تنظّم بالعاصمة اللبنانية خلال الفترة من 6 إلى 13 أكتوبر الجاري الدورة العاشرة لمهرجان بيروت للسينما الذي يعرض خلاله 61 فيلما تتناول بالخصوص قضيتي تحرر المرأة العربية وأزمات الهوية في ظل تعدد الثقافات وذلك من 26 دولة من بينها المغرب.. باقة منوّعة للتّنافس وفيلم «الجنّ» عبقها الجزائري وأوضح بلاغ للمهرجان أن تسعة أفلام تشارك في مسابقة الأفلام الشرق أوسطية الروائية، و15 في مسابقة الأفلام الروائية القصيرة، في حين تعرض ستة أفلام قصيرة من خارج المسابقة، و17 فيلما ضمن فقرة البانوراما العالمية، إضافة إلى عشرة أفلام ضمن الفئة الوثائقية، وأربعة ضمن فئة "المطبخ في الأفلام" المستحدثة هذه السنة في إطار الحملة العالمية لمواجهة الوجبات السريعة والمواد المسرطنة في السلع الغذائية.ومن المقرر عرض فيلم "بدون كلام" لمخرجه عثمان الناصري، وعرض فيلم "البارونات" من إخراج نبيل بن يادير (بلجيكي من أصل مغربي) وهو فيلم اجتماعي في قالب كوميدي يحكي قصة شبان مغاربة يعيشون في بروكسيل، بمساهمة الممثلين صلاح بن موسى ونادر بوصندل ومراد زكندي ومنير حمو وآمال الشهبي وجاك ديكلير وجوليان كوربي وآخرين.ومن الجزائر سيعرض فيلم "الجن" لياسمين شويخ، كريمة المخرجين يمينة ومحمد شويخ، الذي عرض ضمن زاوية الأفلام القصيرة بمهرجان كان الفرنسي، فيما سيعرض من تونس فيلم "آخر ديسمبر" لمعز كمون الذي يعد ثاني أفلامه بعد "كلمة رجال" الذي أثار قضية تعدد الزوجات والزواج العرفي كما يعرض "الدواحة" لرجاء العماري عن ثلاث نساء يعشن في عزلة تامة عن العالم الخارجي.وتحضر بالخصوص السينما الخليجية الصاعدة بعرض فيلم "القندرجي" للمخرجة السعودية عهد كامل المقيمة بالولايات المتحدة، وفيلم "عايش" للمخرج السعودي عبد الله آل عياف، وكذا فيلم "غيمة شروق" من إخراج الإماراتي أحمد زين، و"دار الحي" لمواطنه علي مصطفى والذي يعالج تعقيدات الحياة في المجتمعات متعددة الثقافة. كما تحضر السينما اللبنانية الشابة خاصة منها الوثائقية التي تتناول كيفية استمرار الحياة في بيروت والتّمسك بها بالرّغم من عدم الاستقرار من قبيل "أصوات بيروت" للمخرج سيث خوري و"بيروت غير المستقرة" لحنا أبي حنا والأرجنتيني دييغو بيرو و"أهلا وسهلا في بيروت" لدييغو هورتادو دو مندوزا.
ولهواة التذوق السينمائي بهار خاص وعلى صعيد العمل الجماعي، يعرض ضمن بانوراما الأفلام العالمية غير التجارية لهواة السينما ومؤلفين سينمائيين كبار الفيلم التركي "حكايات من كارز" الذي يضم خمسة أفلام لمخرجين أترك حول منطقة كارز، وفيلم "حكايات من العصر الذهبي" لخمسة مخرجين من رومانيا، وفيلم "سينما الفنانين" الذي يضم خمسة أفلام قصيرة من المكسيك وبريطانيا وبلجيكا وتايلاند.يفتتح المهرجان بفيلم "في مكان ما" للأمريكية صوفيا كوبولا الذي فاز أخيرا بجائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية السينمائي ويختتم بفيلم "أنا الحب" بحضور مخرجه الإيطالي لوكا غواداغنينو.وتتشكل لجنة التحكيم، التي يترأسها الناقد والمؤرخ السينمائي الكندي روبير دودولان، من الممثلة والكاتبة السينمائية والمسرحية الهندية من أصل فرنسي كالكي كوشلان والممثلة والمنتجة أرسينيه خانجيان زوجة ونجمة أفلام المخرج أتوم إيغويان.
الأفلام الخليجية تتقدم .. وكاميرات «الديجيتال» تلعب لعبتها «السّينما العربية حقّقت تطورا ملحوظا. والفرق شاسع بين ما كانت عليه الحال منذ عشر سنوات وما يمكن أن نشاهده اليوم» هكذا تقول كوليت نوفل، مديرة مهرجان بيروت الدولي للسينما، الذي يفتتح دورته العاشرة في السادس من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل ويستمر حتى 13 منه. وتشرح نوفل أن المهرجان وجد صعوبات جمة عند انطلاقته في 1997 لأنه كان ينظم مسابقة تقتصر على الأفلام اللبنانية، بينما لم يكن يتجاوز عددها 3 أفلام في السنة الواحدة، ثم اضطر المهرجان إلى أن يفتح المسابقة للأفلام العربية عام 2001 لكن عددها كان قليلا أيضا، فشملت المسابقة تركيا وإيران لحل هذه المعضلة. مديرة المهرجان تعتبر أن الوضع تغير الآن في المنطقة العربية عما كان عليه في العقد الماضي. فقد تنامى عدد الأفلام بشكل كبير وملحوظ، والفضل في ذلك يعود إلى التطور التكنولوجي، الذي بات يسمح لأيّ مخرج يستخدم كاميرا «ديجيتال» قد لا يزيد سعرها على 500 دولار، بتصوير فيلم ممتاز يستطيع أن ينجح وينافس ويحقق مكانة مهمة.لكن هل يبرر العدد المتنامي للأفلام العربية الازدياد الكبير لعدد مهرجانات السينما في العالم العربي، وفي لبنان تحديدا. ففي لبنان وحده، وهو بلد ضعيف الإنتاج مقارنة بغيره، ما إن ينتهي مهرجان، حتى يبدأ آخر. فخلال شهرين شهدت بيروت 3 مهرجانات سينمائية متوالية، ويأتي مهرجان بيروت للسينما، بعد مهرجانين متواليين لا يفصل بينهما سوى أيام معدودات. لا تريد أي جهة منظمة لمهرجان سينمائي أن تنتقد مهرجانا آخر. اللغة الدبلوماسية هي المعتمدة، وتقول كوليت نوفل في سياق حديثنا معها «مهرجاننا كان الأول قبل أن تكر السبحة. نحن منذ البدء موعدنا ثابت لا يتغير أما هدفنا فقد حددناه منذ البداية، وطريقة عملنا لم تتبدل. فنحن المهرجان السينمائي الوحيد في لبنان الذي يعرض أفلاما من كل دول العالم، وننظّم مسابقة لأفلام الشرق الأوسط».كل مهرجان يقول منظموه إنّ له خصوصيته التي لا تشبه غيرها، والدور الذي يلعبه، كما أنّ له جمهوره الذي ينتظره. حينما يكون المهرجان طقسا.. قبل كلّ شيء مديرة مهرجان بيروت للسينما تتحدث عن جدية في التنظيم وجهد كبير يبذل للإتيان بأحسن النتائج في العالم «نحن 4 أشخاص، نجول من مهرجان إلى آخر، نحضر الأفلام وننتقي الأفضل. أنا وحدي أشاهد ما بين 30 إلى 40 فيلما في السنة وأتنقل من برلين إلى روتردام وغيرها من المدن. ويصلنا نحو 300 فيلم لنختار بينها، وقد وقع اختيارنا هذه السنة على 61 فيلما من 26 دولة، بينها 17 فيلما من الشرق الأوسط ستكون في موضع التنافس في المسابقة، بينها 9 أفلام روائية، و15 فيلما قصيرا تتنافس في مسابقة الأفلام القصيرة، في حين تعرض 6 أفلام قصيرة من خارج المسابقة، و17 فيلما ضمن فقرة البانوراما العالمية، إضافة إلى 10 أفلام ضمن الفئة الوثائقية، و4 ضمن فئة (الغذاء في الأفلام) وهي فئة مستحدثة»، تعد مديرة المهرجان بأنها ستشمل أفلاما شديدة الأهمية والفائدة، سيكون من أهم أهدافها توعية المشاهد بخطورة ما يأكل وبقيمة الغذاء الصحي. والأفلام المعروضة ستكون على مستوى فني ومعلوماتي وتوثيقي عالي المستوى. وتعتبر نوفل أن «سنة 2010 هي بالنسبة لمهرجان بيروت للسينما سنة اكتشاف، إذ يضم المهرجان مجموعة مختارة تضم عددا كبيرا من أفلام المخرجين الجدد والشباب». وأضافت «للمرة الأولى منذ انطلاق المهرجان قبل 14 عاما، يضم برنامجه هذا الكمّ من أفلام المخرجين الجدد والشباب».أما الدول المشاركة بأفلامها هذه السنة فهي: لبنان، والمملكة العربية السعودية، والعراق، والإمارات العربية المتحدة، والأردن، وفلسطين، والجزائر، وتونس، والمغرب، وإيران، وتركيا، وألمانيا، وإسبانيا، والولايات المتحدة، وفرنسا، وسويسرا، وبريطانيا، وإيطاليا، ورومانيا، والمكسيك، وكوريا الجنوبية، وكندا، والأرجنتين، والبيرو، وآيسلندا والبوسنة. يلحظ المطلع على البرنامج أن أفلاما خليجية تشارك بوفرة لم تكن معهودة. سؤال وجيه.. !! نسأل هل ثمّة علاقة بين الاهتمام بالفيلم الخليجي والتعاون مع مهرجانات هناك مثل مهرجان دبي، فتاتي إجابة مديرة المهرجان «نحن نهتم بالموجود، منذ 3 أو 4 سنوات، بدأنا نرى صعودا في عدد الأفلام الخليجية، ولا نملك إلا أن نتجاوب مع هذه الحركة. في المقابل هناك تدن في عدد الأفلام القصيرة في شمال أفريقيا، أي دول المغرب، وهو ما ينعكس على ما نعرضه بطبيعة الحال». وبالتوازي مع هذا المهرجان، نجد أن مهرجانا سينمائيا جديدا أعلن عن ولادته منذ أيام يحمل اسم «المهرجان اللبناني للسينما والتلفزيون»، وتنظمه نقابة الفنيين السينمائيين، بمشاركة البعثة الفنية الكندية، ورئاسة المخرج شاكر خزعل. كثرة لا تجد فيها كوليت نوفل مشكلة، لكنها بالتأكيد تشكل إرباكا لكل الذين يعملون في هذا المجال، وتشرح نوفل مديرة المهرجان أن مهرجان بيروت كان قد توقف خلال السنوات الماضية عن تنظيم مسابقة للأفلام الوثائقية بسبب وجود مهرجان متخصص، لكن الوثائقيات عادت هذه السنة على أن تصبح لها مسابقة العام المقبل بعد أن توقف المهرجان المتخصص. هذا يعني أن ثمة محاولة من قبل منظمي المهرجانات للتعايش مع المتغيرات التي تبدو سريعة ومباغتة في أحيان كثيرة، في بلد يكاد يفكر كل سينمائي فيه بأن يكون له مهرجانه.
مهرجان بيروت يستحدث أفلام "المطبخ".. ويستعيد الوثائقية كشفت كوليت نوفل -مديرة مهرجان بيروت الدولي للسينما- عن استحداث فئة جديدة بالمهرجان هذا العام تحت عنوان "المطبخ في الأفلام"، لتوعية الجمهور بنوعية الأطعمة التي يتناولونها والخضروات غير الطبيعية التي تملأ الأسواق.وقالت نوفل في حديث لوسائل إعلامية إن المهرجان هذه السنة يشهد عودة الأفلام الوثائقية، بإطلاق المسابقة الخاصة بهذا النوع من الأعمال.وأضافت أن مهرجان بيروت يقام منذ عام 1997 وأن الحضور الشبابي تزايد هذه السنة، إذ يضم المهرجان مجموعة مختارة من أفلام المخرجين الجدد والشباب، لافتة إلى المستوى الجيد لهذه الأفلام.وأوضحت أنه بعد مرور 14 سنة أصبح من السهل على المهرجان أن يستقطب الكثير من الدول التي كانت ترفض المشاركة من قبل. ويشار إلى أن الجزء الخاص بالمطبخ يضم أربعة أعمال هي الوثائقي الأمريكي "أكل ألاسكا" (Eating Alaska) من إخراج ألن فرنكنشتاين، والروائي الألماني "سول كيتشن" (Soul Kitchen ) من إخراج فاته اكين، والروائي الإسباني "الدجاج والسمك والسلطعون الملكي" (El Pollo, El Pez Y El Cangrejo Real )، والوثائقي الكندي "الدورة الحمقاء" (The Idiot Cycle) عن المواد الكيماوية المسرطنة. سينما الواقع حاضرة وبقوة من جانبه، قال المخرج أحمد قاسم: إنّه يشارك في المهرجان بفيلم "روحة بلا رجعة"، ومدته 20 دقيقة يتنافس ضمن 20 فيلما شرق أوسطي، وهو من بين أربعة أفلام أردنية. وتحدث عن فيلمه الذي ينتمي لسينما الواقع باعتباره يرتكز على أحداث واقعية قائلا إنه تأثر عندما سقطت الطائرة الإثيوبية بلبنان، مما دفعه لعمل فيلم "روحة بلا رجعة" لتصوير الواقع الأليم الذي يعيشه الأهل حينما يدعى أحد أفراد العائلة أنه سافر مستقلا الطائرة المنكوبة، ومن ثم يعتقد جميع أفراد الأسرة أنه تُوفي.وقال: "اخترعت في الفيلم شخصية وجيه المتزوج من سيدة اسمها "رولا" ولديهما بنت عمرها 9 سنوات، وتدور قصة الفيلم حول كذب "وجيه" وادعائه أنه يسافر من أجل العمل حتى يتمكن من إتمام علاقاته النسائية دون معرفة زوجته، ويخبرها بأنه يعود مستقلا طائرة معينة، ويتصادف وقوع الطائرة التي لم يكن يستقلها في الواقع، وبالتالي يعتقد أهله أنه توفي.وأكّد قاسم أنه لم يكن يحلم بأن يصل الفيلم إلى المهرجان، إلا أنه أدرك بعد ذلك أن الوصول إلى العالمية ليس أمرا صعبا أو مستحيلا. يضم المهرجان أفلاما لمخرجين من 26 دولة، بينها 11 دولة شرق أوسطية، هي لبنان والمملكة العربية السعودية والعراق والإمارات العربية المتحدة والأردن وفلسطين والجزائروتونس والمغرب وإيران وتركيا وألمانيا وإسبانيا والولايات المتحدة وفرنسا وسويسرا وبريطانيا وإيطاليا ورومانيا والمكسيك وكوريا الجنوبية وكندا والأرجنتين والبيرو وأيسلندا والبوسنة.