· ليلة الشك اليوم ... وتوقعات بأن يكون يوم الجمعة أول أيام العيد مع اقتراب موعد رمضان أو نهايته في كل عام، تبدأ رحلة الاشاعات التي تقول في كل مرة بأن قد أكلنا يوم من رمضان أو العكس عيدنا يوم قبل الموعد الاصلي، وما يزيد انتشار من حجم هذه الشائعات التي تسري هذه الأيام بين الناس كالنار في الهشيم، كثرة القيل والقال بين المواطنين وغياب المصادر الرسمية التي تؤكد أو تفند كل ما يقال. وقد أكد نائب رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفلك و الفضاء و رئيس جمعية الشعرى لعلم الفلك، الدكتور جمال ميموني، في حوار خص به يومية المستقبل العربي، أن هذا الخبر منعدم الصحة تماما، لأنه من الناحية الفلكية والعلمية يوم تحري هلال قدوم رمضان في الجزائر كان الهلال تحت الأفق، أي أنه غرب مع الشمس وبالتالي يستحيل تصديق هذه الاشاعات فالدلائل موجودة، وطريقة الرؤية كانت بوسائل علمية لا يمكن أن يكون هناك خطأ في ذلك، مضيفا أن الأشخاص الذين يقولون باننا أفطرنا يوما من الشهر الفضيل لهم وجهة نظر يعتمدون فيها على طريقتهم الخاصة، والمرتكزة بشكل رئيسي على الحساب فقط، لكن هذا الأمر يختلف تماما عندنا في الجزائر لأن هذه الطريقة تعتمد خاصة في دول البلقان وكذا تركيا، وبالتالي تواجد القمر فوق منطقة من هذه المناطق الاسلامية يكون الرؤية فيه معتمدة على الحساب الدورة القمرية. أما عن الجزائر فيقول أن الأمر مختلف تماما، فعلماء الفلك في الجزائر يعتمدون على الرصد الفعلي عند رؤية الهلال، كما أكد بدوره أن صيامنا سليم مائة بالمائة ولا غبار عليه، وهذا الاختلاف هو مجرد قضية ترتبط بالاجتهاد والذين يروجون لعكس ذلك لا يملكون أي حجة أو دليل على ادعاءاتهم، لأن العلماء في الجزائر يعملون وفق قاعدة علمية واضحة تقوم على الرصد الفعلي للهلال. كما أرجع سبب انتشار مثل هذه الاشاعات التي تتكرر في كل عام، الى الجهل المنتشر بين الناس بدرجة كبيرة لان هناك اراء فقهية مختلفة للأسف يجهلها الكثيرون، مشيرا أن النظام الذي تعتمده الجزائر يقوم على الرصد الفعلي للهلال، لذا وفي بسب تسرع بعض الجهات في الرؤية في معظم الأحيان يجعلنا نصوم ونعيد على هلال وهمي، فهناك من يتحدثون عن توقع ليسوا متأكدين، وبالتالي يصدرون أحكاما مبنية على توقعات لا أكثر ولا أقل، بالإضافة الى عدة عوامل أخرى تدخل في هذا الاطار والتي على اثرها تحدث المشاكل و تضارب الآراء في كل مرة بين المواطنين، منها عدم الثقة في العلم وفي المعلومات التي تصرح بها الجهات الرسمية، وكذا عدم وضوح المنهجية المتبعة في كل مرة هو من يجعلنا نقع في نفس الأخطاء في كل عام وبالتالي تحدث البلبلة بين الناس في المجتمع. و بشأن المعلومات التي تقول بأن هناك تسييس للموضوع في كل مرة، ويؤكد الدكتور ميموني شخصيا، و من خلال خبرته التي في هذا المجال وعمله في لجنة الأهلة لما يزيد عن 30 سنة تقريبا، " أنه لا توجد أي قرارات سياسية تقضي بصيام أو افطار يوم قبل موعده، وانما يوجد بالمقابل توقعات جيوسياسية مثلا أن تعلن جميع الدول العربية الصيام أو العيد في يوم معين، ففي هذه الحالة لا يمكن أن تخرج الجزائر عن القاعدة، فالمسألة تقوم على اعتبارات بسيطة ولا تحمل ذلك التعقيد كله كما يتصوره المواطنون. وعن يوم العيد هذا العام يرى الدكتور ميموني، بأن توقعاته كرئيس جمعية وبناء على الحسابات الفلكية، ان هلال شوال يكون قد اقترن يوم أمس و على الساعة 22:51 بالتوقيت المحلي، مع ذلك سيغرب القمر مع غروب الشمس اليوم الأربعاء أي يوم 29 رمضان (القمر على ارتفاع 0° و14' فوق الأفق عند الغروب بالجزائر العاصمة)، لذا فلا يمكن رؤية الهلال على الإطلاق، وبالتالي سنُتِمُّ رمضان 30 يوما بحول الله، ذلك بناء على المعطيات العلمية حول إمكانية الرصد هلال العيد ليوم الجمعة 09 أوت.