يقدم مهرجان "عين على فلسطين" بالعاصمة البلجيكية بروكسل برنامجا مميزا يتضمن عرض عدد كبير من الأفلام الفلسطينية أو التي تتناول القضية الفلسطينية، وتقام فعالياته في مدينة جنت الفلامانية والعاصمة البلجيكية بروكسل، وعرض ضمن فعالياته فيلم "ليلى والذئاب" للمخرجة اللبنانية هيني سرور. وتقدم سرور المقيمة في فرنسا، على مدار أكثر من ساعة ونصف الساعة، نضالات المرأة الفلسطينيةواللبنانية، منذ حقبة الانتداب البريطاني، وحتى اجتياح لبنان عام 1982، وقد تم إنتاج الفيلم في العام 1984، وتعرض طاقم عمله للعديد من المواقف الخطرة والتي كانت أسبابها حساسية الوضع السياسي خاصة مع الحرب الأهلية التي كانت تدور رحاها وقتها في لبنان. ولم تخف المخرجة سعادتها بعرض الفيلم بمهرجان "عين على فلسطين" وقالت في حديث للجزيرة نت إنه برغم مرور ثلاثين عاما على صدور الفيلم فإن الواقع لا يكاد يختلف كثيرا، سواء واقع المرأة أو الواقع السياسي، وأوضحت أنه مع الأحداث الجارية في العالم العربي فقد عاد الفيلم إلى الحياة من جديد حيث تم تسليط الضوء عليه وكأنه ابن هذا العصر. من جهتها، عبّرت مصممة الأزياء البلجيكية للفيلم ماري فيرميرن، في حديثها للجزيرة، عن سعادتها لكونها ضمن فريق عمل الفيلم، وأوضحت أن هناك الكثير من المشاعر المختلطة التي عاشتها بعد مشاهدتها للفيلم بعد ثلاثين عاما من إنتاجه، وأنها استعادت كل ذاكرتها خلال تصوير العمل وتحدثت عن المخاطر والصعوبات التي واجهتهم، كما أشارت إلى أنها لا تتخيل مدى بشاعة احتلال فلسطين وأنها وصمة عار في تاريخ البشرية. وضمن أسبوعه الأول، عرض المهرجان مجموعة من الأفلام المهمة التي كان لها وقع في مشهد السينما العربية والعالمية مثل فيلم "خمس مرايا مكسورة" الفائز بأكثر من 25 جائزة دولية والذي تم ترشيحه لجائزة أوسكار للأفلام الوثائقية، وهو عبارة عن تصوير توثيقي لوقائع الحياة اليومية الخاصة في قرية بلعين التي مرت بتغييرات كبيرة منذ عام 2005. كما عرض فيلم "أبي من حيفا" الحائز على جائزة لجنة التحكيم الخاصة وجائزة الجمهور في مهرجان المهر العربي للأفلام الوثائقية بدبي، وكذلك الفيلم البلجيكي "Thank god it's Friday" الذي يتناول قصة "قرية النبي صالح" والحياة اليومية التي يعيشونها في مواجهة المستوطنة الإسرائيلية "حلاميش". ويعرض الفيلم تفاصيل هذه الحياة المتناقضة، ففي الوقت الذي يعيش فيه الناس والأطفال في قرية النبي صالح في التحضير لمظاهرات الاحتجاج ضد الاحتلال الإسرائيلي، يعيش سكان المستوطنة في رفاهية لا يعرف طعمها أبناء القرية. رؤية جديدة واستضاف المهرجان عددا من الفرق الموسيقية الفلسطينيةواللبنانية والسورية القادمة من هضبة الجولان المحتلة مثل فرقة "توت أرض" القادمة من قرية مجدل شمس والتي تغني للقضية بأسلوب خاص يحمل صبغة ساخرة. وشاركت بالمهرجان أيضا فرقة "مشروع ليلى" اللبنانية والتي أصدرت أكثر من ألبوم موسيقي، تتعرض أغانيه لواقع الحال في لبنان والمنطقة العربية بطريقة تحمل أصالة الثقافة العربية وتمزجها بالموسيقى الغربية. وفي حديث للجزيرة نت، أوضح منظم المهرجان أن المهرجان قد توقف عامين لقلة الدعم المادي إلا أنه عاد هذا العام بعد دعم من عدد من المؤسسات البلجيكية بينها مسرح مؤسسة "Kvs" الفلامانية وبلدية مدينة جنت وغيرها. وأضاف عمر جابري أن الدورة الرابعة من المهرجان تسعى لتقديم رؤية جديدة عن فلسطين لا تتعلق بالسياسة بمفهومها التقليدي وإنما بمفهوم إنساني أوسع، مضيفا أن المهرجان يحاول إقامة جسر بين الواقع البلجيكي هنا وصنّاع الأفلام في فلسطين وخارجها.