قبل أسبوع من حلول عيد الفطر المبارك، تتفنن العائلات في تحضير مختلف الحلويات، ولا يكون هذا إلاّ إذا حضرت لوازم التحضير، والتي شهدت في الآونة الأخيرة ارتفاعا غريبا، وهو الأمر الذي جعلنا ننتقل إلى سوق بوزريعة، والتحدث إلى بعض المواطنين، الذين ندم الكثير منهم على أنه لم يسارع إلى شراء ما يلزمه، ليس قبل العيد، ولكن حتى قبل رمضان· يستقبل المواطنون العيد بالحلويات، لأنه يكون أوّل يوم من الإفطار بعد صيام شهر رمضان، وإن كانت هذه العادة تعبر عن فرحة المسلم بصيامه ومن ثمة بإفطاره والفروغ من فرض من فروض الله، خاصة إن كان قد أحسن العمل في رمضان، إلا أن العائلات مع الوقت حولت هذه العادة إلى أكثر من ضرورة، فلا تجد أسرة إلا وتراها تستعد للعيد بالحلويات المتنوعة والكثيرة، والتي قد تأكل منها إلا القليل ثم يكون مصير الباقي سلة المهملات، أو يهدونها لأقاربهم الذين يكونون هم كذلك قد صنعوا منها الكثير، وهكذا· هذا الإقبال الذي جعل بعض المضاربين في الأسعار يرفعون في ثمن المواد الأساسية التي تصنع منها تلك الحلويات، وهو ما دفع بالعائلات إلى أن تحسب ألف حساب قبل أن تعد نوعا معينا من الحلوى، إن كان سيكلفها كثيرا، وإن كان يحتاج إلى كميات كثيرة من السكر، أو من بعض المواد التي تعتبر أساسية في صنع الحلويات، مثل اللوز والجوز، وغيرها من الأمور الأساسية وحتى الثانوية التي تضفي على تلك الحلويات نكهة خاصة، ولا يفصلنا إلا أسبوع عن العيد، شهدنا ارتفاعا لأسعار كل تلك المواد، وانقسمت العائلات في شأن ذلك الارتفاع، منها من غيرت عاداتها في صنع الحلويات، ومنها من ادخرت بعض الأموال لكي لا يختل مصروف البيت، ومنها حتى من تخلت عن صناعة الحلويات، واكتفت بما تتلقاه من الجيران والأحباب، تقول لنا حبيبة: (في العادة أتفنن في صنع مختلف الحلويات خاصّة وأني أتقنها، لكن هذه السنة لا بد أن أكون معتدلة وأتخلى عن بعض الحلويات المكلفة، خاصّة وأنّ ثمن المواد قد ارتفع إلى السقف فاللوز بعد أن كان الجوز مثلا كان لا يتعدى ألف دينار لكن ثمنه الآن وصل إلى ألف وثلاثمائة دينار)، أما حسيبة فقالت: (إذا جمعنا أسعار المواد التي ارتفعت مثل اللوز الذي بلغ ثمنه ألف دينار بعدما كان لا يتعدى السبعمائة دينار، كما أن السكر هو الآخر سعره مرتفع منذ مدة ما جعلني أفكر في أن تقتصر مائدتي في العيد على الحلويات الجافة مثل الطابع والمقروط المعسل والغريبية أمّا المشوك ومقروط اللوز والبقلاوة وغيرها من الحلويات التي تحتاج إلى الكثير من السكر والمواد فلن أصنع منها إلا القليل هذه السنة)·