دفن اليوم السبت النائب المعارض بالمجلس التاسيسي (البرلمان) محمد البراهمي (58 عاما) الذي اغتيل الخميس بالرصاص، في مقبرة الجلاز بالعاصمة تونس في ختام جنازة وطنية (رسمية) أشرف عليها الجيش وشارك فيها آلاف التونسيين.ودفن البراهمي في "مربع الشهداء" بجوار قبر المعارض اليساري البارز شكري بلعيد الذي اغتيل بالرصاص في السادس من فيفري الماضي.وتحولت الجنازة الى تظاهرة ضد حركة النهضة الاسلامية الحاكمة التي يتهمها معارضون وعائلة البراهمي باغتياله على خلفية مواقفه وتصريحاته السياسية المعارضة للحركة في حين تنفي النهضة ذلك.والجمعة اعلنت وزارة الداخلية ان سلفيا "تكفيريا" يدعى بوبكر الحكيم (30 عاما) قتل محمد البراهمي ب 14 عيارا ناريا من السلاح نفسه الذي قتل به شكري بلعيد.ولم تقنع هذه الرواية عائلة البراهمي ومعارضين ربطوا اغتياله بتهديد صحبي عتيق رئيس كتلة حركة النهضة بالمجلس التاسيسي ب"استباحة" الداعين الى اسقاط حكم الاسلاميين في تونس بعد عزل الجيش المصري للرئيس الاسلامي محمد مرسي.ومطلع الشهر الحالي قال صحبي عتيق خلال تجمع لانصار حزبه في العاصمة تونس ان "من يستبيح إرادة الشعب التونسي سيستباح في شوارع تونس".وخلال انتخابات 23 اكتوبر 2011 فازت النهضة في انتخابات المجلس التاسيسي بعد ان صوت لها نحو مليون ونصف مليون تونسي من اصل حوالي 4 ملايين شاركوا في الانتخابات.وتقول وسائل اعلام محلية ان شعبية حركة النهضة "تآكلت" منذ توليها الحكم بسبب غلاء الاسعار واستفحال البطالة والفساد وتدهور الاوضاع الاقتصادية والامنية.واشرف على جنازة محمد البراهمي رئيس اركان جيش البر الجنرال محمد الصالح حامدي، وحضرتها خصوصا قيادات في احزاب علمانية والاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية).وكان الرئيس التونسي المنصف المرزوقي كلف رئيس اركان جيش البر "بتنظيم جنازة وطنية للشهيد محمد البراهمي والإشراف على الترتيبات المتعلقة بها وتمثيله في مراسم الدفن" بحسب بيان اصدرته الرئاسة الجمعة.وحذرت عائلة البراهمي اعضاء الحكومة من حضور الجنازة.وردد المشاركون في الجنازة شعارات معادية لحركة النهضة ورئيسها راشد الغنوشي مثل "يسقط جلاد الشعب.. يسقط حزب الاخوان" و"الشعب يريد اسقاط النظام" و"اليوم..اليوم..النهضة تسقط اليوم" و"حكومة نهضوية..عصابة ارهابية" و"يا غنوشي يا سفاح... يا قتال الارواح".وطالبوا بحل المجلس التاسيسي المكلف صياغة دستور جديد لتونس مرددين "اليوم..اليوم..يحل التاسيسي اليوم" ودعوا الى "العصيان..العصيان.. حتى يسقط الطغيان".