تسعى الأسر والعائلات مع اقتراب عيد الفطر الذي يفصلنا عنه إلا أيام قليلة إلى صنع مختلف الحلويات التي اعتادت إعدادها في هذه المناسبة العظيمة، وقبل أيام تتم مختلف التحضيرات، ويبدأ التفكير في الأنواع التي يجب طهوها في الأسرة الواحدة أو بين الأقارب والأحباب، ولأنّ هناك الكثير من المنتهزين في مثل هذه المناسبات فأن أسعار المواد الأساسية التي تصنع منها الحلوى في ارتفاع مستمر. عادة ما يريد المواطنون استقبال العيد بالحلويات، لأنه يكون أول يوم من الإفطار بعد صيام شهر رمضان، وان كانت هذه العادة تعبر عن فرحة المسلم بصيامه ومن ثمة بإفطاره و الفروغ من فرض من فروض الله، خاصة إن كان قد أحسن العمل في رمضان، إلا أن العائلات مع الوقت حولت هذه العادة إلى أكثر من ضرورة، فلا تجد أسرة إلا وتراها تستعد للعيد بالحلويات المتنوعة والكثيرة، والتي قد تأكل منها إلا القليل ثم يكون مصير الباقي سلة المهملات، أو يعطونها لأقاربهم الذين يكونون هم كذلك قد صنعوا منها الكثير، وهكذا. هذه اللهفة التي جعلت بعض المضاربين في الأسعار يرفعون في ثمن المواد الأساسية التي تصنع منها تلك الحلويات، وهو ما دفع بالعائلات إلى أن تحسب ألف حساب قبل أن تعد نوعا معينا من الحلوى، إن كان سيكلفها كثيرا، وان كان يحتاج إلى كميات كثيرة من السكر، أو من بعض المواد التي تعتبر أساسية في صنع الحلويات، مثل اللوز و الجوز ، وغيرها من الأمور الأساسية وحتى الثانوية التي تضفي على تلك الحلويات نكهة خاصة، وأياما قبل العيد، ارتفعت أسعار كل تلك المواد و التي تفصلنا عن العيد إلا أيام قليلة إلا أنها لازالت تلك المواد لم تنخفض أسعارها، كما لو أن المضاربين فيها يريدون أن يستغلوا كل دقيقة في ذلك الربح السريع، ويمتصوا دم المواطن إلى آخر قطرة. أما العائلات فقد انقسمت في أمر ذلك الارتفاع منها من غيرت عاداتها في صنع الحلويات، ومنها من ادخرت بعض الأموال لكي لا يختل مصروف البيت، ومنها حتى من تخلت عن صناعة الحلويات، واكتفت بما تتلقاه من الجيران والأحباب او شراءه جاهزا. وخلال الجولة التي قادتنا إلى بعض الأسواق بمدينة وهران و التي تعرف انتعاشا ملحوظا وتنوعا في المواد المعروضة، حيث يزداد الطلب على هذا المنتوج، ما يزيد في ارتفاع الأسعار حسب ما قد تم ملاحظته. وتسجل محلات بيع المكسرات، إقبالا كبيرا من طرف الزبائن لاقتناء ما راق وطاب من هذه المواد التي تباع سواء معبأة أو على طبيعتها. وتعرض هذه المحلات تشكيلات من المكسرات المستوردة من بعض البلدان العربية والآسيوية، منها اللوز و الجوز و غيرها، باعتبارها الأكثر استعمالا في صناعة حلويات عيد الفطر. ويضاف إلى هذه القائمة الفستق الذي أصبح يلقى رواجا خلال السنوات الأخيرة بعد انتشارا. ونظرا لغلاء هذه المكسرات فإن بعض العائلات التي ترى أنها مادة غير أساسية تفضل الاستغناء عنها في صناعة الحلويات، وتلجأ إلى استعمال "العطريات" التي تتميز بنكهات مختلف أنواع المكسرات الغالية الثمن.