ساحة القصبة حيث مقر الحكومة للدفاع عن السلطة والتنديد بالاغتيالات السياسية. ولم تعط الشرطة من جهتها اي تقديرات لإعداد المشاركين في التظاهرة، الا ان تقارير اعلامية ، أكدت مشاركة عشرات الالاف فيها.
والقى راشد الغنوشي راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة كلمة امام المتظاهرين اكد فيها ان "اولئك الذين ظنوا انهم بإمكانهم استيراد الانقلاب المصري مخطئون"، في اشارة الى عزل الجيش المصري الرئيس الاسلامي محمد مرسي. واضاف الغنوشي انه "في الديمقراطيات الحكومات لا تتغير الا بالانتخابات، ولذلك اذا كان المصريون لم يصبروا على مرسي، الله يفرج كربه، اربع سنوات حتى تأتي الانتخابات فان التونسيين المعارضين للسلطة وللنهضة وللترويكا ليسوا محتاجين للانتظار اربع سنوات، بل عليهم ان ينتظروا اربعة اشهر فقط، واذا ارادوا ان ننظم استفتاء غدا فلننظم استفتاء غدا". واضاف ان المجلس الوطني التأسيسي خط احمر، وتغيير رئيس الحكومة خط احمر ايضا. و كان رئيس الحكومة علي العريض، جدد رفضه الدعوات التي تطالب باستقالته وبحل المجلس الوطني التأسيسي، مؤكدا في مؤتمر صحفي، استعداده لتوسيع الحكومة واجراء انتخابات في 17 ديسمبر المقبل. وقال: -نحن مستعدون لمناقشة كل المقترحات الخاصة بالحكومة شريطة ان يكون هناك ضمان للتصدي المجدي لظاهرة الارهاب والنهوض بالوضع الاقتصادي وتهيئة الظروف المثلى لإنهاء المسار الانتقالي في افضل الظروف وفي اسرع الاوقات-. ومنذ اغتيال محمد البراهمي "58 عاما" النائب المعارض الذي قتل بالرصاص في 25 جويلية الماضي امام منزله في العاصمة تونس تطالب المعارضة بحل الحكومة والمجلس التأسيسي البرلمان المنبثق عن انتخابات 23 أكتوبر 2011 وتشكيل حكومة انقاذ وطني. ورفضت حركة النهضة هذه المطالب، واقترحت بالمقابل "توسيع" الحكومة وتشكيل حكومة "وحدة وطنية".
وتأججت الازمة السياسية في تونس إثر مقتل 8 عسكريين الاثنين الماضي في كمين نصبه لهم مسلحون مجهولون في جبل الشعانبي بولاية القصرين . وفي مقابل تظاهرة الاسلاميين الحاشدة تجمع آلاف المعارضين امام مقر المجلس التأسيسي في تظاهرة مسائية يشاركون فيها كل مساء بسبب الصوم في رمضان. والسبت اعلن مناهضو النهضة انهم يحضرون لتظاهرة حاشدة في السادس من الشهر الجاري في ذكرى مرور ستة اشهر على اغتيال شكري بلعيد، المعارض الاخر الذي اغتيل بنفس الطريقة التي اغتيل بها البراهمي وبنفس السلاح ايضا، كما اعلنت السلطات.