تود جمعية الشعرى لعلم الفلك إفادة الجمهور الكريم بالمعطيات الفلكية التالية بشأن اقتران هلال شوال الذي يحدد يوم العيد لعام 1431ه. حول إمكانية رؤية هلال العيد يوم الثلاثاء 8 سبتمبر(29 رمضان): بناء على الحسابات الفلكية، سيتم اقتران هلال شوال بمشيئة الله يوم الأربعاء 8 سبتمبر على الساعة 11:30 بالتوقيت المحلي، وبما أن القمر سيغرب قبل غروب الشمس في ذلك اليوم (14 دقيقة بالجزائر العاصمة) فلا يمكن رؤية الهلال على الإطلاق، وبالتالي سنتم رمضان 30 يوما ويكون إن شاء الله يوم العيد يوم الجمعة 10 سبتمبر. ونذكر أن استحالة رؤية الهلال يوم الأربعاء بسبب وقوعه تحت الأفق في وقت التحري هو شان كل الدول العربية والإسلامية الأخرى. ونحيطكم علما أن هذه الاستنتاجات تتوافق تماما مع تصريحات الهيئات الفلكية العالمية وعلى وجه الخصوص المشروع الإسلامي لرصد الأهلة - ICOP ( www.icoproject.com http:// ) الذي يعتبر المصدر الذي اكتسب مصداقية عالمية بشأن كل ما هو متعلق برصد الأهلة في العالم. هل ينبغي لنا تحري الهلال يوم الأربعاء 8 سبتمبر: بسبب الاستحالة الواضحة لرؤية الهلال ليلة الأربعاء وهي ليلة الشك والقمر يغرب قبل غروب الشمس، فيطرح السؤال عما إذا كان من المفيد أن ندعو الناس لتحري هذا الهلال "المستحيل"؟ يرى العديد من الفلكيين والفقهاء أنه ليس من الحكمة تحري الهلال ونحن نعرف النتيجة يقينا، بل قد يؤدي إلى إمكانية ادعاء بعض الناس رؤية الهلال من باب التوهم مما سيحدث حرجا على مستوى الجهات المعنية لرد شهادتهم. هذا وقد أوصى المشاركون في مؤتمر الإمارات الفلكي الثاني والمنعقد في شهر ماي الفارط بأبي دبي والمنظم من طرف هيئة المشروع الإسلامي لرصد الأهلة "إذا كان القمر يغيب قبل الشمس في اليوم التاسع والعشرين، لا يجب أن يدعى الناس لتحرّي الهلال أصلا". وندعو وزارة الشؤون الدينية أن تعمل بهذه التوصية التي هي محل إجماع أبرز الفلكيين وعلماء الشرع في العالم الإسلامي. نقطة تفاؤل ... مع حذر: وهكذا بدا العالم الإسلامي رمضان في أيام مختلفة، فيوم الأربعاء 11 أوت لمن اعتمد على قاعدة الاقتران أو رصد مزعوم للهلال (الدول العربية، تركيا إندونيسيا..)، أو يوم الخميس 12 أوت لمن اعتمد إتمام شعبان 30 يوما (باكستان، الهند، بنغلادش، إيران، المغرب، جنوب إفريقيا...). وبالتالي لم يستطع العالم الإسلامي توحيد بداية رمضان رغم أن رؤية الهلال يوم الثلاثاء 10 أوت كانت مستحيلة من كامل المعمورة باستثناء جنوب أمريكا، وهذا بسبب الإشكالية الدائمة المتمثلة في قبول شهادات عينية تعارض المعطيات الفلكية اليقينية. نأمل أنه بالنسبة ليوم العيد ستتحد الأمة على الاحتفال به يوم 10 سبتمبر نظرا لاستحالة رؤية الهلال بشكل أوضح مما كان الأمر عليه بالنسبة لبداية رمضان والقمر واقع تحت الأفق في وقت التحري. وعلى هذا الأساس، نتمنى أن الهيئات الشرعية في الدول الإسلامية المختلفة تكون لها حكمة عدم قبول شهادات الرصد التي قد تظهر يوم الأربعاء ولكي لا نكرر ما حدث في بداية رمضان. أما بشأن الدول الآسيوية التي بدأت يوم الخميس 10 أوت الصيام مثل باكستان وبما أنه لا يمكن رؤية الهلال يوم الخميس 9 سبتمبر فسيكملوا رمضان 30 يوما وسيكون يوم العيد عندهم يوم السبت 11 سبتمبر. يبقى فقط الدول التي تعتمد على الاقتران المحض وهم قلة مثل تركيا سيكون العيد عندهم يوم الخميس 9 سبتمبر. خلاصة القول: بسبب استحالة رؤية هلال شوال 1431 يوم الأربعاء 08 سبتمبر كون أنه يغرب قبل الشمس، فسنكمل رمضان 30 يوما ولا يمكن أن يكون يوم العيد إلا يوم الجمعة 10 سبتمبر إن شاء الله. فإذا اعتمدت وزارة الشؤون الدينية شهادة رصد مزعوم للهلال ذلك اليوم وطنيا كانت أو عربيا، فينبغي أن تتحمل مسؤولية هذا التعارض مع المعطيات الفلكية كاملة، ولكي لا يقال أن هناك شرخ بين العلم والدين. فعيد فطر مبارك، أعاده الله على المسلمين بالأمن والأمان والخير والسلام. أ.د.جمال ميموني قسم الفيزياء، جامعة منتوري، قسنطينة رئيس جمعية الشعرى لعلم الفلك نائب رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك