سطر الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية حفلا موسيقيا ساهرا بمركز المؤتمرات أحمد بن أحمد بوهران، الذي فتح أبوابه لعشاق الموسيقى الأندلسية، في حفل الذي ليلى بورصالي بحضور أمين محافظة وهران دينار محمد بدر الدين والأمين العام للاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية السيد رضا بلغربي. بعد أن قام السيد شهاب سيفو رئيس لجنة الإعلام لمحافظة وهران وعضو في الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية بتنظيم حفل قدمته الفنانة القديرة ليلى بورصالي بحضور أمين محافظة وهران السيد دينار محمد بدر الدين والأمين العام للاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية السيد رضا بلغربي وانطلقت الفنانة ليلى بصوتها الرائع الذي تفاعل معه كثيرا الجمهور العاشق للفن الأصيل، وتميزت السهرة بحضور شخصيات من نواب البرلمان والسلطات المحلية وأعضاء لجنة الإعلام والاتصال وأمانة الشباب والطلبة، إلى جانب حضور الأسرة الإعلامية التي غطت الحفل الذي كان ناجحا بشهادة الجميع وفي السياق ذاته استمتع أول أمس محبو الموسيقى الأندلسية بوهران بباقة من أجمل الأغاني التي اشتهرت بها الفنانة المتألقة ليلى بورصالي الغنية عن التعريف خصوصا أنها بارزة في الغناء الحوزي الذي يعتبر نوع من الطرب النسائي الصعب كونه يحتاج إلى تراكم خبرات ومهارات موسيقية وصوتية أدائية. كما غصت القاعة بعشاق الفن الأندلسي ومحبي الزمن الجميل، وتندرج هذه التظاهرة في إطار المحافظة على التراث الذهبي وتوصيله للأجيال المتعاقبة وتحت شعار "لكي نكون غدا نحن ولا نكون غيرنا"، وفي السياق ذاته شهد الحفل دعوة واضحة لكل الفنانين والمبدعين من أجل الاستفادة من التراث الشعري الجزائري من خلال صوت رائع وحضور مميز للفنانة التي اختارت أن ترتدي فستانا من روح المكان وانتقت ألوانا تتماشى مع إضاءة المسرح لتظهر تكاملا بين كل الأجزاء حتى الثانوية منها. وعرضت المطربة صاحبة الصوت الملائكي أغاني كتبها أكبر شعراء التراث الأندلسي والتي أدخلت عليها توزيعا موسيقيا من دون أن يمس طابعها الأصلي، الذي لم يعد تراث ثقافي تم توارثه جيلا عن جيل، بل أصبح رافدا من روافد الهوية والشخصية الوطنية، للإشارة أكد السيد سيفو شهاب محمد رئيس لجنة الإعلام والاتصال لحزب جبهة التحرير الوطني لوهران وممول الحفل وأحد منظمي السهرة أن الفضل يعود لرئيس الجمهورية الذي حث الشباب على الالتفات للتاريخ وتعلمه لكي نكون غدا نحن لا نكون غيرنا المستوحى من خطابه بسطيف في ماي 2012 مؤكدا على التزامه التام في مساندته لاعتلاء سدة الحكم للمرة الرابعة. كما كشف ذات المتحدث أنه في نفس اليوم تم تسطير محاضرة نشطها الأستاذ والفنان توفيق بن غبريت الذي ركز في مداخلته عن مكونات القصيدة وعلاقتها بجمال الخطاب الشعري مع محاولة اكتشاف الأبعاد المعرفية للنص من حيث ثقافته وتأثره ومقصده وجماليته، كما تطرق أيضا إلى استلهام الفعل الشعري في علاقة الكتابة بالذات والذاكرة والتاريخ و الجسد، وكيف تنعكس كل هذه المكونات في حضورها على جمالية الخطاب الشعري لغة وتركيبا وإيقاعا وصورة شعرية، وما شابه ذلك من مكونات الخطاب الشعري عامة، في سياق متصل حملت الآلات الموسيقية المصطفة على المسرح وأغاني بورصالي نفحات شرقية وصوفية فتنوعت المواضيع بين الأجواء الاجتماعية والنقاء وحب الله والبوح الوجداني وكلها تعكس الحضارة والمجتمع الجزائري المتفتح على الحياة.